عادي
تصاعد الجدل حول العودة إلى المكاتب أو اعتماد الهجين

هل أنهت مخاوف الركود زمن «العمل عن بعد» قبل أن يبدأ؟

17:54 مساء
قراءة 4 دقائق
باحثة عن عمل تلتقي بموظفة خلال معرض التوظيف والتدريب في سان فرانسيسكو (أ.ف.ب)
نادل في مطعم في فيرجينيا (أ ف ب)
  • دبي: خنساء الزبير

يبحث العديد من رؤساء العمل عن بعض النفوذ لحث الموظفين على العودة إلى مكاتبهم، وربما تكون الظروف الحالية معاونة لهم على ذلك؛ حيث هنالك مخاوف من الركود الاقتصادي وسلسلة من عمليات تجميد التوظيف بجانب ما قرره مؤخراً إيلون ماسك أغنى رجل في العالم.
فعلى مدى فترة امتدت لأكثر من عامين اعتاد الملايين من الموظفين في الشركات، كشركة «أبل» و«أمريكان اكسبرس» وغيرهما، على قدر أكبر من المرونة فيما يتعلق بأوقات العمل ومكان القيام به (المكتب أو المنزل)، وقد منحهم سوق العمل المحموم مقدرة على عدم الاستجابة لمناشدات رؤسائهم للعودة إلى روتين العمل من المكتب.
والآن خيمت مخاوف الركود على توقعات الشركات مما دفع البعض إلى وقف عمليات التوظيف وقرارات زيادة الأجور فيما قام آخرون بخفض الوظائف، كما أن مطالبة إيلون ماسك الأخيرة لجميع موظفي شركة «تيسلا» بالعودة إلى مكاتبهم أو يكون عليهم البحث عن عمل في مكان آخر يعد صفعة ضد نظام «العمل عن بُعد» ويشجع أصحاب العمل الآخرين على الإصرار على قرارهم.

  • مناقشات محتدمة

وفقاً لمسح جديد أجرته شركة التأمين «نيشن وايد» فإن نصف أصحاب الأعمال يتوقعون أن بعد عام سيكون عليهم متابعة العمل بأنفسهم طوال الوقت، وتسلط هذه التطورات الضوء على المناقشات المحتدمة في مجالس الإدارة في جميع أنحاء العالم حول كيف ستنتهي هذه الحقبة الجديدة من العمل الهجين، وتثير مخاوف من أن بعض الشركات ربما تستخدم التوترات الاقتصادية كذريعة للتخلي عن الموظفين الذين يرفضون العودة إلى المكتب.
وحتى إذا لم يحدث ركود فقد يبدأ أصحاب العمل في تقديم مطالب مماثلة لما قاله ماسك؛ ومن المؤكد أن بيانات التوظيف الأخيرة تُظهر أن التوظيف استمر بوتيرة صحية في مايو/أيار ويقول أصحاب العمل الكبار، مثل المؤسسة الدولية للحواسيب (IBM)، إنهم لم يروا أي علامات على التباطؤ، وتستثمر شركة فورد للسيارات مبلغ 3.7 مليار دولار في مصانع في 3 ولايات في الغرب الأوسط الأمريكي في توسع كبير سيخلق 6200 وظيفة. وفي إبريل كان هناك ما يقرب من وظيفتين لكل شخص عاطل عن العمل.

  • المرونة مطلوبة

بعد العلم بذلك اختارت العديد من الشركات عدم فرض قرارات مرهقة بالعودة إلى المكتب، بينما خففت شركات أخرى سياساتها في الأسابيع الأخيرة، فعلى سبيل المثال تراجعت شركة «أبل» للتو عن خطة لعمل الموظفين 3 أيام في الأسبوع بعد أن اشتكى بعضهم، وحتى رؤساء وول ستريت تراجعوا عن مطالبهم.
وقال رئيس جي بي مورجان تشيس وشركاه، جيمي ديمون، إن نحو 40% من قوته العاملة سيعملون في نموذج هجين في المستقبل، وقال توماس جوتشتاين رئيس مجموعة كريدي سويس جروب مؤخراً إنه لا يعتقد بأن البنوك ستعود أبداً إلى العمل بدوام كامل من المكتب.
وقال بريان إليوت، الذي يقود استطلاعاً مستمراً لأكثر من 10000 موظف في أبحاث تدعمها «سلاك تكنولوجيز» التابعة لشركة سيلزفورس: «نظراً لأن الشركات تكلف الموظفين بالعودة إلى المكتب 5 أيام في الأسبوع فقد شهدنا ارتفاعاً حاداً في مستويات إجهاد الموظفين وانهيار التوازن بين العمل والحياة. والأشخاص غير الراضين عن مستوى المرونة في العمل هم أكثر تفكيراً بـ 3 مرات للبحث عن وظيفة جديدة».
وأدركت شركة أبل أن الطريق صعب عندما ترك أحد كبار خبراء «تعليم الآلة» الشركة الشهر الماضي بسبب سياسة العودة إلى المكتب واتجه للعمل مع منافستها «ألفابت».

  • الأمان الوظيفي

ومع ذلك فإن المخاوف بشأن الأمان الوظيفي قد تدفع الموظفين إلى التضحية ببعض أيام الدوام عن بُعد للعمل بالمكتب، فقد كان هناك عدد أكبر من عمليات التسريح في شركات التكنولوجيا في مايو مقارنة بالأشهر الأربعة الأولى من العام مجتمعة، وذلك وفقاً لمتتبع البيانات «لاي أوف في»، وسمحت شركات، مثل نتفليكس وروبن هود وغيرها، للموظفين بترك العمل وتحولت الشركات الناشئة التي كانت في السابق عالية النمو من حالة النمو إلى محاولة البقاء في السوق.
وأظهر تقرير الوظائف يوم الجمعة أن خطابات الفصل من العمل في وادي السيليكون (قطاع التكنولوجيا) امتدت إلى قطاعات أخرى مثل التجزئة وشركات صناعة السيارات، والتي قلصت أعداد الموظفين أيضاً. لكن بعض الخبراء غير مقتنعين بأن الأمر سينتشر على نطاق واسع.

  • العمل الهجين مطلوب

قد تدفع البيئة غير المستقرة بشكل متزايد البعض إلى التفكير مرتين قبل ترك وظيفتهم الحالية، لكن الرؤساء التنفيذيين الذين يقلدون بشكل أعمى قرار ماسك هذا يمكن أن يحصلوا على درس قاسٍ في قواعد العمل الجديدة.
وبحسب الاستطلاع الذي أجرته شركة الاستشارات المهنية «بي دبليو سي» فإن 11% فقط من أكثر من 50000 موظف في 44 دولة شملهم الاستطلاع يفضلون العمل من المكتب طوال الوقت. ووجدت كذلك أن من يفضلون «العمل عن بُعد» بالكامل هم أيضاً أقلية، ويخشى ثلثاهم من فقدان فرص التطور الوظيفي.
وتختلف نماذج العمل الهجين بدرجة كبيرة، لذلك عندما تحدد الشركات ما يناسبها بشكل أفضل يتوقع الخبراء بيئة توظيف أكثر توازناً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"