كتب: أمير السني
بارك والد العروس الزواج، وقدم خطبة أثنى فيها على العريس وأخلاقه، واتفق الجانبان على تحديد حفل الزواج، وهنأ الموجودون العريس.
عاد الشاب برفقة والده وإخوته الى البيت، واستقبلته الوالدة والأخوات بالزغاريد، وبدأت الأسرة بتجهيز متطلبات الزواج، وسلم الوالد 100 ألف درهم هدية للعريس لمساعدته على الزواج، وكانت أكبر هدية يتلقاها في حياته، وشكر والده على الهدية وأودع المبلغ في خزانة حديدية داخل خزانة الملابس.
طلبت الوالدة من العريس أن يجدد دهان جدران المنزل قبل الزواج، واتصل بصديقه المهندس ليدله على شركة جيدة تقوم بهذه المهمة. وأعطاه الصديق رقم أحد المسؤولين في شركة أشاد بها وقال إنه تعامل معها في زواج أخته. واتصل العريس بالمسؤول وجاء إلى المنزل ومعه المشرف على العمال، لتحديد الكمية المطلوبة، وأخبر العريس بأن المهمة تحتاج إلى ثلاثة أيام حتى ينتهوا من الدهان، وقال إنه سيجلب العمال وسيبدأ العمل الأسبوع القادم.
حضر مسؤول الشركة ومعه المشرف وخمسة من العمال إلى المنزل في اليوم المحدد، ووزّع العمال اثنين في الطابق الأعلى وثلاثة في الأرضي، وبدأوا صبغ الجدران، وكان أحد العمال في الصالة التي في آخرها غرفة العريس، وبدأ بمراقبة دخول العريس وخروجه من الغرفة، حيث كان يحرص على إغلاقها عند خروجه بالمفتاح. وفي يوم حضر العريس إلى الغرفة، ومكث فيها وقتاً، ونسي أن يغلقها، وظل العامل يراقبه عبر النافذة، بعد أن نزل العريس إلى الطابق الأرضي وركب سيارته وخرج، واصل العامل عملية الصبغ وهو يراقب حركة الآخرين، ولاحظ خلوّ المنزل من أغلبية أفراد الأُسرة، فاستغل هدوء المكان، وتسلل نحو غرفة العريس وبدأ يبحث عن شيء ثمين يسرقه، ووجد خزانة الملابس وفتحها، وفوجئ بأن خزانة النقود لم تكن مغلقة، ويبدو العريس نسيها، وبسرعة سحب مبالغ مالية دون أن ينظر إلى كميتها، ووضعها في جيبه، وخرج مسرعاً إلى الصالة، وعاد إلى عمله دون أن يلاحظه أحد، ولم يعد العريس إلى المنزل حتى انتهاء مواعيد عمل العمال، وذهب جميع العمال بمن فيهم العامل السارق، الذي كان متوجّساً أن يكتشف أمره، ولكن لم يلاحظ أحد فعلته إلى أن خرج من المنزل.
وعاد العريس متأخراً بعد أن قضى مهام متعلقة بحفل الزواج، وأثناء دخوله إلى غرفته لاحظ أنه لم يغلقها على غير العادة، فداخله الشك، وهو يدري أن هناك عمالاً في المنزل، فذهب مباشرة إلى خزانة الملابس وفتحها ووجد خزانة النقود مواربة، ولم يغلقها، فراجع النقود واكتشف اختفاء 5 آلاف درهم.
واتصل العريس فوراً بمسؤول الشركة ولكن الوقت كان متأخراً، ولم يجب المسؤول على المكالمة، واتصل العريس على صديقه، وأخبره بالواقعة، وطلب منه صديقه الاتصال بالشرطة وأنه سيحضر إليه. وذهب إلى قسم الشرطة القريب من منزلهم وأخبرهم بالواقعة، ولحقه صديقه وذهبا برفقة دورية الشرطة إلى شقة مسؤول الشركة، وأخبروه بالواقعة، وذهب معهم إلى سكن العمال، وهنالك دهمت الدورية السكن، وفتّشت الجميع وضبطت بحوزة العامل السارق 5 آلاف درهم.
وقادته الدورية إلى قسم الشرطة وفتح بلاغ جنائي في مواجهته، وقدم إلى المحكمة التي قضت بمعاقبته بالسجن 3 سنوات والإبعاد خارج البلاد عقب انتهاء العقوبة.
