مبادرات إنسانية

العمل الإنساني والخيري من الأعمال الهامة التي يحرص عليها مجتمع الإمارات، سواءٌ مواطنون أو مقيمون، حيث إنهم يتسابقون في مدّ يد العون للمشاركة الفاعلة والإيجابية في شتى الأعمال الإنسانية والخيرية والصحية لمساعدة الفئات المستهدفة، ومثل هذه الأعمال تعتبر غاية في الأهمية لدورها في التخفيف من معاناة المحتاجين والمرضى غير القادرين على تحمل نفقات العلاج.
    واحد من المشاريع الإنسانية والخيرية الحيوية والذي سبق وأعلنت عنه مؤسسة الجليلة وهي عضو في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مستشفى حمدان بن راشد الخيري لرعاية مرضى السرطان الذي سيُبنى على مرحلتين وسيقدّم خدماته العلاجية مجاناً إلى نحو 30 ألف مريض سنوياً، الأمر الذي يساهم في الحد من معاناة مرضى السرطان غير المقتدرين، على تحمل نفقات العلاج الباهظة، في ظل محاولات بعض شركات التأمين التهرب من تغطية تكاليف العلاج وفرض أقساط تأمين عالية ومبالغ فيها.
    الأمر المفرح هو تسابق رجال الأعمال بمختلف فئاتهم إلى تقديم يد العون والمساعدة لهذه المشاريع الحيوية، حيث قدم مؤخراً رجل أعمال وأبناؤه 10 ملايين درهم لدعم هذا المستشفى الخيري، ليرتفع إجمالي التبرعات التي تم جمعها لإنشاء المستشفى إلى 390 مليون درهم من إجمالي 750 مليون درهم تكلفة إنشاء المستشفى، فمثل هذه المبادرات والتبرعات مطلوب الإكثار منها والتوسع فيها لأهميتها في المجتمع. 
    حالات السرطان بمختلف أنواعه، من رحلة تشخيصه وعلاجه مكلفة وتختلف القيمة الإجمالية لتكلفة العلاج من حالة إلى أخرى تبعاً لمرحلة المرض ونوع الورم السرطاني والخطة العلاجية التي يقرر الفريق العلاجي اعتمادها، ولكن في نهاية الأمر التكلفة العلاجية مرتفعة وفوق طاقة الفرد، وتصل في الغالب إلى نحو مليون درهم، وبالتالي فإن بعض شركات التأمين عندما تجد نفسها مجبرة على تغطية التكلفة العلاجية، تلجأ إلى رفع أقساط التأمين في السنة التالية على مجموعة الموظفين الذين يوجد بينهم حالة سرطان، وبنسبة مبالغ فيها تصل أحياناً إلى أكثر من 50% لتعويض المبالغ التي تحملتها في رحلة العلاج.
    حقيقة أن غالبية حالات السرطان في الإمارات تجد العلاج المناسب ووفق أعلى المعايير والمواصفات، وتتكفل الجهات الحكومية والمؤسسات الخيرية تكلفة العلاج، بالذات في الحالات التي تواجه صعوبة في تدبير نفقات العلاج، إلا أن إنشاء مستشفيات خيرية تعنى بهذه الحالات ذات التكلفة العالية ورحلة العلاج الطويلة مطلب حيوي، خاصة أن مشروع التأمين الصحي الاتحادي لم يرَ النور إلى الآن.

[email protected]