تعزيز الأمن السيبراني في قطاع الطاقة

21:08 مساء
قراءة 3 دقائق
1

ألكسندر كليمبيرج *

لقد أدى الهجوم الإلكتروني على مراكز تكرير النفط الأوروبية الرئيسية في أمستردام وروتردام وأنتويرب، إلى تعطل كبير في عمليات تحميل وتفريغ شحنات منتجات النفط المكرر، وسط أزمة طاقة قارية.

ويمكن أن يشهد الاضطراب مزيداً من التأثيرات المتتالية، مع احتمال حدوث تأثيرات مجتمعية واقتصادية أكبر في جميع البلدان الأوروبية. ويأتي ذلك في أعقاب هجوم مماثل على شركتين ألمانيتين أدى إلى انقطاع طفيف في إمدادات البنزين شمالي ألمانيا.

وتشير التقارير المبكرة إلى استخدام نوع من برامج الفدية في الهجمات في ألمانيا. يشار إلى أن الهجمات السيبرانية باستخدام برامج الفدية، ارتفعت بنسبة 150% في العام الماضي، ويمكن أن تسبب هذه الهجمات أضراراً كبيرة حتى في الأسواق المستقرة والمجهزة جيداً. ويشبه الهجوم الأخير حادثة خط أنابيب «يو أس كولونيال» الأمريكي العام الماضي، عندما تعرض خط أنابيب أمريكي لهجوم ببرامج الفدية، ما أدى إلى اضطرابات كبيرة في الإمدادات في أجزاء من الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

ويبدو في البداية أن الهجوم السيبراني على خط «أمستردام وروتردام وأنتويرب» يفاقم الوضع الصعب بالفعل لأسواق الطاقة الأوروبية؛ إذ إن مخزونات النفط والغاز منخفضة والأسعار عند مستويات لم نشهدها منذ سنوات. 

ونتيجة لذلك، فمن المرجح أن يزيد مستوى الضغط على نظام إمدادات الطاقة، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه أوروبا نوعاً من الأزمات الجيوسياسية، مما يزيد من فرص حدوث تصعيد سياسي غير مقصود على نطاق أوسع.

يشار إلى أنه قد تم إدراج هذه الهجمات كواحدة من أهم ثلاثة مخاوف لقادة الشبكة العنكبوتية في تقرير توقعات الإنترنت العالمية لعام 2022. والهجوم الحالي ليس الهجوم الأول الذي يكشف الثغرات في البنى التحتية لقطاع الطاقة الحيوي، فعلى سبيل المثال أدى الهجوم باستخدام برامج الفدية على خط أنابيب «يو أس كولونيال» في مايو 2021 إلى إغلاق 5500 ميل من خط الأنابيب الذي يحمل نحو 45% من إمدادات الوقود إلى الساحل الشرقي.

وتؤكد الهجمات الإلكترونية الأخيرة الأخرى، مثل تلك التي تعرضت لها محطة مياه فلوريدا في فبراير 2021، وشركة «سولار وندز» في عام 2020، أن نجاح هذه الهجمات يعتمد على تعرية أوجه القصور في التدابير الدفاعية. كما أن هناك حاجة واضحة لتأمين الأنظمة القديمة غير المحمية بشكل كافٍ بسبب الرقمنة السريعة واتصالها بالإنترنت. ويمكن أن تؤدي هذه الهجمات إلى تعطيل البنى التحتية الحيوية التي توفر الدعم التأسيسي للاقتصادات الحالية والمجتمعات الوظيفية، كما يمكنها تعزيز الإجراءات الحكومية بشأن أهمية الأمن السيبراني. فعلى سبيل المثال، وبعد قضية خط أنابيب «يو أس كولونيال»، وقّع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمراً تنفيذياً لتعزيز الأمن السيبراني في جميع وزارات الحكومة الفيدرالية، والبنى التحتية الحيوية. ونشرت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، مؤخراً، تحذيرات مسبقة بشأن التهديدات التي تتعرض لها البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة، مع تقديم توصيات واقتراحات ملموسة.

ونظراً لأن التهديدات السيبرانية أصبحت أكثر تعقيداً، فإن التحوّل الرقمي الحالي عبر القطاعات والصناعات المختلفة، يعرّض البنية التحتية الحيوية وسلسلة إمداد النفط والغاز بأكملها لمخاطر الإنترنت، مع وجود آثار محتملة على السلامة والبيئة في المستقبل، وخلق اضطرابات في العمليات التجارية.

وتشكّل الحماية ضد هذه التهديدات الإلكترونية تحدياً متزايداً، مع انتشار القدرات السيبرانية الهجومية وضعف التعاون الدولي في هذا المجال، لذلك يجب أن تعمل القطاعات الآن على التخفيف من الاضطرابات المستقبلية التي تسببها الهجمات الإلكترونية المشابهة لحادثة خط «أمستردام وروتردام وأنتويرب». 

وللمساعدة في هذا الجهد، طوّر مجتمع المرونة السيبرانية في مجال النفط والغاز التابع لمنتدى الاقتصاد العالمي، وصاغ المبادئ التوجيهية التالية، مما يوفر الخطوة الأولى لمساعدة كبار القادة على اتخاذ إجراءات بشأن المرونة الإلكترونية:

* إنشاء نموذج حوكمة شامل للأمن السيبراني.

* تعزيز الأمن والمرونة عبر اتباع منهجيات التصميم. 

* تنفيذ آليات شاملة لإدارة المخاطر والدفاع، مع تعزيز القدرات في مجالات الوقاية والمراقبة والاستجابة والتعافي.

* إعداد واختبار خطة مرونة استناداً إلى قائمة سيناريوهات محددة مسبقاً للتخفيف من تأثير الهجوم السيبراني.

* تعزيز التعاون الدولي بين القطاعين العام والخاص وبين جميع أصحاب المصلحة في القطاع.

*رئيس مركز الأمن السيبراني في المنتدى الاقتصادي العالمي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"