لماذا فشلت «إنفيديا» فــي شــراء «آرم» ؟

20:42 مساء
قراءة 3 دقائق
2

سام شيد *

فشل عرض إنفيديا لشراء شركة آرم من سوفت بنك، وقد أصدرت هذه الشركات العملاقة في مجال أشباه الموصلات بياناً مشتركاً يوم الثلاثاء قالت فيه إن الصفقة ألغيت بسبب تحديات تنظيمية كبيرة؛ ولكن هنالك تساؤلاً حول هل كان الاستحواذ محكوماً عليه بالفشل منذ البداية؟

يقع المقر الرئيسي لشركة آرم في كامبريدج بالمملكة المتحدة وقد انبثقت عن شركة حوسبة سابقة تدعى «أكورن للكمبيوتر» في عام 1990، وتُستخدم تصاميمها للرقائق الموفرة للطاقة في 95٪ من الهواتف الذكية في العالم، و95٪ من الرقائق المصممة في الصين، ويعمل بها 6000 موظف على مستوى العالم و3000 في المملكة المتحدة، ويُنظر إليها على أنها جوهرة تاج صناعة التقنية البريطانية. ظلت مستقلة حتى عام 2016 عندما قام سوفت بنك بشرائها مقابل 32 مليار دولار؛ ثم حاول الأخير بيعها لشركة إنفيديا في صفقة لم تكن موفقة.

تم الإعلان عن هذه الصفقة وسط ضجة كبيرة في سبتمبر 2020، حيث صرحت كلتا الشركتين بأنهما سوف تؤسسان «شركة الحوسبة الأولى في العالم لعصر الذكاء الاصطناعي». وعلى الفور ظهر النقاد مثل هيرمان هاوزر، رجل الأعمال الذي كان له دور فعال في تطوير أول معالج «آرم» حيث عارض بشدة هذه الصفقة وحذا حذوه المشرعون البريطانيون وعمالقة في مجال التقنية مثل كوالكوم وجوجل ومايكروسوفت؛ بسبب مخاوف عدة بدءاً من الأمن الوظيفي إلى السيادة التقنية، ولكن القضية الرئيسية في الصفقة كانت حول الوصول إلى تصاميم شرائح آرم المبتكرة.

تعطي آرم تصريح استخدام تصميمها هذا لمئات الشركات في جميع أنحاء العالم؛ فشركة آبل تستخدمه في أجهزة آيفون وآيباد، كما تستخدمه أمازون في جهاز كيندل، ومصنعو السيارات في المركبات؛ وإذا قامت إنفيديا بمنع الشركات الأخرى من استخدام تصميمات رقائق آرم في أشباه الموصلات يقول المحللون إن الآثار ربما تكون وخيمة.

منذ وقت طويل كان منظمو المنافسة في الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وأوروبا يحققون في الصفقة من جميع الزوايا مما دفع المحللين والمستثمرين في مجال التقنية إلى التكهن بأن عملية الاستحواذ لن تحظى بالموافقة أبداً. من جانبهما حاولت إنفيديا وآرم كسب المنظمين في صفهما بوعد بأنهما سوف تستثمران بكثافة في آرم وتسمحان للشركات الأخرى بمواصلة استخدام التصميمات لكن هذه الجهود باءت بالفشل. 

قال جيف بلابر، الرئيس التنفيذي لشركة سي سي إس إنسايت للتحليلات، إن الصفقة واجهت تدقيقاً شديداً وضغطاً منذ البداية، وذكر في بيان: «ليس من المستغرب أن تنتهي الصفقة بالفشل، وتبين أن التوصل لطريقة لإرضاء المنظمين مع الحفاظ على القيمة وتبرير تحديد السعر ب 40 مليار دولار قد ثبت أنها تمثل تحدياً كبيراً». أضاف بلابر: «ذكرت شركة سي سي اس انسايت في سبتمبر 2020 أن الصفقة ستواجه معارضة كبيرة، وعلى الأخص من حاملي تراخيص آرم الذين كانوا يقومون في تلك المرحلة بشحن ما متوسطه 22 مليار رقاقة سنوياً» و«كما كان متوقعاً كانت المعارضة كبيرة وسلطت الضوء على الأهمية الاستراتيجية للتقنيات آرم والحاجة الحيوية لأن تبقى مستقلة».

تخطط شركة سوفت بنك الآن لإدراج آرم في سوق الأسهم في عام 2023، على الرغم من أنها لم تحدد ما إذا كان الاكتتاب العام سيتم في بريطانيا مكان نشأتها، أو في نيويورك حيث في الغالب تحقق شركات التقنية تقييمات أعلى. وفي هذا الشأن قال بلابر: «يُعد الاكتتاب العام خياراً أفضل بكثير للنظام البيئي لآرم، ولكن من غير المرجح أن يوفر لشركة سوفت بنك عائداً مماثلًا». وظهر رأي روس شو، مؤسس مجموعة الضغط «تك لندن جروب» في بيان قال فيه إن الاكتتاب العام الأولي لشركة آرم من الضروري أن يكون في المملكة المتحدة وأن تصبح بورصة لندن المقر الجديد للشركة؛ وقال: «الآن بعد أن تم إيقاف الصفقة رسمياً من الأهمية بمكان أن تركز المملكة المتحدة على الحفاظ على ملكية وتأثير أحد أثمن أصولنا التقنية».

دفع النقص العالمي في الرقائق العديد من الدول إلى التفكير في توطين المزيد من تصاميم وإنتاج أشباه الموصلات، ووضع الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء خطة بمليارات الدولارات لتعزيز إنتاج الرقائق داخل كتلته. أضاف شو: «في ظل أزمة النقص العالمية في الرقائق التي لا يتضح قرب انتهائها، والتي كان لها تأثير في جميع الصناعات وحتى حياتنا اليومية، تلعب الشركات مثل شركة آرم دوراً مهماً في الحفاظ على مكانة المملكة المتحدة كلاعب رائد عالمياً في التقنية والاقتصاد.. يجب علينا ببساطة حماية سيادتنا الرقمية من خلال الحفاظ على ملكية آرم - جوهرة تاج صناعة أشباه الموصلات لدينا».

* سي إن بي سي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"