العزاوي: ظهور مفاهيم جديدة لكرة القدم

بغداد: زيدان الربيعي

رأى المدرب العراقي، داوود العزاوي، أن مباريات مونديال قطر 2022 أفصحت عن مفاهيم جديدة في لعبة كرة القدم؛ حيث لم تعد هناك منتخبات كبيرة تدخل إلى الملعب والمباريات تكون محسومة لها قبل أن تبدأ، كذلك لم يشهد المونديال بروز نجوم خارقين مثلما كان يحصل في البطولات السابقة أمثال بيليه ومارادونا، فضلاً عن اختفاء الهداف المميز.

وقال العزاوي الذي يوصف في العراق بكشاف المواهب المميزة على مدار التاريخ الطويل للكرة العراقية، إن مونديال قطر أكد أن المنتخبات الكبيرة وصاحبة التاريخ العريق في كأس العالم لم تعد تمتلك ذات السطوة السابقة؛ حيث كانت تفوز على المنتخبات الأدنى منها بالمستوى والتصنيف قبل أن تبدأ المباريات، لأن المنتخبات الأخرى كانت تنهزم منها نفسياً وليس ميدانياً، وهذا الأمر ناجم من كثرة احتراف لاعبي المنتخبات التي تمثل التصنيف الثاني أو الثالث المشاركة في المونديال الحالي مع فرق متطورة في الملاعب الأوروبية، والدليل على ذلك فوز منتخبات السعودية واليابان والمغرب على الأرجنتين وألمانيا وبلجيكا، وهذه المنتخبات الخاسرة كلها كانت مرشحة للظفر بلقب المونديال الحالي. وأضاف، أن من بين الأمور التي يجب التوقف عندها في المونديال الحالي هو عدم بروز نجوم خارقين مثلما كان يحصل في البطولات السابقة، موضحاً أن سبب اختفاء النجوم الخارقين يعود إلى أمر واحد فقط، وهو أن جميع نجوم المنتخبات المشاركة في المونديال واضحون أمام مدربي ومدافعي المنتخبات المنافسة، بفضل التقنيات الحديثة التي لم تجعل أي شيء يمكن أن يكون مخفياً عن الآخرين، لذلك توضع عليهم رقابة شديدة جداً داخل الميدان، وبالتالي يتمّ منعهم من تقديم لمحات مثيرة تلفت النظر لمقدراتهم الكروية المميزة، وهذا الأمر أدى إلى عدم بروز هدافين واضحين كما كان يحصل من قبل، كذلك أن جميع المنتخبات اعتمدت على اللعب الجماعي، وبالتالي بات اللاعبون الذين يمتلكون مهارات فردية عالية يقومون بتوظيفها من خلال اللعب الجماعي وليس عبر الاستعراض الشخصي للمهارة.

وتوقع العزاوي، بأن يشهد المستوى الفني للمباريات ارتفاعاً كبيراً في الدور الثاني، ولكن ليس عبر استخدام الجانب الهجومي، بل من خلال التركيز على الدفاع الحذر جداً؛ لأن جميع المنتخبات لا ترغب بمغادرة المونديال بوقت مبكر، وهذا الحذر سيجعل هناك صراعاً كبيراً بين لاعبي المنتخبات في وسط الملعب، وسيكون لحراس المرمى الدور الأكبر في حسم الكثير من المباريات.

وأكد، أن المونديال الحالي سيمثل الخاتمة لبعض النجوم الكبار، ولاسيما نجم البرتغال كريستيانو رونالدو، وربما حتى نجم الأرجنتين ليونيل ميسي وغيرهما، وبالتالي كل واحد من هؤلاء يأمل أن يترك ذكرى جميلة في نفوس محبيه ومتابعيه؛ لأنه لن يحصل على فرصة أخرى في المستقبل، وهذا الأمر سيمثل ضغطاً كبيراً على كل النجوم الكبار من الذين تقدمت أعمارهم.