عادي
مكتبة محمد بن راشد تحتفي بصاحب نوبل في الأدب

نجيب محفوظ.. روائي عصيّ على الغياب

22:36 مساء
قراءة 3 دقائق
ندوة حوارية/مكتبة الشيخ محمد بن راشد/ تصوير محمد الطاهر/١٥/١٢/٢٠٢٢

دبي: علاء الدين محمود

نظمت مكتبة محمد بن راشد في دبي، مساء أمس الأول، الخميس، ندوة حوارية حول أدب الكاتب الراحل نجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل في الأدب، بعنوان: «لماذا نعود إلى قراءة نجيب محفوظ؟»، تحدث خلالها الروائي المصري ناصر عراق، والناقد الأردني د. جمال مقابلة، وأدارتها الكاتبة الإماراتية فتحية النمر.

1
download

في المستهل أشادت فتحية النمر بنهج مكتبة محمد بن راشد في استدعاء الرموز الأدبية والإبداعية العربية والاحتفاء بها، لافتة إلى المكانة الكبيرة التي يحتلها الأديب العربي الكبير نجيب محفوظ في عقول وقلوب القراء على مستوى العالم العربي، وكذلك الأدباء والروائيون العرب الذين ظلوا يعودون على الدوام إلى ذلك الإرث الأدبي الضخم الذي خلفه محفوظ، والذي سيظل خالداً نسبة للإمكانيات الفنية والتقنية الهائلة والأسلوبية الفريدة التي كان يتمتع بها الأديب الضخم، وستظل أجيال من الكتاب تتعلم من مدرسته وطريقته ومنهجيته في الكتابة الإبداعية على مستوى الرواية والقصة.

وأوضحت النمر، أن هنالك الكثير من المحطات المفصلية في حياة محفوظ، وكل واحدة تحمل منعطفاً مختلفاً وعطاءً جديداً، مشيرة إلى عبقرية السرد وبناء الشخصية لدى الكاتب، حيث إن لكل شخصيات محفوظ طابعاً مميزاً وفريداً وتبرز بصورة أكثر وضوحاً الشخصية المتأزمة نفسياً، والتي تناضل من أجل تحقيق أحلامها، ولكن الحياة تهزمها، مشيرة إلى العديد من الأبطال في أعمال محفوظ، مستعرضة الجوائز التي نالها الأديب الكبير على رأسها جائزة نوبل في الأدب التي فاز بها عام 1988.

الروائي ناصر عراق، قدم غوصاً عميقاً في حياة محفوظ، وأشار إلى أن الحديث عن هذا الأديب الجميل لا ينتهي فقد قدم إبداعاً خلال قرن من الزمن؛ إذ كان عمره 95 عاماً عندما مات في عام 2006، موضحاً أن محفوظ كان أصغر الأبناء لأمٍّ كانت هي نفسها معمّرة، لافتاً إلى أن المحطة الأولى لمحفوظ مع عالم الأدب كانت عام 1932 من خلال ترجمته لكتاب «مصر القديمة»، للمؤلف الإنجليزي جيمس بيكي «1866-1931»، ثم صدرت أول رواية له في عام 1939، وهي «عبث الأقدار»، وتبعتها روايات: «رادوبيس»، و«كفاح طيبة»، و«القاهرة الجديدة»، و«خان الخليلي»، و«القاهرة الجديدة»، و«زقاق المدق»، و«السراب»، و«بداية ونهاية» في الفترة منذ 1939 وحتى 1949، ثم جاءت بعدها مرحلة الثلاثية الشهيرة في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وهي:«بين القصرين»، و«قصر الشوق»، و«السكرية».

بداية جديدة

ولفت عراق إلى أن إنتاج محفوظ خلال بداية الخمسينيات في أعقاب الثورة المصرية في عام 1952، كان قليلاً، وعندما سئل الكاتب الكبير عن ذلك الأمر أوضح أنه كان يكتب في العهد الملكي ضد الظلم والقهر، وأن الثورة مثلت بداية جديدة في التاريخ المصري، حيث وجد أن التغيير الذي كان يسعى إليه من خلال كتاباته قد تحقق فقرر أن يتوقف عن الكتابة الأدبية وعمل ككاتب سيناريو فكتب عدة نصوص للسينما، غير أن محفوظ، وجد أن الثورة قد انحرفت عن مسارها فكتب أهم روايته وهي «أولاد حارتنا»، التي نشرت كسلسلة في صحيفة الأهرام عام 1959، ولكن لم تكتمل حلقاتها، ولم تنشر كاملة إلا في عام 1967، حيث انتهج فيها أسلوباً رمزياً يختلف عن أسلوبه الواقعي.

وأشار عراق إلى أن فترة الستينيات من القرن الماضي دشنت مرحلة الكتابات الفلسفية في أدب نجيب محفوظ، وذلك عبر عدد من الروايات التي احتشدت بالرؤى والأفكار الفلسفية مثل: «السمان والخريف»، و«الطريق»، و«الشحاذ»، و«ثرثرة فوق النيل»، و«ميرامار».

صعوبة

من جانبه توقف الناقد والكاتب جمال مقابلة، كثيراً عند مسألة «الواقعية»، عند نجيب محفوظ، مشيراً إلى أن هنالك صعوبة في تقييم محتوى محفوظ خاصة أنه قدم عدداً كبيراً من الأعمال الروائية والقصصية وما يزيد على 500 «حلم»، وهي أشكال وكتابات متنوعة حفلت بالكثير من الرؤى المختلفة، بالتالي لا يمكن سجن محفوظ في التيار الواقعي فقط، فقد جرب أشكالاً مختلفة، وقال: «لم يكن محفوظ واقعياً بطريقة ممجوجة، ولا رمزياً بصورة ملتبسة».

وتناول مقابلة، «الأحلام» في كتابات محفوظ، ذلك الجنس الأدبي الذي برع فيه، لافتاً إلى أن وقتاً طويلاً سوف يمضي حتى تتم قراءة وتحليل وتناول هذا النمط الإبداعي العجيب «الحلم»، الذي تفرد فيه محفوظ، مشيراً إلى أن الأحلام تنتمي إلى الكتابة الشذرية، أو البرقية، أو القصة التي تتناسب مع تطور الحياة في مرحلة التسعينيات من القرن الماضي، حيث بات العصر يتسم بالسرعة، وغير مناسب للكتابة الملحمية الكبرى، فكان أن اتجه محفوظ في نهايات عمره نحو ذلك النوع الأدبي الجديد والمختلف الذي دشنه منذ الثمانينيات، لافتاً إلى أن «الأحلام»، تلخص روايات كاملة، مشيراً إلى أن «الحلم»، هو كتابة بين الصحو والنوم، والخيال والواقع، وهي طريقة مناسبة ومنسجمة مع كاتب في أواخر عمره.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yhd3j988

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"