عادي
فريق مكون من جامعة خليفة وآخرين دوليين

40 باحثاً يكشفون جيناً جديداً مسؤولاً عن مرض السكري

20:00 مساء
قراءة 3 دقائق
مقر جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا بأبوظبي
  • البنكرياس يقوم بدور فعال في مجال تحويل الطعام إلى طاقة
  • الفريق فحص 2000 مصاب للتعرف إلى الطفرات الجينية

أبوظبي: عبدالرحمن سعيد
كشف فريق بحثي من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، ومعهم آخرون دوليون، جيناً جديداً مسؤولاً عن مرض السكري، يسمى «ون كت-1»، عبر دراسة الجينومات لدى مرضى السكري وعائلاتهم، بهدف تحديد نوع من الجينات مسؤول عن مرض السكري أحادي الجين، مؤكدين أن مرض السكري يصيب ما يزيد على 350 مليون شخص في العالم، لذلك يساهم اكتشاف الجينات ودراستها في توفير المعلومات المهمة لفهم آلية المرض، حيث يمكننا من خلال الفهم الأفضل تحسين جودة الحياة وتطوير العلاجات الاقتصادية لمرضى السكري.
وضم الفريق البحثي 40 باحثاً من جامعة خليفة وآخرين من جميع أنحاء العالم، حيث تعاون الدكتور بيير زالوا أستاذ ورئيس قسم الأحياء الجزيئية وعلم الوراثة في جامعة خليفة، مع باحثين من فرنسا وألمانيا والنمسا والولايات المتحدة وسنغافورة، بهدف تحديد الجين المسؤول عن حالة مريضين مصابين بالسكري أحادي الجين.
وقام الفريق البحثي بدراسة الجينومات لدى مرضى السكري وعائلاتهم بهدف تحديد نوع من الجينات مسؤول عن مرض السكري أحادي الجين، والذي يتسبب في حدوث مجموعة من الطفرات في جين واحد، حيث تحدث أكثر أنواع مرض السكري انتشاراً نتيجة التعدد الجيني أو عوامل تتعلق بأسلوب الحياة، بينما يحدث مرض السكري أحادي الجين نتيجة عوامل وراثية.
وأوضح الفريق البحثي أنه يوجد نوعان من مرض السكري، هما مرض السكري من النوع الأول ومرض السكري من النوع الثاني، يبدأ السكري من النوع الأول منذ مرحلة الطفولة، حيث يعاني المرضى عدم القدرة على إنتاج الأنسولين بكميات كافية، بينما يرتبط السكري من النوع الثاني بالبدانة ويصيب الأفراد في مراحل عمرية متوسطة، ويسري النوعان في العديد من العائلات، وتلعب العوامل الجينية درواً أساسياً في ذلك.
وقال الدكتور بيير زالوا: يتشارك السكري أحادي الجين والسكري من النوع الثاني في العديد من الجينات، ما يعني وجود آليات مشتركة للمرض. وأضاف: فحصت مع الفريق البحثي مريضين مصابين بالسكري لتحديد نوع الجينات التي تؤثر في تطور المرض، حيث إن أحدهما شاب مصاب بالسكري حديثاً، والآخر طفل تم تشخيص إصابته بالسكري في عمر 14 شهراً، وأظهرت الفحوصات أن المريضين قد ورثا العديد من الطفرات في جين واحد وهو «ون كت -1»، حيث توصلنا إلى أن هذا الجين وتعبيراته يلعبان دوراً محورياً في الإصابة بمرض السكري.
وتعرف الدكتور بيير إلى حالات إضافية في المنطقة ترتبط بهذا الجين، وتشمل تلك الحالات مريضاً في لبنان، حيث كشفت الدراسات والتحليلات في هذا المجال عن العديد من الطفرات المختلفة لجين «ون كت -1» وجميعها ترتبط بخطر الإصابة بالسكري.
وأضاف: يؤثر جين «ون كت-1» على مجموعة متنوعة من العمليات في الجسم التي تتضمن عمليات «أيض الجلوكوز»، وهو عامل مهم في آلية مرض السكر، كما تؤثر تعبيراته في تطور البنكرياس والمرارة، وحدوث الطفرات في هذا الجين قد يعيق العمليات المعقدة في الجسم في مراحل مختلفة.
وبين أن البنكرياس يقوم بدور فعال في مجال تحويل الطعام إلى طاقة في جسم الإنسان، ويساهم في عمليات الهضم وتنظيم معدلات السكر في الدم، ويعتبر الأنسولين أحد الهورمونين الرئيسيين الصادرين عن البنكرياس، وتكمن وظيفته في الحد من مستويات السكر في الدم، أما الهورمون الثاني فهو هورمون «الجلوكاجون»، الذي يساهم في رفع مستويات السكر في الدم، ويعتبر البنكرياس صحياً عند إنتاج الكمية المناسبة من الأنسولين، أما عند مرضى السكري فإن البنكرياس يساهم في إنتاج كميات قليلة من الأنسولين أو لا يقوم بإنتاجه أبداً أو قد تُظهر الخلايا عدم استجابة للأنسولين المنتج.
وقال: لاحظنا أن الجين «ون كت-1» يساهم في تطوير وضبط الآليات المتعلقة بطيف واسع من أنواع مرض السكري. وفي هذا البحث قمنا بتسليط الضوء على الدور الكبير الذي يقوم به جين «ون كت-1» في تنظيم الغدد الصماء، ما يمثل خطوة مهمة تجاه الطب الدقيق في مرض السكري.
وقام الباحثون بالتحقق من نتائجهم البحثية من خلال فحص دفعة تزيد على 2000 شخص مصاب بالسكري من النوع الثاني، وتم التعرف إلى 13 حالة ذات طفرات متعددة لجين «ون كت-1»، وفي حين تعتبر حالات الإصابة بمرض السكري أحادي الجين من الحالات النادرة، تعتبر حالات الإصابة بالجين الأحادي «ون كت-1» بشكل خاص أكثر ندرة والأكثر ملاءمة لمنهجية الطب الدقيق.

1
جراف صادر عن الجامعة يوضح آلية الكشف عن الجينات
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"