عادي
في كلمته بالمؤتمر البرلماني على هامش مؤتمر الدول الأطراف

صقر غباش: التصدي للتغيّر المناخي مسؤولية مشتركة يتحملها العالم

19:07 مساء
قراءة 4 دقائق
صقر غباش خلال كلمته المؤتمر.
وفد المجلس الوطني الاتحادي
غباش والمشاركون في المؤتمر

أكد صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، دور البرلمانات في التعامل مع الكثير من القضايا التي تواجه عالم اليوم، ويشكل فيها التصدي لظاهرة التغيّر المناخي إحدى أكبر التحديات. انطلاقا من مهامها التشريعية والرقابية، حيث تؤدي دورا أساسيا في سنّ أو تشريع أو تعديل القوانين المتعلقة بالاستثمار والتحول الوطني إلى مصادر الطاقة المتجددة، وفي مراقبة التنفيذ والإنفاق الحكومي.
جاء ذلك في كلته خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع البرلمانى العالمي الذي ينظمة الاتحاد البرلماني الدولي، بالتعاون مع مجلس النواب المصري، على هامش أعمال الدورة الـ 27 لمؤتمر الدول الأطراف، بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة واسعة من وفود برلمانية من 60 دولة، فضلا عن المنظمات البرلمانية الدولية والإقليمية، وبحضور عدد من رؤساء البرلمانات وعدد من الشخصيات الدولية الرفيعة.
ويضم وفد المجلس الوطني: عدنان الحمادي، والدكتورة موزة العامري، والدكتورة نضال الطنيجي، والدكتورة شيخة الطنيجي، أعضاء المجلس، والدكتور عمر عبد الرحمن النعيمي، الأمين العام للمجلس، وعفراء البسطي، الأمينة العامة المساعدة للاتصال البرلماني، وطارق المرزوقي، الأمين العام المساعد لشؤون رئاسة المجلس.
وقال صقر غباش، يشهد عالم اليوم طفرة علمية وتقنية هي الأسرع والأكثر تقدما عبر جميع مراحل التاريخ البشري، لاسيما ونحن نعيش عالم الثورة الصناعية الرابعة والتكنولوجيا الإحيائية والبيانات الكبرى، وفي الوقت نفسه نواجه سلسلة من التحديات التي لم يشهدها التاريخ البشري أيضا، وباتت تهدد وجودالإنسان وحياته، ولعلّ التغيرالمناخي يمثل المشكلة الأخطر والأكثر شمولية في هذا السياق.
واشار إلى أنه لم يعد التصدي لظاهرة التغير المناخي امتيازا لدولةٍ دون أخرى، بل هو واجب ومسؤولية مشتركة يتحملها العالم بأسره، شعوبا وحكومات. فالتغير المناخي هو المسؤول اليوم ووفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية عن وفاة نحو 7 ملايين شخصٍ سنوياً، وهو المسؤول عن ارتفاع درجة حرارة الأرض بمعدلات تتجاوز 1.5 درجة مئوية في العقود القادمة، الأمر الذي يعني المزيد من الظواهر الجوية القاسية التي ستتسب في خسائربشريةٍ ومادية وبيئية كبيرة للبلدان النامية تحديداً، ولا سيما في أفريقيا وآسيا، مثل التصحر والجفاف أو الفيضانات، ومن ثم المزيد من المجاعة والهجرة الداخلية والخارجية وغير ذلك، بل وربما النزاعات بين الدول. فنحن اليوم نقف على أعتاب أزمات عالمية أخذت بعض مظاهرها تتجلى حيال أزمات الطاقة ونقص المياه وشح بعض أساسيات الغذاء العالمي مثل الحبوب.
واشار إلى أن التعامل مع ظاهرة التغير المناخي يتطلب من الجميع العملفي اتجاهين متوازيين: أولهما العمل المشترك على المستويين الإقليمي والدولي، مثلما يتجلى اليوم في هذا الملتقى الذي يمثل منصة عمل وتعاون دولية مشتركة، وثانيهما أن تتبنى الدول قراراتٍ وطنية بعيدة المدى، تتجاوز في حدود تنفيذها تهيئة البنية التقنية والفنية، لتصل إلى توفير أطرٍ تشريعية سليمة وشفافة، تساعد على تحقيق رؤية وطنية تتعلق بتطوير الاستثمار في الطاقة المتجددة تحديداً.
