عادي
مجلس الخليج الرمضاني في ضيافة حسين لوتاه

غرس قيم الاستهلاك والمسؤولية أفضل ممارسات الاستدامة

01:55 صباحا
قراءة 4 دقائق
مجلس رمضاني تصوير: (( هيثم الخاتم ))

دبي: سومية سعد

طالب المشاركون في مجلس «الخليج» الرمضاني الذي استضافه المهندس حسين ناصر لوتاه، مدير عام بلدية دبي السابق، بإنشاء مختبرات لتطبيق أفضل الممارسات على أرض الواقع، واستخدام أدوات الابتكار والعصف الذهني لتحفيز التفكير المبتكر في كافة المجالات، خصوصاً في مجال الاستدامة البيئية، ولفتوا أيضاً إلى ضرورة تقليل الهدر وترسيخ ثقافة الاستهلاك المعتدل.

أكد المشاركون أن حكومة الإمارات قطعت شوطاً كبيراً لتكون مركزاً رائداً في مجال الاستدامة البيئية القائم على الابتكار، مشيدين بجهود الدولة في هذا المجال، سواء بالدعم المادي أو المعنوي، فضلاً عن المتابعة الحثيثة للقيادة الرشيدة، من أجل تحسين البيئة، لافتين إلى أن استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف (كوب 28) في مدينة «إكسبو دبي» نهاية العام الجاري، تأتي انطلاقاً من مفهوم أننا جميعاً سكان «عالم واحد»، مطالبين بتشديد الرقابة على المصانع التي تزيد بها نسبة التلوث ومحاولة الحد منها.

1
مجلس رمضاني تصوير: (( هيثم الخاتم ))

الاهتمام بالبيئة

واستهل المهندس حسين ناصر لوتاه حديثه في المجلس بالترحيب بالمشاركين والحضور، وقال: «نحن الذين نعيش الآن فوق هذه الأرض، مسؤولون عن الاهتمام ببيئتنا تحت ظل قيادتنا الرشيدة، من أجل المضي قدماً نحو مزيد من النمو والازدهار، بما يعزز البيئة المستدامة، والوصول إلى الاستراتيجية المثلى لتطبيق المفاهيم التي ترسخ مبدأ الاستدامة، والعمل على تطوير السبل للوصول إلى مسار حياة مستدام وفعال، سعياً إلى تعزيز الجهود التي تقوم بها الدولة في ترسيخ مفهوم الاستدامة في المجتمع».

وطالب بدراسات وإنشاء مختبرات لتطبيق أفضل الممارسات على أرض الواقع، وتنفيذ مختبر الابتكار واستلهام الأفكار المبتكرة، وكيفية تعزيز آلية متابعة التنفيذ، واستخدام أدوات الابتكار وأدوات العصف الذهني لتحفيز التفكير المبتكر.

وأضاف أن استضافة مؤتمر الأطراف (كوب 28)، تؤكد ما تتمتع به الدولة من وفرة في مشاريع الطاقة الشمسية، وأن هذه المشاريع تعكس الرؤية الحكيمة لقيادة دولة فيها الكثير من الموارد الهيدروكربونية التي تحول 25% من إنتاجها من الطاقة إلى الطاقة النووية السلمية.

تجسيد للرؤية

وقال حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم السابق، إن إعلان عام 2023 «عام الاستدامة» يأتي تجسيداً للرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة نحو بناء مستقبل مستدام وأكثر إشراقاً للأجيال الحالية والقادمة، موضحاً أن ديننا الإسلامي حثّنا على مفهوم الاستدامة وكفاءة استخدام المياه، ونهى عن تدمير الأشجار، وتجنب إهدار الموارد والتسبب في التدهور البيئي، كما أمرنا بعدم الإسراف، وهذا ينطبق على كل شيء في الحياة، سواء كان هدراً في الطعام أو الماء أو الكهرباء أو حتى إضاعة الوقت، لكن غالباً ما تُقابل وفرة النعمة بسلوكيات مفرطة ومهدرة.

