حكمة صاحب القرار

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

السعي إلى إسعاد الناس ليس مهمة سهلة؛ بل إدخال الفرح والطمأنينة إلى قلوب الناس ليس مهمة تشغل بال كثير من الدول الكبرى والقادرة وصاحبة النفوذ حول العالم، فهناك من يوهم الناس بأنه يضع خططاً ويرسم خطوطاً وعينه طوال الوقت ساهرة على أهل بلده وكيف يمكنه تحقيق السعادة لهم وتأمين حياة صحية وسليمة لهم ولأطفالهم، بينما هو في الحقيقة لا ينظر إلا إلى مكاسبه التي سيجنيها من خلال إطلاق هكذا «دعاية» ترويجية للسياسة التي يريد اتباعها، ويلعب على مشاعر الناس من أجل كسب معركة سياسية أو منصب ما وسمعة طيبة وشهرة واسعة.. من هؤلاء من يتحدث كثيراً ويفعل قليلاً، ومنهم من يقول ولا يفعل أبداً، لكن هناك في المقابل من يَصدق القول ويسهر فعلياً على رعاية أبناء بلده، يشغل باله بهمومهم، يؤرقه أن ينام قرير العين بينما هناك من يئن من وجع المعيشة وسوء الأحوال والتعثر المادي.. هناك من يقرن القول بالفعل دائماً، من يعتبر كلمته واحدة وما أن ينطق بها حتى تصبح فعلاً منفذاً ملموساً يرى النور دون انتظار أو تأخير وتأجيل. 
من يعيش في الإمارات يعرف جيداً أن هذا النموذج حي، والدولة التي حققت أرقاماً قياسية وتصدرت في مجالات عدة ووقفت في الصفوف الأولى بين دول العالم، وسهرت على رعاية أبنائها حتى أصبح لديها «أسعد شعب»، لا تتوانى أو تتردد في تلبية أي نداء، وهنا لا نتكلم عن منظومة عامة فقط؛ بل إن قادة وشيوخ ومسؤولي الدولة كانوا دائماً خير مثال وقدوة في تفريج هموم الناس وتيسير أمورهم، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الأب الحاضن لرعيته، المتابع بنفسه للقضايا والشكاوى والمستمع المصغي بعناية لأصواتهم الآتية عبر الأثير، يبادر باستمرار إلى العمل من أجل وضع الحلول وإنهاء معاناة الناس، وهو الحريص على توفير حياة مستقرة وهانئة وكريمة لأبنائه المواطنين، ولذلك تجد في الشارقة لجنة لمعالجة ديون مواطني هذه الإمارة، وقد اعتمدت حديثاً سداد مديونية ١٣٤ حالة من المتعثرين بمبلغ ٧٦ مليوناً و٧٥٥ ألف درهم، استفادت منها فئتان، فئة المحكومين على ذمة قضايا مالية، وفئة المتوفين المعسرين.
فك كرب ١٣٤ أسرة تعاني ضيق الأحوال المادية، ما أدى بها إلى العجز والامتناع عن تسديد الديون، وعائلات تعجز عن تسديد ديون متوفيها، عائلات عاشت في قهر وقلق وخوف، ومنها أسر تمزقت وأصبح مصير أبنائها ومستقبلهم مهدداً.
حكمة وكرم وعطاء من صاحب القرار أعاد لهم الراحة النفسية والاستقرار والطمأنينة والإحساس بالكرامة والأمل بالوقوف مجدداً وبناء مستقبل ناجح؛ صاحب السموّ حاكم الشارقة، دائم السهر والتفكير في أبناء الشارقة، في عام ٢٠١٣، أمر بتشكيل لجنة لدراسة مشكلة الديون وعلاجها وتسوية ديون المتعسرين، فولدت بداية ٢٠١٤ وكبرت وكبر معها الإحساس بالأمان لدى كل مواطن في الشارقة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yp322tyj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"