عادي

تحديات انتشار الثقافة العربية في غرب إفريقيا

16:09 مساء
قراءة دقيقتين
عبد القادر ميغا
ثاني عمر موسى
الشارقة: «الخليج»
نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب، جلسة حوارية بعنوان «الاستعراب الإفريقي» جمعت عدداً من المتخصصين في اللغة العربية من غرب إفريقيا، لتعريف الجمهور بعمق الروابط الثقافية لكثير من الشعوب الإفريقية على الحضارة العربية الإسلامية على مر العصور.
وشارك في الجلسة الدكتور ثاني عمر موسى، الأكاديمي وعميد كلية الدراسات العربية السابق في جامعة أوسمانو دانفوديو (عثمان بن فودي) بمدينة سوقطو في نيجيريا، الذي ابتدأ حديثه بشرح مصطلح الاستعراب وجذره اللغوي، والفترة التي بدأ فيها استخدامه في الدراسات والأبحاث العلمية المختلفة، مبرزاً مظاهر انتشار اللغة العربية في العديد من دول إفريقيا جنوب الصحراء، منها: مالي والسنغال ونيجيريا، وتاريخ توسع الحضارة العربية في ما عُرف قديماً ببلاد السودان، سواء نتيجة للرحلات التجارية، أو عبر الدعوة الإسلامية.
وللدلالة على عمق الاتصال بين الحضارات العربية والإفريقية، ذكر موسى أمثلة من بينها رحلات الأديب والفقيه الشافعي جلال الدين السيوطي في الداخل الإفريقي، إلى جانب انتشار الطرق الصوفية من شمال القارة نحو الجنوب، خاصاً بالذكر رحلة الشيخ محمد بن عبد الكريم التلمساني.
وأضاف موسى: «نحن في إفريقيا نتمتع بحضور الثقافة العربية، التي وصلت إلينا وتبنّيناها»، مستشهداً بإنجازات الشيخ والفقيه المالكي عثمان بن فودي، الذي أسس دولة الفولاني المعروفة بخلافة سوقطو، في القرن التاسع عشر، ناشراً للغة العربية التي كانت لغة التخاطب والبلاط والدواوين، وما نجم عن ذلك من ازدهار الحركة العلمية.
وعلى النسق نفسه، واصل البروفيسور عبد القادر ميغا رئيس فرع جامعة الوفاق الدولية في مالي، في معرض شرحه عن التأثير الكبير للثقافة العربية في مجتمعات غرب إفريقيا المسلمة، مستشهداً بالعديد من المفردات ذات الأصل العربي في لغات القبائل المحلية، كالهوسا والفولاني والسونغاي، التي وصلت إلى مرحلة كانت تكتب فيها لغاتهم بالأبجدية العربية.
ونسب المتحدثان الانحسار الكبير للغة العربية منذ مطلع القرن العشرين إلى الاستعمار الأوروبي، الذي مارس سياسات إقصائية حدت من استخدام اللغة العربية، في مقابل اللغات الإنجليزية والفرنسية التي باتت لغات رسمية لأغلب الدول الإفريقية بعد الاستقلال، بينما باتت اللغة العربية مواجهة بكثير من التحديات للحفاظ عليها، وعلى تراثها في غرب إفريقيا.
واتفق المتحدثان على أهمية الجهود التي من شأنها نشر اللغة العربية وتعزيزها في إفريقيا، مشيدين بالمشاريع الرائدة في دولهم من قبيل «قرية اللغة العربية» في مدينة مايدوغوري شمال شرقي نيجيريا، إلى جانب العديد من المنظمات والجمعيات كجمعية معلمي اللغة العربية للدراسات الإسلامية، مؤكدين ضرورة دعمها الذي تبشّـر مشاركاتهم في الفعاليات العربية، كمعرض الشارقة الدولي للكتاب في استمرارها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/46u6a2pd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"