وقال: أود هنا أن أشير إلى كلمة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمام اجتماع قادة العالم ضمن فعاليات مؤتمر (COP27) التي أكد فيها أهمية معالجة التحديات العالمية كونها تؤثر في منظومة التنمية المستدامة والأمن والاقتصاد، وكذلك ضرورة التعاون الدولي لإيجاد حلول عملية تسهم في معالجة الخسائر والأضرار، وخلق فرص نمو اقتصادي مستدام للبشر في كل مكان، لمستقبل أفضل للأجيال القادمة.
واشار غباش، إلى أن دولة الإمارات، منذ تأسيسها، وضعت التنمية المستدامة ركيزة أساسية في مسيرتها حتى باتت دولة فاعله في الطاقه النظيفة ومواجهة التغيرات المناخية، فكانت الإمارات أول دولة في المنطقة تعلن إستراتيجية وطنية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، كما تحتضن الدولة ثلاثاً من كبرى محطات الطاقة الشمسية في العالم وبأقل كلفة، وهي أول دولة في المنطقة تستخدم الطاقة النووية السلمية في إنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة.
وقال: في إطار مدّ جسور التعاون والشراكات النوعية مع المجتمع الدولي لتعزيز أمن الطاقة، استثمرت الإمارات نحو 50 مليار دولار، في مشاريع الطاقة المتجددة في 70 بلداً، وتخطط لاستثمار مليارات أخرى خلال العقد المقبل، حيث وقعت مع والولايات المتحدة شراكة استراتيجية لاستثمار 100 مليار دولار، في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط.
كما وقعت مع مصر اتفاقية لإنشاء مشروع لطاقة الرياح في مصر بقدرة 10 غيغاواط الذي يعدّ واحداً من أكبر المشاريع في هذا المجال في العالم.
وفيما يتعلق بالجانب التشريعي، أكد أن المجلس الوطني، كان وسيظل، حريصاً على العمل الدؤوب مع المؤسسات التنفيذية المعنية في دولة الإمارات في تنويع مصادر الطاقة والتحول إلى البيئة النظيفة، وفاعلاً في مواكبة سرعة العمل الحكومي وحاجته للتشريعات الوطنية.
وفي ختام كلمته قال: نتطلع إلى استضافتكم على أرض إمارات التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية خلال فعاليات مؤتمر COP 28 الذي سيعقد بإذن الله في مثل هذا الوقت من السنة القادمة.
وقال معاليه أتوجه بأصدق عبارات الشكر إلى جمهورية مصرالعربية الشقيقة لما لقيناه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، ولمجلس النواب المصري وللاتحاد البرلماني الدولي لحسن التنظيم لهذ المؤتمر.
فيما شهدت جلسات الاجتماع البرلماني العالمي على مدى خمس جلسات نقاشات مكثفة بين البرلمانيين والخبراء من أنحاء العالم عن سبل تفعيل وحشد الجهود العالمية لمكافحة ظاهرة تغير المناخ، كما تضمن الاجتماع شهادات من الخطوط الأمامية وما يمكن القيام به للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري.
شارك في مناقشات الجلسات صقر غباش، بمرافقه وفد المجلس والمستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب المصري، ودوارتي باتشيكو، رئيس الاتحاد البرلماني الدولي وعدد من رؤساء البرلمانات ووفود برلمانية من اكثر من 60 دولة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/47jh5zwn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"