ريادة عالمية صحية

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

جهود كبيرة تبذلها الإمارات للتخفيف من مصاب البشرية، من منطلق إيمانها بالمصير المشترك، فبين أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتسيير جسر جوي لإغاثة ضحايا زلزال أفغانستان، وبين التوقيع على «إعلان كيغالي» بشأن الأمراض المدارية المهملة، تتجلى صورة «دار زايد» البهية التي تعلي الإنسانية فوق كل شيء، وتتخذ منها دستور عمل، لتمد يدي خيرها إلى مختلف بقاع الأرض، لإغاثة المحتاجين، ونجدة الملهوفين، وبلسمة جراح المصابين.
الإمارات التي تصدرت المشهد الأفغاني بمسارعتها لإغاثة ضحايا الزلزال، لم يكن ذلك بغريب عليها، فهي التي حرثت طائراتها السماء من أقصى الأرض إلى أقصاها، محملة بالمساعدات الطبية خلال جائحة فيروس كورونا، وهي التي تبنت وحملت على عاتقها القضاء على مرض شلل الأطفال، وسيرت لذلك حملة تطعيم عالمية، تمكنت من القضاء عليه في باكستان، بعد أن كان سبباً في حرمان العديد من الأطفال من المشي، ليأتي التوقيع على «إعلان كيغالي» بمثابة التزام صريح تجاه القضاء على الأمراض المدارية المهملة، وتتويجاً لريادة عالمية امتدت لعدة عقود في مجال مكافحة الأمراض والقضاء عليها.
صاحب السمو رئيس الدولة أكد أن التوقيع على «إعلان كيغالي» يأتي في إطار مساهمة الإمارات المتواصلة لمكافحة هذه الأمراض والتعاون مع شركائها في تبني أحدث الابتكارات والاستراتيجيات لتسريع الخطوات نحو القضاء عليها.
الإمارات التي انضمت إلى قادة العالم للتعهد معاً بالقضاء على تلك الأمراض التي تؤثر في حياة ملايين البشر في أكثر مجتمعات العالم هشاشة، صاحبة باع طويلة في دعم الجهود العالمية للقضاء على الأمراض المدارية المهملة، وما توقيع الأمس سوى استكمال لمسيرة وإرث الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قدم تبرعاً شخصياً لبرنامج القضاء على دودة غينيا في مركز كارتر عام 1990، وليستمر هذا الالتزام اليوم بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، والذي تبرّع شخصياً بما يزيد على 60 مليون دولار أمريكي للقضاء على الأمراض المدارية المهملة من خلال الشراكة المستمرة مع مركز كارتر وعبر صندوق بلوغ الميل الأخير الذي أطلقه عام 2017 لدعم جهود القضاء على مرض العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي في إفريقيا.
مساهمات الإمارات في دعم الجهود العالمية للقضاء على الأمراض أصعب من أن تحصى، وجزء من عمل كبير تبذله للحد من الفقر، والقضاء على الجوع، وبناء مشاريع تنموية لكل من يحتاج إليها، في تطبيق عملي لثقافة التسامح والاعتدال التي تتبناها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"