عادي
شيخة سعيد المنصوري لـ «الخليج»:

«دبي لرعاية النساء» تحتضن ضحايا العنف نفسياً وتعيد تأهيلهم

00:44 صباحا
قراءة 5 دقائق
ورش تستهدف الأطفال

حوار: سومية سعد
أكدت شيخة سعيد المنصوري المديرة العامة لمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بالإنابة، أن المؤسسة تعمل على احتضان ضحايا العنف نفسياً وإعادة تأهيلهم، وأنها استقبلت خلال النصف الأول من العام الجاري، أربع حالات اتجار بالبشر تم إيواؤها في المؤسسة، وانخفضت الحالات عن العام الماضي بسبب الحملات التي أطلقتها المؤسسة خلال مسيرتها الثرية في حماية حقوق الأطفال والنساء، وجهودها الكبيرة برفع الوعي المجتمعي بالمخاطر الجسيمة التي تصاحب الإساءة للنساء والأطفال أوالمتاجرة بهم، بما يواكب النهج الإماراتي في مواجهة الإساءة للإنسان، وتعزيز حقوقه والحفاظ عليها.

1
شيخة المنصوري

كشفت شيخة المنصوري في حوار مع «الخليج»، أن المؤسسة تنتهج سياسة السرية والخصوصية وتُؤوي الأطفال مجهولي النسب أو لوالدين موجودين في المؤسسات العقابية والإصلاحية. وتعمل المؤسسة على التنسيق مع القنصليات لإعادتهم إلى أوطانهم بصورة آمنة، بعد أن استوفوا الخدمات التأهيلية، وساعدت الكثير من الأمهات في قضايا إثبات نسب الأطفال واستخراج الأوراق الثبوتية لهم، لتمكينهم من حقوقهم المجتمعية كافة.

وتم إيواء الكثير من الحالات لتوفير الحماية لهم، نتيجة وجود عنف يشكل تهديداً لسلامتهم داخل الأسرة، وتم تأهيلهم اجتماعياً ونفسياً وقانونياً.

وأضافت أن المؤسسة اتبعت استراتيجية متكاملة لمكافحة جريمة الاتجار بالبشر، بالتعاون مع الجهات المختصة، لتوفير خدمات الحماية والرعاية، وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي والصحي للضحايا، وكذلك نشر المعرفة والثقافة بين أفراد المجتمع. وتقدّم المؤسسة خدمات متخصصة وفق أعلى معايير العمل المهني في العالم، من أجل دعم ضحايا العنف من النساء والأطفال، وتتميز خدمات المؤسسة بالشمولية والمهنية، وجميعها مجانية دون مقابل أو أجر مادي.

وتابعت أن المؤسسة تعمل عبر خمسة أنواع من الخدمات، تشمل خدمات الإيواء التي تتميز تتميز بتطبيق أعلى معايير الصحة والسلامة، لإيواء الضحايا من النساء والأطفال، وتقديم خدمات عدّة أهمها: الوجبات الغذائية الصحية، ومستلزمات العناية الشخصية بما فيها الملابس، وخدمات المتابعة الصحية داخل سكن الإيواء، والإشراف على تناول الوصفات العلاجية التي يصفها الطبيب المختص، كما يتميز طاقم الإشراف بالمهنية في التعامل مع المتعاملين ويشرف على تقديم مختلف الأنشطة والخدمات الترفيهية لهم باستمرار.

خدمات مركز الاتصال

ويختص مركز الاتصال باستقبال بلاغات واتصالات المتعاملين على الخط الساخن 800111 وتصنيفها وفرزها وفق معايير عدة، وخدمات إحالة المتعاملين الخارجيين للجهات المختصة، كما يقيّم المختصون، المتعاملين وفق نوع الخدمات ونوع العنف الواقع عليهم، وتقييم مؤشر الخطورة ودرجتها، وعمل خطة سلامة وأمان للمتعاملين، ورفع توصيات للمديرين المسؤولين عن الحالات التي تشكل خطورة عالية، لاتخاذ قرار فوري تجاههم.

الخدمات الاجتماعية

ويتميز قسم الخدمات الاجتماعية بإدارة جميع حالات ضحايا العنف من النساء والأطفال، من قبل مديري الحالات والعمل مع عدد من الجهات الطبية والتعليمية والقانونية، وغيرها ذات الصلة، لتحقيق الدعم الاجتماعي للمتعاملين، كما يقدّم المختصون هنا خدمات الإرشاد الاجتماعي بأنواعه، كالفردي والزواجي والأسري، والتدخل الفوري الطارئ لحماية الضحايا عبر عمل دراسة الحالة الاجتماعية، وتقييم المخاطر التي يتعرض لها الضحايا، وعمل الزيارات الميدانية لهم، والتواصل مع جهات حيوية من أجل تأمين الحماية والدعم للضحايا.

