صلاة الإسراء والمعراج

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

بسم الله الرحمن الرحيم: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}: الإسراء (1).
(الإسراء والمعراج)، رحلة ذات مسارين بمرحلتين زمنيتين متتابعتين، ومكانين متباعدين بُعد السماء عن الأرض: مسار من أرض إلى أرض (إسراء)، ومسار من أرض إلى سماء (معراج)؛ فأما «الإسراء»، فهو إذهاب الله ـ سبحانه وتعالى ـ نبيه محمداً، صلّى الله عليه وسلّم، من المسجد الحرام بأم القرى مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بمدينة القدس في فلسطين العربية في جزء من الليل، ثم رجوعه من ليلته. وأما «المعراج» فهو إصعاده، صلّى الله عليه وسلّم، من بيت المقدس إلى السماوات السبع، وما فوق السبع؛ حيث فُرضت الصلوات الخمس، ثم رجوعه إلى بيت المقدس في جزء من الليل.
(الإسراء والمعراج)، رحلة تاريخية خالدة؛ رُبّانها النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، سيد البشرية والخلـــق أجمعين؛ برفقة سيد الملائكة جبريل، عليه السلام، على متن دابـــة بيضاء دون البغل وفوق الحـــمار تُسمى «البُراق»، يضــــع خَطْوَة عند أقصى طَرْفِهِ، أي بصره، لتصل بهما إلى بيت المقدس، فيربطها النبي، صلى الله عليه وسلم، بالحلقة التي يَرْبِطُ بها الأنبياء ثم يدخل المسجد الأقصــى بصحبة جبريل، لِيَرَيَا الأنــبياء والمرسلين صفوفاً قد أحياهم الله جلّت قدرته، فقدّمه جبريل عليه السلام ليؤمهم في الصلاة.
هكذا كانت رحلة «الإسراء»، وهكذا يكون «المعراج»، كالسُّلَّمِ ذي دَرَجٍ يُرقى فيه؛ إذ أخذ جبريل، عليه السلام، بيد نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، فعرج به إلى السماء الدنيا، ليفتح له خازن السماء، ليلقى أبانا آدم، عليه السلام، الذي دعا له بالخير، ثم إلى بقية السماوات السبع: ففي السماء الثانية لقي نبي الله عيسى بن مريم والنبي يحيى بن زكريا، عليهما السلام، وفي الثالثة لقي نبي الله يوسف بن يعقوب، عليهما السلام، وفي الرابعة لقي النبي إدريس، عليه السلام، وفي الخامسة لقي النبي هارون، عليه السلام، وفي السادسة لقي كليم الله النبي موسى، عليه السلام، وفي السابعة كان أبو الأنبياء إبراهيم، عليه السلام، الذي طلب من سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم إقراء أمته السلام، وإخبارهم بأن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غِراسها: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر». وفي خاتمة «المعراج»، فرض الله، سبحانه وتعالى، على محمد وأمته خمسين صلاة في كل يوم وليلة، وأشار موسى، عليه السلام، على نبي الله محمد، صلى الله عليه وسلم، طلب التخفيف من الله، حتى كانت خمس صلوات بأجر خمسين صلاة.
هكذا أشرقت شمس الصلاة عماد الدين، التي من تركها فقد ترك الدين؛ اللهم اجعلنا ممن يؤديها في وقتها وعلى الوجه الذي يرضيك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"