عادي

تعرّف إلى فن العلاج النفسي

22:58 مساء
قراءة 3 دقائق
القاهرة: «الخليج»
يهدف «أنطوني ستور» في كتابه «فن العلاج النفسي»، ترجمه إلى العربية د. لطفي فهيم، إلى تقديم دراسة تمهيدية لممارسة العلاج النفسي، ويتوجه في المقام الأول إلى الأطباء، وغيرهم ممن يستعدون لدورة تدريبية للتخصص في الطب النفسي، وقد يجد فيه القراء بعض الفائدة للإجابة عن أسئلة العلاج النفسي، والغرض منه على أية حال أن يكون ذا فائدة تطبيقية، فالطبيب قليل الخبرة الذي يحس غالباً بالارتباك أمام المريض النفسي المحول إليه للعلاج النفسي لأول مرة قد يتساءل: ترى ماذا أفعل؟ هذا الكتاب يهدف إلى الإجابة عن السؤال.
العلاج النفسي هو فن تخفيف الهموم الشخصية بواسطة الكلام والعلاقة الشخصية المهنية، ونوع العلاج الذي يتناوله المؤلف في هذا الكتاب تحليلي وفردي، أي يشارك فيه فردان فقط: المريض والمعالج النفسي، أما هؤلاء الذين يريدون معلومات عن العلاج النفسي الجمعي أو العلاج الأسري أو الزواجي، أو السيكودراما، أو أي شكل آخر من أساليب العلاج النفسي التي لا تعد ولا تحصى، فلن يفيدهم هذا الكتاب.
يستند العلاج النفسي التحليلي والفردي إلى منهج فرويد، الذي يمكن أن نسميه أبا العلاج النفسي الحديث، فمنذ بدأ فرويد عمله تطور العلاج النفسي في اتجاهات مختلفة، مما ترتب عليه وجود عدد من المدارس ينتمي إليها الاختصاصيون في العلاج النفسي، ومؤلف هذا الكتاب كان تدريبه الأصلي في مدرسة يونج.
يقول المؤلف: «سنشهد قريباً تلاشي مدارس التحليل النفسي بوصفها كيانات مستقلة، لكن التحليل الفردي سيستمر كجزء مهم من تدريب هؤلاء الذين يرغبون في التخصص في العلاج النفسي، وسوف تختفي لافتات يونج وكلاين وفرويد تدريجياً كلما كشفت البحوث عن العوامل العامة التي تقود إلى نتيجة ناجحة في العلاج النفسي، والتي ستكون مستقلة إلى حد كبير».
العلاج النفسي هو مسألة شخصية فردية لكل من المريض والمعالج النفسي، وأي كتاب يحاول أن ينقل شيئاً مما يحدث بالفعل أثناء العلاج النفسي غير التسجيل ومناقشة مختلف المناهج سيخضع لمزاج المؤلف، وربما بدا كتاباً تعليمياً متحذلقاً.
هنا يرى مؤلف هذا الكتاب أن طريقته ليست هي الطريقة الوحيدة للعلاج، فلا يوجد معالج أو نظام أو نظرية بيدها مفتاح فهم البشرية، لكن من الممكن إبراز بعض المبادئ العامة في ممارسة العلاج النفسي والتي تتفق عليها الغالبية العظمى من المعالجين النفسيين، مهما اختلفوا حول النظرية.
يشير المؤلف إلى أن العلاج النفسي هو وسيلة لشفاء الأعراض العصابية أساساً، وقد كان هذا هو الهدف الأول لفرويد عندما بدأ في أواخر القرن التاسع عشر معالجة العصابيين في فيينا، لقد كان هدفه الأول هو إزالة الأعراض العصابية، وبالرغم من أن مرضاه كانوا يعانون أمراضاً عضوية إلا أنهم كانوا يشبهون مرضى الجسم بدرجة ما تسمح بأن نطلق عليهم لقب مرضى.
أما اليوم فإن المعالج النفسي يستثيره أشخاص يشكون من أعراض غير محددة، وليسوا مرضى بالمفهوم الطبي، حيث إنهم يعانون مما يسمى «مشاكل الحياة» وما يبحثون عنه هو معرفة أنفسهم، وتقبل ذواتهم، وطرق أفضل لتنظيم حياتهم، ولذلك فإن العلاج النفسي اليوم أكثر اهتماماً بفهم الأشخاص بشكل عام، وتغيير اتجاهاتهم، بدلاً من إزالة الأعراض مباشرة.
حتى عهد قريب – كما يرى المؤلف – كان العلاج النفسي في أيدي أصحاب العيادات الخاصة بشكل كبير، كما كان في متناول القادرين على الدفع للبحث المطول في مشاكلهم الشخصية، أما الأطباء النفسيون العاملون في خدمة الدولة فكانوا مهتمين بعلاج مرضى العقل الذهانيين والعناية بهم، ولهذا مالوا للطرق الفيزيقية للعلاج أكثر من ميلهم إلى العلاج النفسي، ومنذ تزايد انتقال الطب النفسي من إطار مستشفى الأمراض العقلية إلى العيادات الخارجية والمستشفى العام، أصبح الأطباء النفسيون الذين يعملون ضمن الخدمة الصحية أكثر اهتماما بعلاج العصاب.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc2wv5xv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"