عادي

ضعف التسويق أبرز التحديات

23:44 مساء
قراءة 6 دقائق
11

أبوظبي: نجاة الفارس

يؤكد عدد من الكتّاب أن مشكلة ضعف التسويق والتوزيع من قبل دور النشر من أهم الصعوبات التي يواجهها الكاتب في تجربته مع النشر، حيث يتم الاتفاق حسب العقد على أن التسويق مسؤولية دار النشر، ولكن بعد التوقيع يتفاجأ الكاتب بأنَ مسؤولية التسويق والتوزيع تقع على كاهله، فمن أهم الصعوبات التي تواجه الكاتب أن أعماله تظل من دون خطة تسويق، حبيسة الأرفف لمدة طويلة، إلى أن تُبصر النور أثناء انعقاد معارض الكتب.

وأوضحوا ل«الخليج» تراجع الكتاب المطبوع بسبب تغوّل النص الإلكتروني وسرعة وسهولة انتشاره، موضحين أن النشر الإلكتروني أتاح فرصاً لنسمع أصواتاً لمن لم تتح لهم الفرصة، لسبب أو لآخر، خاصة بعد جائحة «كورونا».

تقول الكاتبة سارة أحمد: «تجربتي مع النشر مفيدة، حيث إنها تخرج الكاتب من قوقعة التأليف إلى عالم الجمهور، وعليه الاستعداد لمعرفة آرائهم وتقييمهم لعمله، وتقبّل انتقاداتهم بصدر رحب، لقد نشرت 5 إصدارات، وتراوحت حقوق النشر بحسب العقد الموقع بين الطرفين، من 2 إلى 3 سنوات لمصلحة دار النشر، وكنت أحصل على 25 نسخة مجانية من كل كتاب، وأكبر تحد يواجه الكاتب أنه يجد نفسه مسؤولاً عن التوزيع ومتابعته، وإن استنفذ الكاتب نسخه المجانية فعليه شراء كتابه مرة أخرى من دار النشر «.

وتوضح، أن مشكلة ضعف التسويق والتوزيع من قبل دور النشر من أهم الصعوبات التي يواجهّا الكاتب،

وتتابع: النشر الإلكتروني مناسب من خلال توفير سعر الطباعة وتوفير مساحة الكتب ومشقة التوزيع، وهو مناسب لمن يعيش في منطقة بعيدة بحيث توفر عليه سعر الشحن والشراء، ويستطيع الاطلاع على محتوى الكتاب بضغطة زر وضمان توفره في أجهزة مختلفة، كما يسمح للقارئ بقراءة عيّنة مجانية كافية من الكتاب، ولكن يصعب على الكاتب التسويق والترويج لكتابه الإلكتروني في معارض الكتب، كما أن ليس جميع القراء يشعرون بالراحة مع الكتب الإلكترونية، لأنهم يطمئنون أكثر للمس الكتب الورقية وإثراء أرفف مكتباتهم، بها ليعودوا لها متى شاءوا، كما أنَ الكتب الإلكترونية بحاجة إلى منصات لترويجها وإقناع القراء بالوصول إليها، باختصار، الكتاب الورقي له تحديات، والإلكتروني أيضاً له تحديات».

مواكبة العصر

الكاتب حمدان العامري، يقول: «تجربتي مع النشر متعددة، نشرت في دار نشر ثم أقدمت على النشر الذاتي، ومن خلال البرامج الإثرائية، وصدر لي لغاية اليوم 4 كتب»، موضحاً أن النشر الذاتي للكتاب الواحد كلفه نحو 7 آلاف درهم.

ويضيف: إن كل طريقة نشر لها ميزاتها وعيوبها، فمع دور النشر لا يحصل الكاتب خلاله على نسبة من المبيعات، والنشر الذاتي يزيد أعباء الكاتب في توزيع كتابه، أما بالنسبة لحقوق الملكية فقد تم أخذها من قبل دار النشر لمدة 10 سنوات بالنسبة لكتابي الأول، وعادة تعطي دار النشر عن كل طبعة للكاتب 25 نسخة مجانية.

يذكر من أهم التحديات التي تواجه الكاتب في مجال النشر، أن السوق ضعيف جداً مقارنة ببقية الأسواق، ويعتمد بالدرجة الأولى على الدعم الحكومي الذي يقدم بأشكال مختلفة، إضافة إلى عزوف الناس عن شراء الكتب الورقية لعدة أسباب،يعرفها الجميع.

سرقات

الشاعرة ربا شعبان، تقول: «النشر أمر ذو شجون عند كل من احترف الكتابة وهو اليوم في حال أكثر سوءاً، رغم سهولته في ظل النشر الإلكتروني والوسائل المجانية للتواصل، فحقوق ملكية الكلمة في خبر كان، والسرقات الفكرية متاحة، وغير ملاحقة، وكذلك حقوق الكاتب والمؤلف، وغير ذلك من انتشار الكتابات الرديئة والمجاملات المجانية التي أفسدت الأذواق وأصابت النقد الأكاديمي المتخصص في مقتل».

وتضيف: كما تراجع الكتاب المطبوع بسبب تغوّل النص الإلكتروني وسرعة وسهولة انتشاره، ولكن من جانب آخر النشر الإلكتروني أتاح فرصاً أيضاً لنسمع أصواتاً لمن لم تتح لهم الفرصة لسبب أو لآخر».

