عادي

العالم يقرأ من الشارقة

00:43 صباحا
قراءة دقيقتين
8

د. محمد المسعودي *

في حب الكلمة المقروءة كان الشعار والتجسيد لشغفنا والمصدر لإلهامنا والسبب لإقامة المعرض. لقد ألهبت هذه الكلمات خواطرنا واستثارت أفكارنا واستحثّتنا فترجمناها إلى أفعال، كما حمّستنا لتخطي حدود قدراتنا لنصل بمعرض الشارقة الدولي للكتاب إلى العالمية.

المقدمة أعلاه كانت رؤية لعقود طويلة من نشر الكلمة وتبنّي رسالتها، سطّرها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، فكانت غلافاً للفصل الأول من «كتاب» معرض الشارقة الدولي للكتاب منذ عام 1982.

ومنذ ديسمبر 2014 حانت انطلاقة المعرض نحو العالمية، حين تسلمت هيئة الشارقة للكتاب مسؤولية تنظيم وإدارة المعرض، في خطوة نوعية أسهمت في المحافظة على مكانته وريادته.

ومع مرور الأعوام، سريعاً ما تحوّل المعرض الذي يمتد لاثني عشر يوماً، إلى كرنفال وتظاهرة ثقافية، وهو ما جعله في دورة هذا العام، يبني زهواً وفخراً (وعلى التوالي الإنجاز الذي تحقق في دورته السابقة) للثقافة الإماراتية والعربية عام 2021، بتصدّره معارض العالم كأكبر معرض على مستوى بيع وشراء حقوق النشر، ومن حيث عدد الزوار معاً، ما جعله بامتياز وريادة واقتدار، مفخرة لدولة الإمارات والعالم العربي.

يزور المعرض عدد مذهل يزيد على مليونين كل عام، والتحضير له كأكبر حدث ثقافي في المنطقة ليس بالمهمة السهلة، فهو يتطلب قدرة ثابتة احترافية وجهوداً دؤوبة، من أجل تمكين المعرض. فكانت تلك مهنية فريق هيئة الشارقة للكتاب نحو تحقيق رؤية الشارقة وحاكمها، بقيادة صاحب الشغف الثقافي، أحمد بن ركاظ العامري من أجل «كلمة للعالم»، والذي يعتز بشغف الريادة دوماً وبأن معرض الشارقة الدولي للكتاب «أصبح بفضل ما يستلهمه من رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مشروعاً ثقافياً متكاملاً، محوره الأساسي الكتاب وما يرتبط به من مبادرات ومشاريع وأفكار».

والمتابع لمسيرة المعرض يجد أنه يكتسب أهميته من كونه «مفردة» عاشق في مشروع ثقافي متكامل، يقوده صاحب السمو حاكم الشارقة، ومنه غدت الإمارة عاصمة للثقافة العربية وعاصمة للثقافة الإسلامية، وذلك للأمانة ليس بغريب.

فقد حرص سموه على أن يوثّق علاقة الحاضر المتقدم بتاريخنا العربي والإسلامي العريق، وأن تكون الشارقة قبلة المثقفين والمفكّرين والفنّانين من ممثلين ورواد مسرح وموسيقى، ونحاتين، والعديد من الفنون الأخرى، وما ذلك سوى شغف واهتمام بالفنون والتاريخ والتراث واللغة والهوية.

* أكاديمي وكاتب سعودي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4vupf49

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"