قمة الوقت المناسب

02:17 صباحا
قراءة دقيقتين

كل عام يتملّكنا إحساس بأن العالم يعيش أزمات وصعوبات سيئة، وأن الأسوأ لن يأتي لأنه ليس هناك أسوأ مما نعيشه اليوم، ولكننا نفاجأ بأن هناك الكثير من الكوارث والأزمات والصراعات التي يفتعلها البشر، وأن الأسوأ ليس مستحيلاً وليس ببعيد.

كلما جاء موعد القمة العالمية للحكومات في دولة الإمارات، شعرنا بأن القمة تأتي في الوقت المناسب، وأن هناك الكثير من المخاوف والمخاطر والصعوبات التي يجب على الحكومات مواجهتها ومعالجتها، وأن ما تم إعداده للمستقبل يجب مواصلة العمل عليه، مع إضافة التحديات الجديدة التي تفرضها أحوال العالم المتقلبة، ومع انطلاق القمة العالمية للحكومات 2023 في دبي تحت شعار «تشكيل حكومات المستقبل»، بحضور ومشاركة كوكبة من قادة الدول والمسؤولين ضمت نحو 20 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من 250 وزيراً، ومسؤولين حكوميين وقادة فكر وخبراء عالميين وعلماء واقتصاديين، ورجال أعمال من 150 دولة حول العالم، في الوقت الذي تواجه فيه معظم الدول أزمة اقتصادية خانقة تهدّد استقرار دول كبرى وليس فقط دول العالم الثالث، مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، والصراعات والنزاعات الداخلية في دول لم تعرف السلام والاستقرار منذ سنوات، أضف إليها الكارثة التي تسبب فيها حديثاً الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا.. كل ذلك يجعل الملفات التي تحملها كل دولة دسمة، والأعباء ثقيلة والتحديات كبيرة، ولا يمكن لدولة أن تواجهها بمعزل عن الدول الصديقة والمجاورة وتلك البعيدة أيضاً.

ربما نشعر اليوم بأن قمة الحكومات هي الفرصة الثمينة التي تمنحها الإمارات لهؤلاء القادة وحكوماتهم، كي يجلسوا ويتباحثوا ويقدّموا أفكاراً ويطرحوا مشاريع وحلولاً لأزمات الحاضر والمستقبل، علّنا نحقق فعلياً الشعار الذي نتغنّى به منذ سنوات «عالم واحد».

وإذا كانت القمة هي «أكبر تجمع عصف ذهني دولي»، فلا بد أن يكبر أملنا في نتائج عملية تقدّم رؤية واضحة لكيفية مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، وكيفية إدارة الحكومات للأزمات واستعداداتها الفعلية لبناء مستقبل أفضل، وتفادي أخطاء الماضي والحاضر كي يكون هذا المستقبل آمناً ومبنياً على أسس علمية مدروسة، تضع في اعتبارها متطلبات إنسان الغد، وتطلعات الشباب ومستقبل عالم التكنولوجيا والتطور التقني الذي صار متحكّماً في كل أمور حياتنا.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yckk4fx5

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"