وتتوافر في المؤسسة خدمة الاستشارات القانونية لدعم الحالات وتوجيهها لآلية التواصل مع الجهات القانونية والقضائية في الدولة، وتعريفها بحقوقها القانونية والشرعية، وبالآليات الصحيحة للسير في الإجراءات القانونية، مثل رفع الدعاوى وفتح البلاغات. كما تم التعاقد مع مكتب محاماة يستطيع عبره الضحايا، رفع الدعاوى في المحكمة، وتمثيلهم قانونياً من المحامين للمرافعة، ومتابعة القضايا في جنبات المحاكم.

ويتميز قسم الخدمات النفسية بتقديم الدعم النفسي لضحايا العنف من النساء والأطفال الذين يعانون وجود مؤشرات نفسية تستدعي التدخل الفوري لحماية الضحايا ودعمهم، وتأمين الاستقرار النفسي لهم، ورفع جودة حياتهم، ويقدم المختصون خدمات عديدة منها الإرشاد النفسي الفردي والزواجي والأسري، وجلسات الاسترخاء والعلاج باللعب للأطفال، ومجموعات الدعم النفسي لضحايا العنف المنزلي والاتجار بالبشر، كما تدرس الحالة النفسية، وتقام الزيارات الميدانية لتقييم المخاطر والمؤشرات النفسية التي قد تهدد سلامة المتعاملين.

الأساليب والتقنيات

وأشارت إلى وجود عدد من الأساليب والتقنيات التي تستخدم للتدخل في حالات النساء والأطفال والتثقيف النفسي، ورفع الوعي لدى ضحايا العنف وتبصيرهم بماهية المشكلة، وكيفية مواجهة العنف بشتى أنواعه، وتأمين الحماية، وتطبيق مناهج العلاج النفسي المرتكز على تغيير المعتقدات والأفكار والمشاعر السلبية، والتحرر من آلام الصدمات النفسية.

وتعدّ هذه التقنيات والأساليب فعالة وذات أثر إيجابي كبير يمكّن للضحايا من التعافي من الصدمات النفسية بشكل كبير، دون الحاجة إلى العلاج الدوائي وممارسة حياتهم اليومية بكفاءة.

وأوضحت وجود أربعة أنواع من البرامج لتأهيل ضحايا العنف. وتهدف هذه البرامج إلى مساعدة الضحايا ليتمكنوا من اكتساب القوة والمهارات اللازمة، لاستعادة توازنهم النفسي، واسترداد قدرتهم على التعامل مع التحديات والتعقيدات الحياتية والأسرية.

التدريب المهني

ويهدف إلى تمكين الضحايا من الانخراط في بيئة العمل، عبر توفير برامج ودورات وورش عمل تسهم في تطوير مهاراتهم المهنية، ومهارات إدارة المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر في منصات مختلفة، مثل المنزل والمعارض والشركات. وتناولت أمثلة للدورات التدريبية في المجال المهني والتي منها دورات في اللغة الإنجليزية والإدارة، والسكرتارية، ودورات في الحاسب الآلي، ودورات في خدمة العملاء، ودورات في إدارة المشروعات، وورش داعمة للبرنامج، مثل ورش المقابلة الشخصية للعمل، وإعداد السيرة الذاتية، و«إتكيت» العمل والإدارة المالية الشخصية.

أما برنامج التدريب الحرفي فيهدف إلى تطوير المهارات الفنية للضحايا، وتعليمهم المهن الفنية السهلة لتساعدهم مستقبلاً في صناعة المنتجات البسيطة التي يمكن بيعها والاستفادة منها. وعدّدت أمثلة عليه تتضمن تطريز الحقائب المستدامة، وكيفية استخدام الألوان المختلفة، مثل الخشبية والمائية، والإكرليك، لإنتاج لوحات فنية مختلفة بجميع الأحجام، والتلوين على الفخار، وعمل الإكسسوارات باستخدام الخيوط الملونة، وعمل زينة للجدران.

المهارات الحياتية

وتناولت أيضاً برنامج التدريب على المهارات الحياتية، الهادف إلى تثقيف الضحايا بالموضوعات الحياتية المختلفة، بعقد محاضرات، وتنظيم ورش في تطوير الذات والحياة الزوجية، وتربية الأبناء، وغيرها من الموضوعات التي تسهم في رفع كفاءتهم وقدراتهم. وأضافت أن هذا النوع من التدريب الذي ينفذ بالتعاون مع الجهات والجمعيات المختلفة، يسهم في جعلهم أكثر قدرة على مواكبة التطورات، وتحمل المسؤوليات المختلفة.
برامج ترفيهية

قالت شيخة المنصوري: «تحرص المؤسسة على تقديم برامج ترفيهية للضحايا خلال وجودهم، وهناك كثير من الورش والفعاليات الأخرى مثل الشواء والسينما الخارجية، والفنون والأشغال اليدوية والمسابقات الترفيهية، وتوفير وجبات من المطاعم السريعة من باب التغيير».

رعاية الأطفال

ذكرت شيخة المنصوري أن هناك برامج مختلفة لدعم ورعاية الضحايا الأطفال، منها العلاج النفسي، والدعم الاجتماعي والقانوني والمساعدات الأخرى، وهي بلا شك تساعد في حل المشكلة وإعادة تأهيل الأطفال المعنّفين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/47zuapra

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"