عادي
بريطانيا وفرنسا تترقبان درجة حرارة قياسية

حرائق غير مسبوقة تشعل الغابات في جنوب أوروبا

01:40 صباحا
قراءة 3 دقائق

أظهرت موجة الحر التي تجتاح جنوب أوروبا وتسببت بمقتل المئات وحرائق غابات ضخمة في الأسابيع الماضية، بعض علامات التراجع، أمس الاثنين، لكنها استمرت في التحرك شمالاً، بما في ذلك في اتجاه بريطانيا، حيث أصدرت السلطات تحذيرات شديدة بخصوص الطقس، فيما أشير إلى إجلاء آلاف الأشخاص في فرنسا بسبب حرائق الغابات.

وحذرت هيئة الأرصاد الجوية «ميتيو فرانس» من «أن الحر يتعاظم، والقيظ يمتد ليشمل البلاد برمتها»، متوقعة تسجيل مستويات قياسية، خصوصاً في غرب البلاد، وجنوب غربها. وأوضحت «في بعض مناطق الجنوب الغربي قد تصل الحرارة» إلى 44 درجة مئوية، تليها «ليلة شديدة الحر». وستبلغ موجة الحر الخامسة والأربعون التي تضرب فرنسا منذ عام 1947، ذروتها على الواجهة الأطلسية للبلاد، ولا سيما في منطقة بريتانييه التي كانت تحميها حتى الآن رياح المحيط. ويتوقع أن ترافق موجة الحر هذه مستويات قياسية أيضاً في تلوث الجو، مع تفاقم متوقع في تركز الأوزون، لا سيما في منطقة الأطلسي وجنوب شرق فرنسا، بحسب منصة «بريف إير» الوطنية لتوقعات جودة الهواء.

وفي بريطانيا، تعرضت الحكومة لمزيد من الانتقادات لفشلها في التعامل مع الوضع المناخي بجدية كافية. وقالت المسؤولة التنفيذية في كلية المسعفين تريسي نيكولز، لوكالة فرانس برس «هذه حرارة خطرة، يمكن في نهاية المطاف، أن تتسبب بوفيات لأنها في غاية الشراسة». وقالت كارينا لوفورد (56 عاماً) لوكالة فرانس برس بينما كانت تتنزه في تانكرتون في الساحل الشمالي بكينت «الوضع مخيف بعض الشيء»، مشيرة إلى أن الحرارة تذكّرها بأستراليا، حيث تعيش. وقال بول ديفيز كبير خبراء الأرصاد في بريطانيا، إن موجة الحر «تتماشى تماماً مع تغير المناخ»، وأضاف لسكاي نيوز، أن «قسوة» موجة الحر «مفاجئة» لكنها قد تصبح أكثر تواتراً «بنهاية القرن». وقالت الشبكة المسؤولة عن البنية التحتية للسكك الحديدية إن الخط المتجه من محطة كينغز كروس في لندن إلى يورك وليدز سيُغلق بين الساعة 11,00 ت غ و19,00 ت غ، اليوم الثلاثاء.

وأصدرت هيئة الأرصاد البريطانية أول إنذار «أحمر» يتعلق بالحرارة القصوى، ما يعني ان ثمة «خطراً على الحياة». وقد تتجاوز الحرارة الأربعين درجة مئوية في جنوب إنجلترا للمرة الأولى، الاثنين والثلاثاء، حسبما حذرت هيئة «ميت أوفيس». وشهدت إسبانيا، أمس الاثنين، اليوم الثامن والأخير من موجة حارة استمرت أكثر من أسبوع، وتسببت بأكثر من 510 حالات وفاة مرتبطة بالحرارة، حسب تقديرات معهد كارلوس الثالث الصحي. واحترق أكثر من 173 ألف فدان في إسبانيا حتى الآن هذا العام، وهو أسوأ عام خلال عشر سنوات، بحسب البيانات الرسمية.

وفي فرنسا والبرتغال وإسبانيا واليونان، أتت الحرائق على آلاف الهكتارات من الغابات، فيما اضطر عدد كبير من السكان والسياح إلى مغادرة أماكن سكنهم. والوضع خطر في جنوب غرب فرنسا. فمساء أمس الأول الأحد، زادت حدة حريق التهم خلال ستة أيام 13 هكتاراً في بوردو بسبب رياح لولبية، ما أدى إلى عمليات إخلاء جديدة. وقالت فرق الإطفاء إن 16200 مصطاف اضطروا إلى المغادرة بشكل عاجل، منذ يوم الثلاثاء الماضي. وعرفت البرتغال هدوءاً، فللمرة الأولى منذ الثامن من يوليو/ تموز، لم تتجاوز الحرارة الأربعين درجة مئوية، أمس الأول الأحد، حسبما ذكرت هيئة الأرصاد الجوية، بعدما بلغت الخميس مستوى قياسياً في يوليو وصل إلى 47 درجة مئوية. إلا أن أغلبية الأراضي البرتغالية كانت تشهد، الأحد، احتمالا «أقصى»، أو «مرتفعاً جداً»، أو «مرتفعاً» لوقوع حرائق لا سيما في مناطق وسط البلاد، وشمالها. وأسفرت حرائق الأسبوع الماضي عن سقوط قتيلين، و60 جريحاً فيما اجتاحت النيران 12 إلى 15 ألف هكتار.

وفي هولندا أعلن المعهد الهولندي للصحة العامة والبيئة الأحد خطة وطنية لمكافحة الحر، وتحذيراً من ضباب دخاني اعتباراً من أمس الاثنين، في كل مناطق البلاد، متوقعاً ارتفاعاً في الحرارة في الأيام المقبلة قد يصل إلى 35 درجة مئوية في الجنوب، و38 درجة مئوية في بعض المناطق الثلاثاء. وفي إيطاليا التي شهدت حرائق أصغر في الأيام الأخيرة يتوقع خبراء الأرصاد أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية في عدة مناطق في الأيام المقبلة. كما عانت سويسرا من آثار الموجة الحارة. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"