الفجيرة: «الخليج»
شكاوى مستمرة وتتفاقم أحياناً، يعبر عنها المستفيدون من التأمين الصحي؛ حيث نجد أن الأغلبية يفصحون دائماً عن عدم رضاهم عن تعامل الشركات التي يقعون تحت مظلتها التأمينية، ما يفرض سؤالاً ملحّاً يتمثل في ماهية الأسباب والعوامل التي تقود إلى النزاع المستمر بين المستفيد من المظلة وشركات التأمين الصحية؟
يرى الطبيب الصيدلاني الوسيلة عماد (يعمل في إحدى شركات التأمين بدبي)، أن السبب الجوهري في الخلاف الدائم بين المستفيد وشركات التأمين، من واقع التجربة ومهامه العملية اليومية يتمثل في عدم إلمام المستفيد بالتفاصيل الجوهرية الواردة في وثيقة التأمين، التي وقع عليها بكامل أهليته، من دون دراسة موادها تفصيلاً. ويقول إن جميع الخلافات بين الطرفين ترجع إلى عدم إطلاع المستفيد من المظلة التأمينية على محتواها الذي يشمل جميع المواد والمتطلبات التي تخاطب حقوق المستفيد والشركة، حيث تحتوي الوثيقة على جميع الحقوق والواجبات بين الطرفين، وهي المرشد للعملية التأمينية التي تحفظ حق الطرفين، وإن غياب الوعي بتفاصيل وثائق التأمين من المستفيدين يؤدي دوماً إلى التذمر والشكوى من الشركات. وعلى سبيل المثال هنالك أمراض جينية لا يشملها التأمين واردة نصاً في وثائق التأمين، لعدد كبير من الشركات. وعندما يصاب المستفيد أو أحد أفراد أسرته الذي يشمله التأمين بأحدها ويهم بعلاجه، يدخل المستفيد في جدل محتدم مع الشركة المعنية، في وقت نجد أن الوثيقة التي وقع عليها، وهي الفيصل والمرجع الحقوقي بين الطرفين، تنص صراحة على عدم شمول البطاقة التأمينية للأمراض الجينية، ما كان يمكن تفاديه لو اطلع المستفيد مسبقاً على العقد الموقع كونه شرعية الطرفين، فضلاً عن الخلافات التي تبدو دوماً بين الطرفين على نسب التحمّل التي تراوح بين 10 إلى 20 في المئة من قيمة مقابلة الطبيب والأدوية والعلاج والفحوص الطبية. ونتيجة لعدم إلمام المستفيد بتفاصيل الوثيقة التي وقع عليها، يصرّ المستفيد على إرجاع الشركة المؤمّنة قيمة ما دفعه بالنسبة المحددة في الوثيقة. كما أن بعض وثائق التأمين تحدد للحامل عدد زيارات محددة لطبيبها المتابع، وعند تجاوز هذا الحدّ، لا يغطي التأمين الزيارات الإضافية، ما يفرض جدلاً مع شركات التأمين.. وغيرها من مشكلات وخلافات، كان بالإمكان تفاديها وعدم إرهاق الشركات بها لو حرص كل مستفيد على الاطلاع تفصيلاً عن محتويات الوثيقة قبل الموافقة عليها.
كما يمكن للمستفيد الاستعانة بمتخصّص في التأمين للتعريف بوثائق التأمين الصحية، وزيادة معرفته وثقافته بالمجال الحيوي الذي بات يشكل حجر الزاوية في الرعاية الطبية التشخيصية والعلاجية بالدولة.
