إمارات الإنسانية

00:42 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

سارعت دولة الإمارات إلى نجدة أبناء باكستان وتخفيف آثار كارثة الأمطار الموسمية والفيضانات المدمرة التي اجتاحت أقاليم السند وبلوشستان وخيبر، وهدّمت منازل الأهالي وغمرت المحاصيل والأراضي الزراعية، وخلّفت مئات القتلى وآلاف المشردين من أفراد العائلات التي تقطعت بها السبل، بعدما خسرت المأوى والملبس، وكل ما يساعدها على مواجهة الحياة.

وكانت الإمارات على الموعد باستجابة فورية لنداءات البلد الشقيق، بتقديم الدعم الضروري والمساندة والمواساة لمساعدته على عبور محنته.

وأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة لأبناء هذا البلد الشقيق. كما أمر صاحب السمو، رئيس الدولة، بتقديم جميع الخدمات الإغاثية الإنسانية للنازحين من المناطق التي شهدت السيول والفيضانات، لتعزيز قدرتهم على التغلب على التحديات التي يواجهونها.

وتشمل المساعدات الإغاثية الإماراتية نحو 3000 طن من الإمدادات الغذائية، فضلاً عن أطنان من المستلزمات الطبية والدوائية، وخيم لإيواء المتضررين. وإضافة إلى ذلك، فإن فرق الإغاثة الإماراتية تقدم أيضاً، جميع أنواع الدعم الإنساني للكوادر والمؤسسات الباكستانية المعنية، لتأمين سلامة المتضررين واحتياجاتهم الغذائية والطبية واللوجستية.

إن باكستان من الدول الصديقة التي يجمعها تاريخ طويل مع دولة الإمارات، وتتميز العلاقات بينهما بالحرص المشترك على الارتقاء الدائم بها، وهو ما أكده صاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال اتصال هاتفي مع رئيس وزراء باكستان الشقيقة شهباز شريف، لتكون على قدر الطموحات ضمن مسيرة العلاقات في مختلف المجالات، كما أن سموه، عمل على دعم باكستان في مختلف الظروف لتعزيز استقرارها وتنميتها وهو ما تهدف إليه المشاريع والمبادرات الإماراتية المنفذة فيها، كما أن الجهود العظيمة التي حرص عليها سموه، للقضاء على شلل الأطفال في باكستان، كان لها دور كبير في حماية الأجيال، وضمان صحتهم، وشكّلت محطة تاريخية مباركة ونموذجاً ملهماً في العطاء الإنساني..

وتبنّت دولة الإمارات منذ تأسيسها، استراتيجية إنسانية شاملة، عبر برامج المساعدات التي تعد جزءاً لا يتجزأ من رؤية الدولة في العطاء، وتلبية احتياجات الشعوب وقت الأزمات والكوارث.

وتمثل استراتيجية الإمارات ورؤيتها في العمل الإنساني، امتداداً لنهج القيادة الرشيدة في مساعدة الأشقاء والأصدقاء، وهي تعكس ثقافة التسامح والاعتدال التي تتبنّاها الدولة، حيث لا ترتبط المساعدات الإنسانية التي تقدّمها الإمارات بالتوجهات السياسية للدول، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق، واللون والطائفة، أو الديانة؛ بل تراعي في المقام الأول الاحتياجات الإنسانية، والحد من الفقر، والقضاء على الجوع، وبناء مشاريع تنموية لكل من يحتاج إليها.

وبلغ إجمالي قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها الإمارات خلال الفترة منذ بداية العام الماضي وحتى منتصف أغسطس الجاري، نحو 13 مليار درهم. وتُبرز هذه الأرقام شمولية دعم الدولة لما يحتاج إليه الإنسان حول العالم. حفظ الله باكستان وشعبها من كل سوء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc6wvenn

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"