عادي

الإيمان الصادق

22:14 مساء
قراءة دقيقتين
أحمد حلمي

أحمد حلمي سيف النصر

المؤمن الصادق هو الذي يترك الإيمان في نفسه وجوارحه آثاراً جميلة من إصلاح النفس وشعوراً بالرضا والسكينة ورفضاً لكل مظاهر التغريب والتمسك بالعادات والتقاليد الإسلامية.

وهذا لا يمنع المسلم من أن يكون عصرياً يستفيد من تقنيات العصر الحديث، مسخراً لها في خدمة دينه ومجتمعه، فالحكمة ضالة المؤمن أين وجدها فهو أحق بها، بل إن إيمان المسلم يوجب عليه أن يكون سباقاً في ذلك مادام لا يتعارض مع تعاليم دينه..

إننا أمة التميز والفضل والخيرية، لكن ذلك مشروط بقيامها بمهمتها التي كلفها الله بها وهي الإيمان به سبحانه وتعالى وعبادته وحده لا شريك له والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويوم تفرط الأمة بهذا الواجب تذبل وتضمحل وتصبح أمة لا كيان لها ولا شأن. قال تعالى: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله». آل عمران 110 العزة لله ولرسوله وللمؤمنين. والعزة، كما يعرفها علماء اللغة، القوة والشدة والغلبة. والرفعة والامتناع، فهي إذن حالة مانعة للإنسان من أن يغلب أو يمتهن،. والعزة يطلبها الإنسان ويبتغيها فيما يعتقده من الأديان وهو الأهم. وقد تطلب من عوامل أخرى كالقوميات والأيديولوجيات والتقدم العلمي والنمو الاقتصادي والتفوق العسكري وغير ذلك، بيد أن هذه العوامل أقل شأناً من عامل الدين، على الأقل من وجهة نظر السواد الأعظم من الناس، الذين يمثل الدين بالنسبة لهم قضية حياتهم ومظهر عزهم وفخارهم.

العزة الممدوحة هي عزة المؤمن بالله العزيز الذي لا يغالب ولا يقاوم قال تعالى «وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ المُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ) المنافقون: 8 والعزة المذمومة هي تلك العزة الزائفة التي يدعي لها أصحابها من الفضل ما ليس لها. وقد ذم القرآن الكريم في هذا الصدد اعتزاز الكفار بكفرهم فقال «بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ» ص:2.

والعزة لله ورسوله والمؤمنين هي العزة الحقيقية الدائمة الباقية، وأما عزة الكفار فهي الزيف بعينه فلا مرحباً بعز محدود يعقبه ذل ممدود، لكن متى يدركون ذلك ؟ «يَوْمَ تَرَى المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ اليَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ * يَوْمَ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذَابُ». الحديد: 12، 13. وقال تعالى: «وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزاًّ * كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِداًّ»مريم:81، 82. وهنا يحدث الندم وتقع المذلة، وهذه حال كل من يعتز بغير الله ومنا من يعتز بغير المسلمين، وهذا وهن في الدين، وأمر جد خطير.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8z69r7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"