عادي

خبير أمن جنائي يوضح لـ«الخليج» دوافع ارتكاب جرائم القتل وكيف ينفذ الجاني جريمته

00:46 صباحا
قراءة 3 دقائق

قال خبير الأمن الجنائي فراس الطلافحة في مقابلة مع «الخليج»، إن معدل الجريمة في معظم الدول العربية ضمن المعدل الطبيعي بالنسبة لعدد السكان، ولم تصل إلى الحدّ الذي يمكن أن نطلق عليه مصطلح الظاهرة.

تطور طرق ارتكاب الجرائم مقلق

وأضاف أن ما يثير الخوف والقلق، من خلال رصده لجرائم القتل التي وقعت في الفترة الماضية هو التطور في نوعية الجرائم التي تُرتكب، والطريقة التي تُرتكب بها.

وأكد أنه مع هذا التطور الذي طرأ على الجريمة، وجب على الأجهزة المختصة مع ما تملكه من إمكانيات دراسة وتحليل كل جريمة بشكل منفصل، ودراسة دوافعها، ومعالجة أسباب هذه الدوافع خصوصاً الاجتماعية منها، وتطوير قانون العقوبات ليتماشى مع هذا التطور في نوعية الجريمة، وليحقق الردع بشقيه العام والخاص.

دوافع الجريمة

وأضاف في تصريحاته أنه لا يوجد جريمة بلا دافع لارتكابها، قائلاً: «من النادر أن نجد جريمة بلا دافع أو سبب أو غاية، وإن وُجدت فستكون نتيجة أمراض، واضطرابات نفسية خارجة عن إرادة مرتكب الجريمة، ولا يعي أخطارها بعد ذلك».

وبين الطلافحة ما عرفه عالم الأدلة الجنائية حول الدافع لارتكاب الجريمة، موضحاً أن «الدافع هو العنصر الأهم في الجريمة، وهو ما يجب أن يخضع للتحليل والدراسة، ومن بين هذه الدوافع الدافع النفسي الذي يخص الجاني وحده».

أنواع دوافع الجريمة

وأشار إلى أن النوع الأول من الدوافع هو الذي يتشكّل من خلال التربية والتنشئة، وتفكك الأسرة، وحدوث الطلاق بين الوالدين، ومعاشرة رفاق السوء، وتعاطي المخدرات والمشروبات الروحية، وإثبات الذات، والاضطرابات والأمراض النفسية مثل الاكتئاب وخاصة الذهاني منه، والفصام، والقلق، ومرض الوسواس القهري.

كما يضاف إلى الأسباب السابقة نشوء وتطور الشخصية التي تسمى بعلم النفس «الشخصية السيكوباتية» بداخله، وهي الشخصية التي لا يحكمها الضمير، أو الندم بعد ارتكاب الجريمة، والأشخاص الذي يحملون هذه الشخصية هم الأخطر على المجتمع، ولا يتورعون عن ارتكاب أفظع الجرائم بدون أن يهتز له جفن.

وأضاف أن هناك دافعاً آخر لارتكاب الجريمة وهو المجتمعي الذي يتشكل نتيجة ظروف تحيط بالمجتمع مثل الفقر، والبطالة، والتفلت الأخلاقي والأمني، والبيئة التي تساعد المجرم على ارتكاب الجرائم.

ولفت إلى أن هناك دافعاً ثالثاً وهو الآني، والذي يحدث نتيجة غضب يطرأ على الشخص بوقت معين، ولا يفرق بين صاحب فكر أو منصب أو جاه، وبين من يفتقر إلى ذلك، وقد تُرتكب الجريمة من خلاله على أمر تافه مثل موقف سيارة، أو مزاحمة شخص لآخر بسيارته، أو خلاف لحظي.

أداة الجريمة وطريقة التنفيذ

وأوضح أن القاتل في العادة لا يُفكر كثيراً باختيار أداة الجريمة، وخاصة حين تتملكه مشاعر الغضب الشديد، ولا يختار الوقت للتنفيذ، وكل ما يفكر به هو سرعة تنفيذ الجريمة ليصل بعدها للراحة الداخلية، وأنه وصل لمبتغاه.

وأكد أنه لا فرق عند المجرم في أن تكون أداة الجريمة سكيناً، أو مسدساً، أو الدهس، أو عصا، أو أداة راضة، أو حتى استعمال يديه بالضغط على رقبة المجني عليه أو عليها لإنهاء الحياة.

الجريمة لا تفرق بين أحد

وأكد خلال مقابلته أن الجريمة لا تفرق بين الرجل والمرأة، والمرأة لم تكن، ولن تكون يوماً هدفاً لأحد المجرمين، ولكن ما يُحدد ارتكاب الجريمة هو العلاقة بين الطرفين سواءً أكانت امرأة أو رجل.

وحول الجريمة التي وقعت بحق الطالبة المصرية نيرة أشرف والطالبة الأردنية ايمان ارشيد وجه الطلافحة رسالة لكل المجتمعات بعدم الخوض بمثل هذه الجرائم، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المختلفة حتى لا يكون الأمر عادياً، وتعزز فكرة الجريمة بداخل الجيل الناشئ، ويتأثر بها مستقبلاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"