عادي

الشارقة وجهة الحياة المعاصرة والأصالة

01:27 صباحا
قراءة 6 دقائق
مسجد النور
قرية «نجد المقصر»
سفينة الأبحاث في القطب الجنوبي المعروضة في اكسبوجر
صورة من اكسبوجر للتصوير
إماراتيات خلال صنع بعض الحرف التراثيّة

إعداد: مصطفى الزعبي

«ابتسم، أنت في الشارقة».. صيغت هذه العبارة في السبعينيات، وهي تجسد روح هذه الإمارة الجميلة المضيافة التي تعد ثالث أكبر إمارة بالإمارات وتتميز بموقعها على ساحل الخليج العربي، وتجمع بين ثناياها التراث العريق والثقافة الغنية والترفيه العائلي.

وتشارك المدينة كنوزها الفنية عبر متاحفها التي تبلغ 30 متحفاً والصروح المعمارية التي تزين المدينة من المسارح ودور العبادة بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية الثقافية. فهي وجهة سياحية رئيسية ستستمتع بالإقامة في فنادقها ال 106 وشققها الفندقية.

بموقعها المتميز على الخليج العربي، تزدهر مدينة الشارقة عاصمة الإمارة، فتجمع بين ثناياها التراث العريق والثقافة الغنية والترفيه العائلي. وتجمع الإمارة بين التجارب المعاصرة والتقليدية، حيث تعيش تجربة الحضارة القديمة في متحف الشارقة، ورحلات السفاري الصحراوية بالإضافة إلى الشواطئ الرائعة، حيث تقدم الإمارة تجارب تناسب جميع الاهتمامات، ويمكن اكتشف معالمها على متن الحافلات السياحية المكشوفة والمؤلفة من طابقين.

اكتشاف الماضي

يعد التنزه في المناطق القديمة بالشارقة أحد طرق اكتشاف الماضي من عصر مضى، قبل أن يحول النفط والغاز الإمارة إلى أيقونة عصرية تجتمع فيها كل فئات وطبقات المجتمع.

وتتميز الإمارة بالمزيج من الهندسة المعمارية القديمة الحديثة، وهو ما يلمسه الزائرون في قلب الشارقة أكبر مشروع ترميم تراثي في الخليج العربي، مشروع متشابك في تاريخ الشارقة ونسيجها، وروحها النابض وتاريخها الذي ينعكس بين أزقتها ويردد صدى روحها.

وخطط للمشروع على مدى 15 عاماً، على أن ينجز بالكامل بحلول عام 2025، وتسعى إلى تنشيط المنطقة التراثية كوجهة ثقافية نابضة بالحياة من خلال كشف الماضي المجيد ترميم المباني التاريخية، وإنشاء هياكل جديدة تتبع العمارة التقليدية وتحويلها إلى فنادق ومطاعم، ومقاهٍ ومعارض فنية وأسواق، حيث يمكن للأجيال الحالية والأجيال القادمة تجربة النسيج الثقافي والاجتماعي في الشارقة.

ومن العناصر التي أنجزت في مشروع قلب الشارقة فندق «تشيدي البيت».

بالإضافة إلى الأماكن الجميلة بالمدينة الباسمة يضاف إليها رمز من الرموز الدينية الراسخة التي تميز الإمارة وهو مسجد النور، أحد أماكن العبادة التي يتم جولات فيها يومي الاثنين والخميس الساعة 10 صباحاً للسياح الأجانب مع مرشد سياحي ناطق باللغة الإنجليزية.

وتضم الإمارة 30 متحفاً، بما في ذلك تلك المخصصة للحضارة الإسلامية والمحيطات والخط والمعارض الفنية ومساحات التصميم، ومنها بينالي الشارقة أكبر حدث فني في العالم العربي واكتسب سمعة واسعة كراع ومحتضن للفن الحقيقي المثير للفكر الأصيل.

مشروعات علمية وإضافات

تتبنّى الإمارة استثمارات ضخمة في 21 مشروعاً علمياً وفنياً جديداً وحدائق وآثار إسلامية. وهناك إضافتان جديدتان في الإمارة ستدخلان حيز التشغيل هذا العام. الأول مشروع «نوماد» السياحي السابق من نوعه في المنطقة، حيث يتكون من 20 مقطورة تيار هوائي تتحرك في جميع أنحاء الإمارة بشكل دوري وستكون صديقة للبيئة. والثاني يتعلق بترميم «نجد المقصر»، وهي قرية جبلية مهجورة قريبة من سد الرفيصة.

