عادي
يعملن مهندسات مصفاة لدى «إينوك»

3 إماراتيات يخضن تجربة غير مألوفة في قطاع النفط

01:00 صباحا
قراءة 4 دقائق

دبي:فاروق فياض

كرست ميرة الهاشمي وهند الشامسي وشما عبيدالله، أيامهن الاعتيادية وأسلوب حياتهن في نطاق عمل غير مألوف لدى المرأة الإماراتية، حيث يلتحقن بعملهن كل صباح لمتابعة آخر الأعمال الفنية المرتبطة بمصافي النفط؛ إذ درسن وتخصصن في هذا المجال المعقّد الذي قلما تلتحق به المواطنات على هذا النحو.

مصفاة جبل علي التابعة لمجموعة «إينوك» هي وجهة الرائدات المواطنات الثلاث، حيث يقصدن كل يوم تلك المنطقة البعيدة عن قلب دبي وضجيجها، للإسهام في الأعمال الفنية وأغراض الصيانة والتأكد من سلامة خطوط الإنتاج والتكرير، وهن بذلك يجسدن مثلاً عالياً في التفاني في العمل وكسر حاجز الخوف أو الخجل من امتهان وظيفة كهذه (مهندس مصفاة) لم يعتد المجتمع المحلي في دولة الإمارات أن تتخصص النساء في هذا القطاع المعقّد والمملوء بالمخاطر والصعوبات.

مثابرة

ميرة عبد الرحمن الهاشمي، مهندسة مصفاة لدى مجموعة «إينوك»، تقول ل«الخليج»: «يتطلب العمل في وظيفة فنية قدراً عالياً من المثابرة والتفاني والاجتهاد. ومع ذلك فهو ممتع ومثير للاهتمام. ويجب على المرء أن يكون متمكناً في مجالات التفكير النقدي والتحليلي، إضافة إلى حل المشاكل المستعصية، لأنه من المتوقع أن يواجه مجموعة متنوعة من التحديات في كثير من الأحيان».

وتضيف الهاشمي حول سبب اختيارها لهذا التخصص الفني الفريد: «اخترت هذا التخصص بعد المشاركة في مسابقة وطنية، حيث كان مشروعي تحت فئة الكيمياء والهندسة الكيميائية، ولديّ شغف بالمشروع؛ لذا قررت متابعة درجة البكالوريوس في هذا التخصص».

وأوضحت: «العمل في مصفاة نفطية هو أمر غير روتيني. يتطلب حل المشاكل الفنية بكفاءة متى ما ظهرت، والتأكد من أن العمل في المصفاة يسير بكل سلاسة ويسر، وتطوير العمليات في المصفاة من ناحية الإنتاجية والكفاءة والتكلفة».

1

سرعة بديهة

وتقول مهندسة المصفاة الفنية هند الشامسي التي تعمل لدى مجموعة «إينوك»: «إن العمل في الوظائف الفنية يعد فرصة لإبراز المهارات المهنية والذهنية والبدنية، حيث إنها تعتمد كثيراً على سرعة البديهة والإبداع المستمر لخلق حلول وطرق مبتكرة لممارسة هذه الوظائف الشاقة. كما يحتاج العمل في الوظائف الفنية أيضاً إلى مهارات يدوية وفكرية من حيث سرعة الأداء، وإتقانه والتأكد من جودة العمل، مثل الوظائف الميكانيكية والصناعية».

أما عن سبب اختيارها لهذا التخصص، فتقول الشامسي: «اختياري لتخصص الهندسة النووية كان جزءاً من الطموحات التي سعيت كثيراً إلى تحقيقها وعملت جاهدة للوصول إليها. بفضل من الله ومساعدة أسرتي في الثانوية العامة، تخرجت بدرجة علمية عالية تأهّلني لدخول تخصص الهندسة النووية الذي غير حياتي العلمية والفكرية والمهنية، حيث أضاف لي الكثير من المعلومات في مجال الهندسة وربط الحياة الواقعية بالفرضيات والقواعد العلمية، وأن كل شيء له سبب في الوجود».

أما عن طبيعة عملها في مصفاة نفطية بعيداً عن الأغراض النووية فقالت الشامسي: «أعمل في مجال التفتيش الميكانيكي في مصفاة إينوك في جبل علي، هذه المهنة شاقة حيث إنها تهتم بسلامة المعدات والتأكد من فاعليتها العملية والأدائية لتحقيق جودة وكفاءة عالية للعمليات. فطبيعة عملي في الميدان هي التأكد من سلامة المعدات مثل خزانات الوقود، والأوعية المضغوطة للتكرير والمضخات، وصمامات تخفيف الضغط في النظام وغيرها من المعدات الميكانيكية، وضمان مطابقتها لضوابط ومعايير وشهادات عالمية».

وعن طموحها تقول الشامسي: «حكومتنا الرشيدة تسعى دائماً لإبراز الطاقات الشبابية والنسائية بوجه أخص، وطموحي العملي أن أصبح رائدة في مجالي مفتشة مصفاة معتمدة عالمياً، وأن أضع بصمتي في قسم التفتيش في المصفاة عن طريق إيجاد حلول سريعة ومبتكرة تخدم المصفاة، وتزيد من جودة وكفاءة العمل، والوصول بمهاراتي وأفكاري وعملي المتقن إلى أعلى المراتب التي تطور ذاتي وترفع من اسم الشركة التي ألتحق بها في مجال البترول والغاز الطبيعي».

دقة ومتابعة

تعمل شما عبيدالله مهندسة مصفاة أيضاً لدى مجموعة «إينوك» وتقول: «الوظائف الفنية تتطلب دقة ومتابعة عميقة للمواضيع المتعلقة بالبيئة الصناعية والفنية، وبعض المهام في الوظائف الفنية تحتاج إلى زيارات ميدانية دورية للمتابعة الدقيقة وإتمام الأشغال اليدوية. أما بعضها الآخر فيمكن متابعته عن طريق الإنجازات المكتبية».

وعن سبب اختيارها للتخصص الفني، تقول شما: «لقد بدأت الاهتمام بمبادئ الكيمياء والرياضيات خلال دراستي في المرحلة الثانوية، وحينها قررت اختيار تخصص يجمع بينهما في المرحلة الجامعية. وبعدها تخصصت في الهندسة الكيميائية، حيث فكرت في تحويل المواد الخام غير المفيدة إلى مواد لها خصائص مفيدة أدهشتني».

أما عن طبيعة عملها في المصفاة، فقالت عبيدالله: «طبيعة عملي هي مزيج بين العمل الميداني والمكتبي، فالعمل الميداني يتضمن الإشراف على سير العمليات الصناعية. أما العمل المكتبي فيتضمن القيام بالحسابات والتصاميم التي تساعد على تحسين الإنتاجية العامة»، بينما تسعى إلى أن تسهم في رفعة دولة الإمارات والارتقاء بها، حيث إن مجال الطاقة والغاز والنفط من المجالات التي أثبتت المرأة جدارتها في الالتحاق به.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mzr7sxtr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"