عادي
«السجناء الزرق» أحدث أفلامها الواقعية

زينة دكاش: الدراما علاج.. وأستهدف تعديل القوانين

00:34 صباحا
قراءة 4 دقائق
زينة دكاش

بيروت: هناء توبي

زينة دكاش، ممثلة ومخرجة لبنانية واختصاصية علاج بالدراما، بدأت مشوارها الفني من خلال شخصية «ايزو» الكوميدية التي لعبتها في البرنامج التلفزيوني الانتقادي الساخر «بسمات وطن» الذي استمر لسنوات عبر شاشة «إل بي سي»، وحققت من خلاله النجاح والشهرة، ثم انتقلت نقلة نوعية بتوجهها نحو المسرح لتقدم في عام 2009 مسرحية «12 لبناني غاضب» التي رسمت مشوار نضالها الحقوقي منذ نحو 14 عاماً، ولغاية اليوم، حيث تتوالى أعمالها المسرحية والسينمائية لتكون صوت المهمّشين في المجتمع، وصرخة من هم خلف القضبان.

تقول زينة دكاش إنها اختارت الدمج بين الفن والعلاج النفسي، وأنهت الإجازة الجامعية في التمثيل والإخراج المسرحي، ثم الدراسات العليا في علم النفس، وسافرت إلى أمريكا حيث تخصصت في العلاج بالدراما.. نسألها:

* ماذا تخبرينا عن «السجناء الزرق»؟ ولماذا هذه التسمية؟

- الفيلم يسلّط الضوء على سجناء «المبنى الأزرق» وأخذت اسمه منه لأنه واقعي وحقيقي، والسجناء داخله يعانون اضطرابات عقلية ونفسية، ويخضعون لأحكام شبه مؤبّدة بانتظار الشفاء، لأنه بحسب قانون العقوبات اللبناني الخاص بالمرضى النفسيين المرتكبين جنحاً وجرائم فإن «كل مجنون معتوه أو ممسوس ارتكب جرماً يبقى في السجن إلى حين الشفاء»، وهذا معناه إلى أبد الآبدين لأنه من الناحية العلمية فإن المريض النفسي يتحسن ولا يشفى، كما أنه لا يمكن شفاء هؤلاء السجناء تحديداً، لأنهم منسيون ومتروكون بلا رعاية طبية، أو نفسية.. هؤلاء محكوم عليهم بالموت داخل السجن، وهذا برأيي ظلم كبير يجب رفعه عنهم، والقانون المذكور يعود إلى عام 1943 ويجب تعديله بأي شكل من الأشكال، لذا قدمت عملي، ثم اقتراح قانون إلى مجلس النواب اللبناني لتعديل القانون القديم.

* هل تمت صياغة مشروع قانون جديد؟

- بالعمل الدؤوب والتنسيق مع جهات معنية صاغ القاضي حمزة شرف الدين، مشكوراً، نص القانون الذي يحمي السجناء المرضى النفسيين، وقدمه النائب غسان مخيبر إلى مجلس النواب اللبناني ليكون على أجندة العمل، ونحن بانتظار إقراره.

* هل إبطال «السجناء الزرق» هم السجناء أنفسهم، وكيف يمكنهم رواية قصصهم؟

- المرضى السجناء حضروا في الفيلم ضمن حوارات مقتضبة معهم، هم مدركون لحالاتهم، لكن لا يمكنهم تجسيدها أمام الكاميرا، ولكن أبطال العمل الذين جسدوا قصصهم هم من السجناء المحكومين في سجن رومية والذين تجاوبوا مع فكرتي بأن يمثلوا قصص المرضى، لذا تم تصوير العمل بين مبنى المحكومين والسجن الأزرق، وقد استمرت جلسات العلاج والبوح والتصوير 3 سنوات من الجهد الذي أثمر عملاً يسلط الضوء عليهم ما ساعد في تحسين مبناهم وتجهيزه للأفضل، وتحسن العلاقات فيما بينهم، ودفع عائلاتهم للسؤال عنهم وزيارتهم، وخروج عدد منهم إلى دور الرعاية والتمريض.

* هل تؤمنين بقدرة الفن السابع على تحديث القوانين؟

- بالتأكيد، هذا ما يحفزني، وقد لمست أثره على ارض الواقع.. مشاكل السجناء بالنسبة إلي قضية حياتي، فبعد «12 لبناني غاضب» الذي قدمته كفيلم ومسرحية شارك فيها السجناء وطالبنا بتعديل قانون تخفيض العقوبات بلبنان للسجناء الذين يتمتعون بحسن السير والسلوك، صدر قانون واستفاد منه عدد كبير من المحبوسين.. أما فيلم «يوميات شهرزاد» عام 2013 فيحكي قصص النساء في سجن بعبدا، ومعظم السجينات فيه ممن ارتكبن جرائم قتل الزوج بسبب التعرض لعنف كبير منه، في ذلك الوقت كان هناك اهتمام من المجتمع المدني لمناصرة حقوق المرأة، فساهم الفيلم في صدور تشريع عام 2014 لحماية عناصر العائلة من العنف الأسري.

* هل تواجهين صعوبات كثيرة خلال عملك بين العلاج بالفن وصناعته؟

- لا يمكن وصف الصعاب التي أتحملها على كثرتها، بدءاً من الإجراءات الأمنية لدخول السجون، وصولاً إلى نيل ثقة السجناء ومساعدتهم على البوح، والدوام اليومي في السجن، ومسرحة القضايا وتحويلها إلى أفلام، وتسفيرها لتكون الصوت المسموع.. عملي مضن ويحتاج إلى الصبر والحكمة، لذا اشعر بالمسؤولية تجاه السجناء واعمل لمساعدتهم، واحترم ثقتهم بي، وأضيء على قضاياهم من دون الدخول في عتمتها.

المهرجانات والجوائز

* هل ترين مساحات المهرجانات هي الأنسب لأعمالك؟

- يفرح قلبي أن تشارك أعمالي في المهرجانات العالمية بصفتها عملاً فنياً، كما أنها تعرض في الجامعات والمدارس كعمل توعوي. أفلامي تخوض المنافسة وتحصد الجوائز، وفاز «12 لبناني غاضب» بجائزة المهر الذهبي وجائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان دبي، وجائزة «أيام سينما الواقع» في دمشق، وحصد «يوميات شهرزاد» 7 جوائز في مهرجانات عالمية وعرض في الصالات الجماهيرية، وفيلم «السجناء الزرق» افتتح في «الجونة» و«مالمو» ويتابع جولاته في العالم، وهذه كلها محفزات صمود بالنسبة إلي.

* هل تحضّرين لعمل جديد حالياً؟

-أنا في حالة تأهب دائمة، ولكن لا أعرف ما هو التالي القريب، استلهم أفكاري من الناس، وغايتي أن أحكي عما يوجعني في المجتمع، كما أن مشروعي الأساسي منذ عام 2007 هو استخدام العلاج بالدراما داخل السجون اللبنانية، عبر استخدام أدوات المسرح للتعبير والعلاج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"