ويتوفر في الشارقة العروض والفنون والورش الإبداعية التي تسلط الضوء على إنجازات الفنانين والمبدعين، بتخصيص معارض لهم تضع إبداعاتهم تحت المجهر، وتقود الشيخة حور القاسمي مؤسسة الشارقة للفنون منذ 2002 ورئيسة لمؤسسة ترينالي الشارقة للعمارة منذ 2022. وعززت الشيخة حور مكانة الشارقة كمركز للإبداع وحظيت باحترام دولي مع عرض أعمال أكثر من 150 فناناً في بينالي الفن المعاصر بالإمارة.

وأقامت الإمارة مهرجانات فنية وأدبية منها المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» الذي يستقطب نخبة من كبار المصورين المحترفين لمشاركة تجاربهم وخبراتهم مع هواة وعشاق التصوير. ويتضمن «إكسبوجر» نحو 25 معرضاً لمصورين فوتوغرافيين عالميين وصالات عرض فنية رائدة، كما يتضمن أعمالاً لمصورين ناشئين.

ومن الأماكن الفنية والترفيهية المميزة والحديثة في الشارقة مسارح الأحلام، كما يطلق عليها الكثير من الخبراء اثنين من المدرجات الكلاسيكية الجديدة تلعب دوراً رئيسياً في التنمية الثقافية والمجتمعية بالإمارة.

الأول مدرج خورفكان‏، وهو مسرح روماني ومعلم ثقافي مع مزيج من العمارة الشرق أوسطية والذي أضاف إلى تقاليد الشارقة العريقة كونها مركزاً للفن والثقافة. ويقع المدرج بمدينة خورفكان.وعلى الجانب الآخر من الشارقة مسرح المجاز وهو في الهواء الطلق أيضاً المقام على جزيرة اصطناعية على بحيرة خالد.

ووضعت الشارقة لمساتها الإبداعية في صناعة الأفلام بما يتوافق مع الثقافة العربية، من خلال الشارقة للأفلام والشارقة السينمائي الدولي لتكوين جيل جديد من صانعي الأفلام العرب.

وقال محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، لصحيفة «التايمز»: «في حياة ملأى بالتكنولوجيا والتقنية وتطور الإعلام، مرفقة بتحدي كبير هو الحفاظ على المعتقدات بما يجعلك فخوراً بثقافتك ولغتك، لأن هذه هي الطريقة التي نقلت هويتك بشكل فعال للآخرين».

وأضاف:«عند تقديم مواضيع للمتابعين العرب يجب علينا ألا نتخلى عن أصالتنا، بحيث لا ينبغي أن تكون الدراما العربية تقليداً للغرب».

أفلام مهمة

وضعت الإمارات والشارقة على وجه الخصوص بصمتها في التأليف والإخراج من خلال إنتاج فيلم «خورفكان» حيث تدور أحداث الفيلم في قالب تاريخي حول اﻷحداث التي جرت عام 1507 في مقاومة مدينة خورفكان للاحتلال البرتغالي بقيادة الجنرال أفونسو دي البوكيرك مع أسطوله البحري.

والفيلم من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وﺇﺧﺮاﺝ: موريس سويني

بالإضافة إلى فيلم «خورفكان» عزز فيلم «218 خلف جدار الصمت» من الإمكانيات والقدرات التي تطمح إليها الشارقة في السباق التلفزيوني والإنتاج.

وشكل فيلم سفاري الشارقة «أكبر سفاري خارج القارة الإفريقية»، والمكون من ثلاثة أجزاء نقل نوعية في التأليف والإخراج والكتابة. ويستعرض الفيلم مراحل إنشاء المشروع منذ إطلاقه كفكرة لاحتضان أكبر نموذج حي للتنوع البيئي والحيوي الإفريقي في محمية «البردي» بمدينة الذيد، إلى افتتاحه من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان.

ولم تنس إمارة الشارقة إبراز إرثها من بين كل هذه الميزات الجميلة للإمارة من خلال«إرثي» للحرف المعاصرة الذي يرسخ التبادل الثقافي بين الشارقة ودول العالم، عبر مجلس«إرثي» للحرف المعاصرة للارتقاء بالمرأة باعتبارها ممثلاً لإمارة الشارقة في تجربة فريدة لمجتمع التصميم العالمي لتسليط الضوء على أصالة وجماليات الحرف التراثية الإماراتية، خلال فعاليات عدة منها«أسبوع ميلان للتصميم» بمدينة ميلان الإيطالية الذي يهدف إلى تكريم التصاميم والحرف التراثيّة.

