عادي
تحت شعار «التاريخ حاضراً»

انطلاق الدورة الـ 15 من بينالي الشارقة اليوم

00:01 صباحا
قراءة 4 دقائق

الشارقة: علاء الدين محمود
نظمت مؤسسة الشارقة للفنون صباح أمس،الاثنين، في بيت النابودة في منطقة المريجة بقلب الشارقة، مؤتمراً صحفياً عن بينالي الشارقة 15 تحت عنوان: «الماضي حاضراً» الذي تنطلق فعالياته اليوم، الثلاثاء.

تحدث في المؤتمر الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة المؤسسة وقيّمة البينالي، والشيخة نوّار بنت أحمد القاسمي، مدير عام المؤسسة.

وفي المستهل رحبت الشيخة حور بالضيوف والفنانين المشاركين في أعمال البينالي، وقالت: «وبما أن الشارقة عرفت بارتباطها العميق بجذورها التاريخية، لذلك فإن ثيمة البينالي لهذه النسخة تكتسب دلالات أكثر عمقاً واتساعاً، وذلك لأن الشارقة استطاعت عبر مشروعها الذي حافظ على هويتها الخاصة، أن تضع عيناً على التاريخ، وعيناً على الحاضر دون أن تتوقف لحظة عن استشراف المستقبل».

أكدت الشيخة حور أن الدورة الحالية سوف تتيح للحضور والمشاركين، التعرف إلى أغلب المدن التابعة لإمارة الشارقة، عبر الأعمال والعروض التي ستقام في المنطقتين الشرقية والوسطي، وغير ذلك من المناطق والأماكن الموزعة على امتداد الإمارة، بما يعكس عمل وطبيعة مؤسسة الفنون وتجاربها في مختلف البيئات الثقافية والاجتماعية، وبما يشكل للزوار والفنانين فرصة، لاستكشاف تلك الأماكن النابضة بالحياة.

ولفتت إلى أن البينالي وخلال 30 عاماً منذ تأسيسه، صنع إرثاً عظيماً وحقق الكثير من الإنجازات، مشيرة إلى الجهود الفكرية والنظرية للمفكر والباحث والناقد الراحل أوكوي إينوزور، والتي تأتي أعمال هذه النسخة تجسيداً لرؤيته، وما أحدثته أفكاره وتصوّراته من أثرٍ هائل على الفن المعاصر، والتي أفضت إلى صياغة مشروع فكري طموح رسَمَ معالم تطور الكثير من المؤسسات حول العالم.

وأشارت الشيخة حور، إلى أن بينالي الشارقة، قد تحول من تظاهرة موسمية، إلى بيئة مؤسسة، تعمل بشكل دائم على تعزيز وتفعيل الحراك الثقافي.

وتحدثت الشيخة حور عن التوقف في أعمال البينالي، بسبب جائحة كورونا وقالت: «على الرغم من هذا الانتظار الذي فرضته الجائحة ولكن «كل تأخيرة فيها خيرة»، حيث إن هذا التوقف قد أتاح مزيداً من البحث والتعرف إلى الكثير من الفنانين».

وأعربت الشيخة حور عن أملها في العمل من أجل تحقيق إضافة لتاريخ البينالي ولمؤسسة الشارقة للفنون، مؤكدة أن أبواب المؤسسة تبقى مشرعة لكل الفنانين من مختلف أنحاء العالم.

1

من جانبها أعربت الشيخة نوّار القاسمي عن سعادتها بضيوف البينالي، وأشارت إلى أن هذا المؤتمر يعقد في بيت يتمثل الثقافة والتاريخ الإماراتي العريق، وقالت: «يسعدنا أن نستضيفكم هنا في رحاب هذا البيت التاريخي الذي يمثل الطراز المعماري الأصيل للبيوت التقليدية في الإمارات، والذي كان قد بناه المرحوم عبيد بن عيسى الشامسي الملقب بالنابودة حوالي عام 1845، وتمت إعادة ترميمه وتحويله إلى متحف في عام 1995».

وأشارت الشيخة نوّار إلى أن هذه الدورة من البينالي تتزامن مع مرور 30 عاماً على تأسيسه وانطلاقته الأولى في عام 1993، موضحة أن النسخة الحالية تأتي كذلك متزامنة مع مرور 20 عاماً، شهد فيها البينالي تطوراً كبيراً على كافة مستوياته وتحولاً في نموذجه وبنيته البرامجية منذ أن تسلمت إدارته الشيخة حور القاسمي في عام 2003.

وقالت الشيخة نوار: «وعبر استعادة هذا التاريخ الثري، نقف اليوم أمام الدورة الخامسة عشرة التي تأتي بعنوان: (التاريخ حاضراً)، لنشهد مرة أخرى على نسخة فارقة من البينالي من تقييم الشيخة حور القاسمي، مستلهمة ملامحها وثيماتها من رؤى وتصورات القيم الراحل أوكوي إينوزور، في حكايات لا تتوقف من التأمل والبحث عن التجارب الفنية والأعمال التي تليق بهذا البينالي، والتي بلغت أكثر من 300 عمل بمشاركة أكثر من 160 فناناً من مختلف أنحاء العالم».

وأضافت الشيخة نوار في معرض حديثها عن إنجازات الشيخة حور قائلة: «سنوات حافلة من العمل الدؤوب والتجريب المتواصل مدفوعة بالعزيمة والإصرار على المساهمة بتطوير وصياغة المشهد الفني المعاصر في المنطقة والعالم، واجتراح العديد من البرامج والفعاليات والعروض التي انبثقت عن الاحتياجات الإبداعية التي يتطلبها المجتمع، كما استطاع البينالي في غضون ذلك أن يلعب دوراً حاسماً في دفع عجلة الفنون أماماً، وذلك بالتماهي مع مشروع الشارقة الثقافي بأبعاده الشاملة». وأعربت الشيخة نوار عن أملها في أن تلبي الدورة الحالية من بينالي الشارقة الطموحات الكبيرة التي أقيمت من أجلها.

جولة

وعقب المؤتمر الصحفي، نظمت مؤسسة الشارقة للفنون، جولة للفنانين المشاركين لزيارة أسواق ومعالم الشارقة القديمة.

وتعمل الشيخة حور كقيمة على بينالي الشارقة 15، على استدعاء مفهوم التاريخ وفقاً لما طرحه الراحل إينوزور وتعيد صياغته من جديد، في مسعى منها إلى وضع الماضي في سياق اللحظة المعاصرة.

وتقوم الشيخة حور بتقييم بينالي الشارقة 15 بالتعاون مع مجموعة عمل تضم: القيّم المستقل طارق أبو الفتوح، أوتي ميتا باور، المدير المؤسس لمركز الفن المعاصر في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، صلاح محمد حسن، مدير معهد إفريقيا في الشارقة وأستاذ تاريخ الفن الإفريقي في جامعة كورنيل، تشيكا أوكي-أجولو أستاذ ومؤرخ فني في جامعة برينستون، والقيّم المستقل والكاتب الفني والمدير التنفيذي لمؤسسة الفن الكوبي أوكتافيو زايا.

كما ستشرف الشيخة حور ومجموعة العمل على تطور مفهوم التقييم لدى المفكر الراحل إينوزور وسبل تنفيذه، بالتعاون مع اللجنة الاستشارية التي تضم: المهندس المعماري السير ديفيد أدجاي، وكريستين طعمة المدير المؤسس للجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية «أشكال ألوان» في بيروت.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/23nev9wt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"