عادي

الودود جل جلاله

23:11 مساء
قراءة دقيقتين
رغيد
رغيد جطل

رغيد جطل
حينما يقرأ أحدنا قوله تعالى: «إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ»، هود 90، يدرك عظمة الخالق، فهو مع قوته وقدرته وعظمته ودود. هو سبحانه حبيب الطائعين وملاذ الخائفين أرحم من استُرحم وأجود من أعطى، تودد إلى عباده بأن بشرهم برحمته مهما بلغت ذنوبهم «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»، الزمر: 53، وتودد إليهم بأن حذرهم من كل ما يبعدهم عن مرضاته «يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ»، الأعراف: 27.

الودود جل جلاله صيغة مبالغة من الود، فهو سبحانه كثير الود لعباده، ووده لهم يرفع درجاتهم ويعلي قدرهم، لذا قال بعض أهل العلم: الودود هو الذي يود عباده ويجعل لهم وداً فيوقع محبتهم في قلب كل من يراهم «إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا»، مريم: 96. وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «إنَّ اللَّهَ إذا أحَبَّ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فقالَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، قالَ: فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في السَّماءِ فيَقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، قالَ ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ، وإذا أبْغَضَ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فيَقولُ: إنِّي أُبْغِضُ فُلانًا فأبْغِضْهُ، قالَ فيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في أهْلِ السَّماءِ إنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلانًا فأبْغِضُوهُ، قالَ: فيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ له البَغْضاءُ في الأرْضِ». والله إذا أحب عبده جعل له وداً بين خلقه ومنع أعداءه من أن يصلوا إليه فعن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ قَال: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَال عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِل حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأَُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأَعِيذَنَّهُ».

أبواب الخير التي يسعى إليها العبد كثيرة، لكن أعظمها أن ينال محبة الله والقرب منه، وما من شيء أعظم من أن يكون العبد قريباً من مولاه، وينال مودته، والعبد المؤمن حينما يعلم أن الله الغني القادر المقتدر العظيم اختاره واصطفاه من بين سائر خلقه وجعل له وداً، فإنه يسعى جاهداً لاتباع أوامره واجتناب نواهيه فيقابل كرم ربه وإحسانه طاعة والتزاماً، ويسعى إلى البحث عن كل ما يزيد قربه من الله.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhcthuy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"