ويقوم مجلس إرثي للحرف المعاصرة بمهمة جلب أعمال الحرفيين في الشارقة إلى العالم، والاحتفال بتراث الدولة، وأدت الجهود إلى الاعتراف بإمارة الشارقة كمدينة للحرف والفنون الشعبية من قبل «اليونسكو»، لا سيما بعد مساعدة 413 حرفياً في توسيع مواهبهم في الحرف مثل التلي (وهي منسوجات يدوية تتميز بألوانها الزاهية وتصميماتها الجميلة، وهي أحد مكونات التراث الثقافي في الإمارات. وتتعاون العلامة التجارية كارتييه مع «إرثي» بالإضافة إلى المصممة اللبنانية ندى دبس لإنشاء سلسلة تسمى زنوبيا.

السياحة والتنزه والترفيه

لم تكتفِ الشارقة بهذه الإنجازات والتقدم على كافة الصعد التي ساهمت بوضع حجر أساسها لتكون وجهة السياحة والتنزه والترفيه وإبراز المواهب والفعاليات والورش التي تجمع الملهمين حول العالم، حيث ركزت رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على أهمية الحياة البحرية وحماية بيئتنا من خلال مواصلة العمل للحفاظ على البيئة وحمايتها وصون التنوع الحيوي، والاستدامة البيئية التي هي من ضمن العناوين المهمة في خطط وأجندة الإمارة.

وصادف رؤية الشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي الرئيس التنفيذي لدائرة العلاقات الحكومية في الشارقة لسلحفاة بحرية مريضة أثناء غوص حر بالقرب من جزيرة صير بونعير، وهي محمية بيئية في الخليج العربي بالشارقة، وعند الفحص الدقيق، رأى أن طرق الصيد غير المنتظم تسبب بقطع زعنفة السلحفاة، لذلك أخذ على عاتقه مشروع تأهيل السلاحف الذي ساعد السلحفاة «فرح» كما سماها، على التعافي، وإعادة إطلاقها مرة أخرى. انتهى معالجة فرح إلى العمل على مستوى الإمارات، لإنقاذ السلاحف.

وقرر الشيخ فاهم تخصيص رقم هاتف مجاني وفريق تنسيق لتوجيه عمليات الإنقاذ في جميع أنحاء الإمارات ساهم ذلك في إنقاذ 50 سلحفاة في 2022».

الاستدامة وحلول إبداعية

تسعى شركة «بيئة» شركة الإدارة والاستشارات البيئية للطاقة والتقنية والنقل المستدام الرائدة، والحائزة جوائز في الشرق الأوسط، لتحويل عشرات آلاف الأطنان من القمامة إلى طاقة وطرح حلول مبتكرة في قطاع الاستدامة لتقليل انبعاثات الكربون من القمامة التي تنتجها الإمارة كجزء من التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050.

ولتلبيه هذه الطموحات والالتزامات، أنشأت «بيئة» محطة لتحويل النفايات إلى طاقة في الإمارة تمكنت حالياً من إعادة تدوير 76 ٪ من النفايات. وتعالج المنشأة 37.5 طن في الساعة من النفايات بعد فرزها وإعادة تدويرها لتوليد الطاقة الكهربائية.

وسيصل صافي الطاقة الكهربائية المنتجة إلى 30 ميغاواط والتي سيتم تزويدها مباشرة بشبكة كهرباء الشارقة.

وتهدف بيئة في الشارقة أيضاً إلى أن تصبح أول مدينة في الشرق الأوسط تحقق صفر نفايات في مكب النفايات.

وصرح خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة قائلاً:«هناك إمكانات هائلة تساعد على تحويل النفايات إلى طاقة في الشرق الأوسط وعدم استغلال هذه الإمكانات، سنشاهد مكبات النفايات في كل مكان وستساهم عملية تحويل النفايات إلى طاقة في إيقاف التلوث البصري والبيئي والمساهمة في صنع طاقة نظيفة».

ويضيف الحريمل:«تؤدي المركبات التي تنعدم فيها الانبعاثات والتي يطلق عليها (ZEV) دوراً رئيسياً في تحقيق أهداف انبعاثات صافية صفرية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3cbjh6fm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"