عادي
سيمفونية قلم

ألحان فوق البنفسجية

23:13 مساء
قراءة دقيقتين
توفيق الباشا

إيمان الهاشمي

من العدالة ألا يعتمد المظهر الخارجي على الحب، ومن الظلم أن يعتمد الحب على المظهر الخارجي، أي أنه من الطبيعي أن تبدو أنيقاً وإن لم تكن عاشقاً، ومن غير الطبيعي ألاَّ تكون عاشقاً إلاّ إن كنت أنيقاً، فالقبح الحقيقي يكمن في أن تمتلك قلباً وظيفته النبض فقط وكأنه يصرح علناً بأنه لا يستوعب موسيقى الحب قط.

بعيداً عن لقب (الباشا) أو مهما كان الاسم من البشوات، جاء الموسيقار (توفيق الباشا) لينحت اسمه بلا فجوات، ويثبت إبداعه بكل توفيق ومن دون هفوات، في كل مجالات الموسيقى وشتى القنوات؛ حيث لم يكن مجرّد فنان يعشق خطوط النوتات وحرفة التلحين؛ بل كان مفكّراً موسيقياً وصاحب مشروع فني يسير في خطين متوازيين، أولاً استثمار التراث الأدبي العربي الموجود، والتحليق به كما يليق في سماء الخلود، وثانياً إحداث نقلة فريدة ونوعية في جذور الموسيقى العربية، لأنه عند الدخول إلى عالم (توفيق) الإنشادي، لن تفرق بين نبض فؤادك أو فؤادي، وكأنك تفتح مصراعين على المدى، بحثاً عن النور في الندى، فتجد في ألحانه هويةً دينية، تجهل معها الديانة المعنية، فلا تدرك إن كان يقصد المساجد أم الكنائس، أو إذا كان يشير إلى الحال السعيد أم البائس، ولكنك تتأكد من أن كل نوتة كتبها مدروسة بدقة، وكل نغمة لحنها خرجت بحنانٍ ورقة، وبأن كل شيء مرتب وفي مكانه، ليقسم العالم بأنه (فلتة زمانه)، فموسيقاه بناء هندسي أرستقراطي بالغ الإحكام، كما لو أنه صنع بيده القوانين والأحكام.

من أهم وأجمل سيمفونياته «الليل»، و«فوق البنفسجية»، و«بيروت»، و«السلام» وغيرها من الأعمال المقامية واللامقامية لتبدد الظلام، عند شمس الموشحات والأندلسيات وعلم الصوتيات. هكذا حصد (الباشا) الجوائز والميداليات واستحق أكثر من وسام، وقد كرمته جامعة الدول العربية، ودار الأوبرا المصرية، وكذلك جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، كما نال رتبة فارس من الجمهورية اللبنانية، إضافة إلى ميدالية الاستحقاق الفخرية.

الاسم: توفيق الباشا

التاريخ: 1924 – 2005 (81 سنة)

الجنسية: لبناني

النشاط: موسيقي

من أعماله: يا أم العباية
 

Video Url
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/54cvdxxw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"