عادي

ثريا الشيباني.. ذاكرة تفوح بعبق 27 سنة تعليم

00:02 صباحا
قراءة 3 دقائق

العين: منى البدوي

ثريا الشيباني، شخصية تربوية على الرغم من اعتزالها المهنة عام 2003 بعد 27 عاماً من التدريس، فإن اسمها لا يزال يتردد عندما تسترجع طالباتها ذكريات قديمة تعود إلى منتصف السبعينات وحتى التسعينات، وذلك لما حظين به من شخصية تربوية قيادية وأم مشجعة لبناتها المتفوقات وإدارية قادرة على ضبط السلوكيات وتعديلها وغرس القيم والعادات والتقاليد.

على الرغم من مرور 20 سنة على استقالتها من الميدان التربوي، فإنه وبفعل السنوات الطويلة التي عملت خلالها بالميدان، ما زالت طبيعة المعلمة والإدارية تصبغ شخصيتها وحروفها التي أظهرت مدى شغفها وحنينها لفترة مهنية أطلقت عليها مسمى «العصر الذهبي».

وقالت: تعينت في إمارة أبوظبي معلمةً عام 1976 وبعد ثلاث سنوات انتقلت إلى مدرسة مكة بالعين ومن ثم مدرسة هاجر وفي عام 1980 عملت مشرفةً في مدرسة أم أيمن، وتسلمت مهام إدارة مدرسة الصاروج الثانوية عام 1985، وفي نهاية المشوار عملت موجهة إدارية بمنطقة العين التعليمية حتى عام 2003.

وعادت بذاكرتها إلى فترة الثمانينات وتحدثت عن آلية استلام وتسليم أوراق امتحانات الثانوية العامة، مشيرة إلى أنها كانت توجد في المنطقة عند نحو الساعة الرابعة فجراً ليتم استلام الأوراق الموضوعة في صناديق مختومة ومن ثم البدء في توزيع الأوراق على المدارس بحسب عدد الطلبة في كل مدرسة، وعند الساعة الثانية ظهراً نتوجه إلى نفس الموقع لجمع الأوراق وإرسالها للتصحيح.

وأضافت أنه في واحدة من المرات تبين أنه تم سهواً نسيان ورقة إحدى الطالبات وبعد اكتشاف الأمر عند نحو الساعة الرابعة عصراً تم على الفور التوجه إلى المدرسة ووضع ورقة الطالبة في ظرف خاص وإرسالها مع مشرفين بمركبة خاصة إلى أبوظبي وهو ما يعكس مدى المسؤولية التي كانت تتمتع بها الكوادر الإدارية والتعليمية والعمل على تجاوز الظروف والعقبات التي قد تعيق العملية التعليمية.

ومن سجل ذكرياتها الذي يفوح منه عبق التربية والتعليم في الماضي من حيث المناهج والكوادر الإدارية والتعليمية والطلبة وأولياء الأمور، استحضرت العديد من المشاهد التي تجسدت في عبارات واضحة، أشارت خلالها إلى أنه على الرغم من حداثة التعليم آنذاك في الدولة، فإنه تم وضع استراتيجية واضحة للتعليم من قبل لجان تربوية متخصصة، مشيرة إلى المناهج الإماراتية التي تم إعدادها بطرق مدروسة ودقة عالية ومنتقاة، بحيث تتناسب مع العادات والتقاليد وتسهم في تعزيز قيم وطنية وتربوية وتعليمية واجتماعية وإنسانية.

وأشارت إلى الدوام المدرسي المرن للطلبة والمعلمين الذي كان يعتمد على نظامين شتوي وصيفي، حيث كان المعلمون والطلبة يتوجهون إلى المدرسة في فصل الصيف عند الساعة السابعة صباحاً، بينما يتم تأخيره في فصل الشتاء إلى الساعة 7 ونص، وذلك لتأخر شروق الشمس شتاء، بينما ينصرف الجميع خلال فترة الظهيرة وفي أوقات متقاربة ليتواجد جميع أفراد الأسرة في المنزل لتناول وجبة الغداء، وهو ما أوجد نوعاً من الترابط الأسري، وأفسح المجال للحوارات الأسرية، وأعطى متسعاً من الوقت للراحة وإشراف الوالدين على الواجبات المدرسية وغيرها من متطلبات الطالب.

ولفتت إلى الإجازات المدرسية الصيفية والربيعية غير المتقطعة والتي كانت تتناسب مع جميع أفراد الأسرة وهو ما كان يتيح للأسر قضاء إجازاتهم مع الأبناء سواء داخل الدولة أو خارجها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mpk64k6t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"