كارين براون*
سجّل المضاربون في عقود فول الصويا المتداولة في بورصة شيكاغو للتجارة، صافي مبيعات قياسية أخرى، بعد أن أدت توقعات المحاصيل القوية في الولايات المتحدة، وزيادة الإمدادات من الصين، إلى جرّ العقود الآجلة إلى أدنى مستوياتها، في أربع سنوات تقريباً.
ففي الأسبوع المنتهي في 16 يوليو/ تموز الماضي، وسّع مديرو المحافظ صافي مبيعاتهم القصيرة في عقود وخيارات فول الصويا الآجلة في البورصة إلى مستوى مرتفع جديد، بلغ 185750 عقداً، من 172605 عقداً في الأسبوع السابق، وكان هذا في الأغلب، نتيجة لعمليات البيع القصيرة الإجمالية الجديدة.
لقد باعت الصناديق منذ أواخر مايو/ أيار، أكثر من 170 ألف عقد آجل وخيارات لفول الصويا، أي ما يعادل أكثر من 850 مليون «بوشل»، (المقياس العالمي للحبوب). ولم تُرصد مثل هذه الموجة من البيع إلا في مرات قليلة، بما في ذلك في منتصف عام 2018 عندما اشتعلت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة، والصين.
وانخفضت في ذلك الأسبوع، أسعار فول الصويا الأكثر نشاطاً في بورصة شيكاغو التجارية بأكثر من 3%، لتستقر عند مستوى أقل بنحو 25% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما انخفضت العقود الآجلة لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني بنسبة 14% منذ أواخر مايو/ أيار، ما يمكن مقارنته بعامَي 2014 و2018، إضافة إلى 2022، رغم ارتفاع الأسعار كثيراً خلاله.
وأثر انخفاض الطلب على الأعلاف في الصين، بشكل كبير، في دقيق فول الصويا، وانخفضت العقود الآجلة للسلعة في البر الرئيسي والولايات المتحدة بنسبة 8%، في الأسابيع الثلاثة الماضية. حيث تراجعت عقود السلعة في بورصة شيكاغو التجارية بنحو 3%، كما خفّض مديرو المحافظ صافي مراكزهم الطويلة إلى 26926 عقداً آجلاً، وخيارات من 60693 عقداً في الأسبوع السابق، ما يمثل أكبر عملية بيع أسبوعية على الإطلاق، في دقيق فول الصويا في بورصة شيكاغو التجارية.
وفي أوائل يوليو/ تموز، شرع المستثمرون في سلسلة شراء قياسية صافية لزيت فول الصويا في بورصة شيكاغو، لكن ذلك توقف الأسبوع الماضي، حيث قلصوا صافي مبيعاتهم القصيرة بنحو 380 إلى 16638 عقداً آجلاً وخيارات، على الرغم من انخفاض العقود الآجلة بنسبة 3%.
وانزلقت أسعار فول الصويا الصحيح والمطحون الأكثر نشاطاً بشكل طفيف، الأسبوع الماضي، لتستقر عند 10.36 دولار للبوشل، و307.5 دولار للطن، على التوالي، ويمثل الأخير أدنى إغلاق على الإطلاق لعقد ديسمبر/ كانون الأول.
ولا تزال عقود فول الصويا الأمريكي لنوفمبر/ تشرين الثاني، على مسافة قريبة من أدنى مستوياتها التعاقدية، في حين لم تفعل مبيعات التصدير اليومية الضخمة والبالغة 510 آلاف طن متري إلى وجهات غير معروفة، الكثير لوقف الزخم الهبوطي.
إلى ذلك، ابتعدت عقود الذرة في بورصة شيكاغو لشهر ديسمبر/ كانون الأول، بضعة سنتات فقط، عن أدنى مستوياتها، ولكن العقود الآجلة لفترات أطول ظلت من دون تغيير، بشكل أساسي. وقلّص المستثمرون صافي مراكزهم القصيرة إلى 343396 عقداً آجلاً وخيارات للذرة، من أعلى مستوى على الإطلاق، في الأسبوع السابق، عند 353983 عقداً، وكان البيع القصير على المكشوف، هو السمة المميزة.
أما بالنسبة لعقود قمح سبتمبر/ أيلول في بورصة شيكاغو التجارية، فقد انخفضت هي الأخرى بأكثر من 7%، مسجلة أدنى مستوى جديد للعقود عند 5.25 دولار للبوشل. ووسع المستثمرون صافي مراكزهم القصيرة في عقود القمح الآجلة، وخيارات بورصة شيكاغو التجارية إلى أعلى مستوى في 12 أسبوعاً إلى 75886 عقداً، من 69137 عقداً في الأسبوع السابق.
في الأثناء، انتعشت تقديرات المحاصيل لأكبر مُصدّر للقمح، روسيا، من أدنى مستوياتها الأخيرة، ولكنها لا تزال أقل بنحو 10 ملايين طن (11%) عن تطلعات بداية العام، ومن المتوقع أن تتراجع الشحنات على مدار العام المقبل نتيجة لذلك.
وعلى الجانب الآخر، انخفضت عقود القمح المطحون في فرنسا، أكبر دولة منتجة للقمح في الاتحاد الأوروبي، إلى أدنى مستوياتها في ثماني سنوات، وسط طقس ممطر بشكل مفرط، وتأخرت وتيرة الحصاد كثيراً عن المعتاد. وقد أسهم هذا في دفع عقود القمح الآجلة في بورصة شيكاغو التجارية للأعلى، أواخر الأسبوع، والتي نمت بنسبة 2.3% على مدار الجلسات الثلاث الماضية. ومع ذلك، انخفضت أسعار عقود ديسمبر/ كانون الأول الآجلة للذرة في الولايات المتحدة بنسبة 1%، حيث عززت توقعات الطقس الهادئة هناك الآمال بشأن غلة المحاصيل الكبيرة.
* محللة أسواق الزراعة العالمية في «رويترز»
