الحديث عن أصناف الأدوية بمختلف أنواعها لا ينتهي، بالذات أسعارها وضرورة المراجعة المستمرة للأصناف ذات الأسعار المرتفعة وعلى وجه الخصوص أدوية الأمراض المزمنة حتى تكون في متناول المرضى، لأن غالبية شركات التأمين الصحي تحدد سقفاً أقصى سنوياً للمبلغ المالي المخصص للدواء، وعند استنفاد هذا المبلغ يضطر المريض إلى شراء الدواء وتحمل تكاليفه بالكامل على الرغم من صلاحية التأمين الصحي.
من المفترض أن تكون الخدمات التي يغطيها التأمين الصحي متكاملة، فمن غير المنطقي أن لا يغطي التأمين الصحي الأدوية التي يحتاج إليها المريض إلا لعدة شهور فقط ويتحمل بعدها المرض فاتورة الدواء، ما يدفع المريض إلى البحث عن شراء الدواء من خارج الدولة من خلال الأقارب والأصدقاء وأحياناً الإنترنت بحثاً عن أقل الأسعار دون النظر أو الاهتمام بجودة الدواء وفاعليته، وهذا يشكل في كثير من الأحيان خطراً على المريض.
غالبية القادمين من الخارج تحتوي حقائبهم على مختلف أصناف الأدوية وتحديداً أدوية الأمراض المزمنة والفيتامينات بمختلف أنواعها سواء لهم أو لأقاربهم أو أصدقائهم، والنظم المطبقة تسمح بمرور الأدوية القادمة من الخارج للاستخدام الشخصي ووفق وصفة طبية من قبل طبيب مختص، فهل يتم التحقق من سلامة الأدوية القادمة من الخارج مع المسافرين حتى لو كانت بكميات قليلة؟
أياً كانت مبررات شراء الدواء من الخارج يجب عدم السماح بدخولها إلى الدولة إلا بعد التحقق من فاعلية هذه الأدوية ومطابقتها للمواصفات وأنها غير مغشوشة حفاظاً على سلامة المرضى ومستخدميها، لأن المريض الذي يعاني ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري إذا استخدم دواء مغشوشاً تم شراؤه من خارج الدولة يصاب بمضاعفات، ما يزيد الضغط على المنشآت الصحية التي تجد نفسها ملزمة باستقبال الحالات وعلاج مضاعفات الأمراض المزمنة، فمن غير المعقول أن يتم شراء دواء من الخارج سعره أقل عشر أضعاف من الدواء المعتمد في الدولة.
في مطلع أغسطس/آب، أصدرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع قراراً في شأن تحديد أسعار بعض المنتجات الطبية، تضمن تخفيض أسعار 22 صنفاً من الأدوية، واليوم يبدأ تطبيق تخفيض أسعار بيع هذه الأصناف للجمهور، ومثل هذه القرارات مطلوبة بشكل متواصل على أن تتضمن عدداً أكبر من أصناف الأدوية مع التركيز على أصناف الأدوية الأكثر إقبالاً من المرضى الذين يعانون الأمراض المزمنة لمواجهة ظاهرة شراء الأدوية من الخارج بما تحمله من مخاطر جمة.
[email protected]
https://tinyurl.com/2p8e7tz8
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![إيكو نيلسون ومروان بن شكر](/sites/default/files/2024-07/6180749.jpeg)
![«دار الدواء العربية» توسع عملياتها في واحة دبي للسيليكون](/sites/default/files/2024-07/6180731.jpeg)
![ألكسندر نوفاك خلال وصوله إلى مقر (أوبك) في فيينا (رويترز)](/sites/default/files/2024-07/6180723.jpeg)
![مبنى البنك المركزي التركي (رويترز)](/sites/default/files/2024-07/5886411.jpg)
![أدوات منزلية من عظام الغزلان](/sites/default/files/2024-07/6180606.jpeg)
![شعار «كومكاست»](/sites/default/files/2024-07/6180603.jpeg)
![ceo](/sites/default/files/2024-07/cloudera.jpg)
![تعليم الحرف اليدوية لتعزيز التراث السيناوي](/sites/default/files/2024-07/6180581.jpeg)