مسيرة لا تنتهي

00:37 صباحا
قراءة دقيقتين

يأتينا شهر الابتكار كل عام، بزخم كبير من الابتكارات في مختلف المجالات؛ سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات؛ فكم من ابتكارات غيرت حياتنا؟ وكم من إبداعات مهدت الطريق لنا نحو المستقبل؟ وهذا ما يبلور أهمية الابتكار الذي يعد من أهم مظاهر التطوير المستدام في الإمارات.
جعلت الإمارات الابتكار، نهجاً أساسياً في منظومة العمل بالدولة؛ إذ نعول عليه في مواكبة المتغيرات والتطورات، ونلحق من خلاله بركب المستجدات في مختلف القطاعات؛ وأصبح شهر فبراير من كل عام، منصة متجددة للابتكارات الجديدة واكتشاف مبتكرين جدد.
ولكن ماذا بعد الابتكار؟ وكيف يتم توظيف تلك الابتكارات لخدمة المجتمع وفئاته؟ وهل تلقى الابتكارات القدر الكافي من الرعاية؟ وكم من الأفكار الابتكارية التي تحولت إلى واقع ملموس؟ تساؤلات كثيرة تدور في الخاطر، وتستحق النظر إليها بنظرة جديدة.
حكومة الإمارات أدارت ملف الابتكار باحترافية عالية، ومكنت المجتمع أفراداً ومؤسسات من أدواته ومساراته، وأطلقت العنان للجميع، ليكونوا جزءاً أصيلاً في منظومة الابتكارات؛ ووفرت الإمكانات ووظفت الممكنات، فأوجدت سياسة عليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، التي تضمنت 100 مبادرة وطنية، وميزانية تصل إلى 300 مليار درهم، وكذا صندوق محمد بن راشد لدعم الابتكار بقيمة ملياري درهم، ومبادرات وخطط واستراتيجيات ومختبرات ومسرعات.
جميعها مسارات واتجاهات تحفز على الابتكار، وتعزز ثقافته في المجتمع، ومن المفترض أمام هذه الممكنات، أن نستمر في الابتكار بعد الابتكار، لكن تبقى إشكالية تبني الابتكارات ورعايتها وتبني أفكارها وتحويلها إلى مخرجات واقعية ملموس، وابتكار حقيقي ينفع المجتمع، فالجميع هنا مسؤول، وليس من العدل أن تؤدي الحكومة دور التخطيط والاكتشاف والتشغيل والرعاية والإنفاق.
لم تقتصر مكونات المجتمع على القطاع الحكومي فحسب؛ بل هناك قطاع المال والأعمال، الذي يستحوذ على حيز كبير في المنظومة، وفاعلية دوره في تبني وتمويل الابتكارات التي نحصدها سنوياً ضرورة ملحة، فبدلاً من أن تكون لدينا 1000 فكرة للابتكار، مُنفذ منها واقعياً 10 فقط، نستطيع بدعم هذا القطاع أن تكون لدينا 1000 فكرة بـ1000 ابتكار، وهذا يعد الاستثمار الحقيقي في إبداعات أبنائنا ومؤسساتنا.
تبني الابتكارات وتوظيفها، لا يقل في أهميته عن الواجب الوطني؛ ويكفي أن الإمارات قادرة على مواكبة الحاضر، وتلامس بخططها المستقبل، فالابتكارات تعد قطاعاً لتغذية جميع القطاعات والارتقاء بها، فكم من ابتكارات غيرت من وجهة قطاعات، وارتقت بأخرى، وسبقت الزمن في ثالثة.
نحتاج إلى مزيد من السواعد للعمل يداً بيد مع الحكومة، لدعم الابتكارات ورعايتها، وتحويل معطياتها إلى مكتسبات حقيقية، تجعلنا نسبق الزمن، وننهض قبل أن يسبقنا الآخرين، فدول العالم تتنافس بقوة للارتقاء بالمجالات كافة من خلال الابتكارات في مسيرة لا تنتهي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"