خطة تسويق

الكاتبة أمل حاجي، تقول: «لدي تجربتان في النشر، أول عمل، طُبع في بيروت عام 2016، وبلغت كلفته نحو 3000 درهم على نفقتي الخاصة، وحصلت حينها على 100 نسخة، والنُسخ المُتبقية ظلت لديهم لغاية البيع والتسويق، أما كتابي الثاني فطبعته في إحدى دور النشر المحلية عام 2019 وكان عدد النُسخ المطبوعة 300 نسخة، كلفت ما يقارب 6000 درهم، بدعم من مبادرة ألف عنوان وعنوان، وقاموا بمنحي مكافأة مالية للمساندة في طباعة العمل، ثم حصلت حينها على 100 نسخة وما تبقى أعلمتني دار النشر أنه ضمن خطة البيع والتسويق».

ولفتت إلى أهم الصعوبات التي تواجه الكاتب ومنها أن أعماله تظل من دون خطة تسويق، حبيسة الأرفف لمدة طويلة، إلى أن تُبصر النور أثناء انعقاد معارض الكتب في الدولة، وعليه يُبخس العمل الأدبي حقه بالكامل وتضيع حينها فرصة وصول الكتاب إلى القارئ أولاً، وكذلك فرصة حصول الكاتب على أي ريع قد يعود عليه من بيع مُنتجه.

وتوضح حاجي: «فكرة النشر الإلكتروني تروق لي كثيراً، وسأحرص على تنفيذها كخيار ثان في إصداري الجديد قيد التنفيذ حالياً، فالزمن الرقمي الذي نحن فيه اليوم يفرض علينا وجود المكتبات الإلكترونية، لأنها تخدمنا كثيراً، وتسهّل علينا شراء الكتب وتناولها».

تقييم

الكاتب الشاب أحمد القصاب، يقول: كانت محاولتي لإصدار كتابي الأول عام 2018، إذ أرسلته لإحدى دور النشر، وتم الرفض بسبب قرار لجنة القراءة والتقييم. شعرت بالإحباط حينها، وحاولت مرة أخرى عام 2021 بعد تشجيع من المقربين، أرسلت طلباً لنشر كتابي لعدّة دور نشر أخرى بعد البحث على الإنترنت والاستعانة ببعض الزملاء الكتّاب، إحدى الدور طلبت كلفة تقييم بناء على عدد الصفحات قبل إعطاء أي سعر للنشر، وأخرى وافقت على النشر ولكن بكلفة عالية تقريباً 8000 درهم، حينها فكرت في النشر خارج الإمارات، لكنني تراجعت، بعضهم عرض عليّ طباعة نسخ قليلة، وعلى أساس مبيعاتها تتم طباعة المزيد، وبعض الدور لم ترد أساساً على رسائلي ولم يكونوا جديّين كفاية، في النهاية وجدت دار نشر وافقت على كتابي بكلفة معقولة، وتسهيلات تطال التسويق وحقوق النشر وغيرها بموجب عقد النشر».

خوف

الكاتبة آمال الأحمد، تقول: «تجربتي مع النشر لا تعد كبيرة مقارنة بتجربة الكثير من الأصدقاء، نشرت في دارَي نشر، إحداهما أردنية، والأخرى إماراتية، وكان التعامل معهما سلساً ومريحاً، نشرت مع الدار الأردنية كتابين، ووقعت عقداً تحملت فيه تكاليف الكتابين وطباعتهما التي بلغت عشرة آلاف درهم مع المحافظة على حقوقي كاملة، وإعطائي 250 نسخة من كل كتاب، وقدموا لي دعماً جميلاً من خلال مناقشة كتابي في مؤتمرهم السنوي، أما مع الدار الإماراتية التي نشرت من خلالها كتب الأطفال فكان طلبي منهم أن أدفع مبلغاً معيناً للحصول على جميع الكتب لرغبتي في توزيعها كهدايا أثناء العروض التي كنت أقدمها في مكتبات أبوظبي للأطفال».

وتضيف: صرت خائفة من النشر بسبب المشاكل التي واجهت بعض الأصدقاء مع دور النشر، وهي عديدة وأكثر ما يردده الكتاب الشباب حول مشاكل النشر (أخبرونا أنهم سيطبعون ألف نسخة ولكن هل طبعوا هذا العدد حقاً؟ وهل سيطبعون المزيد من دون إخبارنا على أنها طبعة ثانية لزيادة الربح؟)، كما أن جملة (احنا جاهزين للطباعة) بغض النظر عن محتوى الكتاب يجعلني أبتعد عن بعض الدور التي تنشر من أجل الربح.

وتذكر أن من هموم الكاتب أنه يبحث عن دار نشر تسانده وتثق به، من دون أن تستغله أو تهمش كتبه في معارض الكتاب، لأنها تدعم بعض الكتّاب وكتبهم الأكثر رواجاً ومبيعاً، فيجب الموازنة بين الكاتب الذي لا يحتاج كتابه لدعاية بسبب اسمه اللامع، وبين الكاتب صاحب الكلمة المهمة أيضاً غير المعروف.

الكاتبة الشابة حليمة الكعبي، تقول: «نشرت كتاباً في دار نشر محلية، وكلفتني الطباعة ١١ ألف درهم، أما نسبة المؤلف من المبيعات فهي 25% على الطبعة الأولى، وستتحمل دار النشر جميع تكاليف الطبعة الثانية، من طباعة وإخراج وإنتاج وتوزيع وتخزين وتكون نسبة المؤلف من المبيعات 10%، وحصلت على ٣٠ نسخة مجانية من الكتاب، وفي حال رغبت في نسخ إضافية فإني سأحصل على خصم بنسبة 50%، ولم أواجه أي صعوبات في التواصل الذي كان واضحاً وسلساً، كانوا متعاونين جداً معي أثناء فترة التعديل على النصوص، وحالياً لا أفكر في النشر لأني اتجه الآن إلى مجالات أخرى غير الكتابة، ولكنني على ثقة أن النشر الإلكتروني للكتّاب سيكون تجربة ناجحة، خصوصاً أن توجه الجميع أصبح رقميا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"