ودعا القطامي أولياء الأمور إلى غرس قيم الاستهلاك المسؤول والاستدامة في نفوس الأبناء، ورفع المستوى البيئي والتعرف إلى مشاكل بيئة الإمارات والعمل على الحلول المناسبة لهذه المشاكل، والسعي لدى الجهات المختصة من أجل سن القوانين الخاصة بحماية البيئة.

رجل البيئة

وقال سيف أحمد الغفلي الرئيس التنفيذي في مجموعة شركات «أدنوك»: «يعد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رجل البيئة الأول، وهو ما ظهر من خلال جهوده الحثيثة في هذا المجال، حيث شغلت البيئة اهتمامه وفكره، منطلقاً من قاعدة تؤمن بضرورة المزاوجة بين التنمية والبناء والحفاظ على البيئة».

وأضاف أن دولتنا تعد نموذجاً عالمياً فريداً في حماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية. وقال إن الإمارات تلعب اليوم دوراً بارزاً في مجال حماية البيئة، إضافة إلى بناء قدراتنا في استشراف المستقبل والتنبؤ بالاحتمالات، وتوفير قاعدة بيانات، كما استعرض عدة مشاريع للاستدامة، منها مترو دبي، واستخدام المفاعلات النووية في الطاقة الشمسية، والتي وصفها بالخيار الأمثل للدولة؛ كونها آمنة وصديقة للبيئة وتقنية مثبتة علمياً ومجدية تجارياً، وتوفر كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية مع انعدام الانبعاثات الكربونية الضارة تقريباً.

تقليل التلوث

وطالب محمد عبدالرحمن الأحمد وكيل وزارة الخارجية لشؤون التعاون الدولي السابق، الجهات المعنية بمحاولة تقليل التلوث في المنشآت النفطية، حتى وإن تطلب الأمر التقليل على حساب الربح.

كما طالب أيضاً بضرورة تبنّي التقنيات الحديثة في الزراعة لزيادة إنتاج المحاصيل؛ الأمر الذي يتطلب من المزارعين الاهتمام وبذل مزيد من الجهد، والابتكار في زيادة إنتاجية الأراضي الزراعية من المحاصيل المتنوعة، خصوصاً أن الدولة توفر البيئة المناسبة لتحقيق ذلك، حيث إن استراتيجية الإمارات في مجال الأمن الغذائي تصنّف ضمن أفضل 10 استراتيجيات في العالم.

الدعم المالي

وأثنى المهندس محمد عبدالكريم جلفار، مساعد المدير العام لقطاع الدعم المؤسسي في بلدية دبي سابقاً، على الدعم المالي للحكومة لتوفير التدفقات المالية، وكذلك الجهود في مواجهة التحديات من خلال مبادرات الاستدامة، حيث تستفيد من التطورات التقنية الهائلة، والتكامل بين الطاقة النظيفة وإنتاج المياه، ومراعاة الاستهلاك الرشيد للحفاظ على الموارد.

كافة التدابير

وقال عبيد سالم علي الشامسي، عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم الإماراتي، إنه لابد من وجود دراسات على مستوى الدولة في مجال الزراعة، وذلك من أجل زيادة الزراعة في المناطق الصحراوية، وأخذ كافة التدابير الصارمة بشأن قطع أي أشجار محلية، وبشكل خاص أشجار «الغاف»، لما لذلك من آثار سلبية هائلة في التنوع البيولوجي المحلي.

مزارع سمكية

ويرى سعود الحميدان وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية المساعد للشؤون الفنية سابقاً، أنه لابد من حماية البيئة البحرية والحد من التجاوزات فيها، وخاصة من المصانع والعمل على إنشاء مزارع سمكية، وتوفير مخزون سمكي على مدار العام، مؤكداً دعم القيادة وتحفيزها الدائم لتحقيق الأهداف والوصول إلى نتائج واقعية مشرفة.

غرس المفاهيم

وتحدث خالد شريف العوضي، المدير التنفيذي لقطاع البيئة والصحة والسلامة في بلدية دبي سابقاً، عن ضرورة غرس المفاهيم في الأمن الغذائي، وطالب بالتوعية بأهمية تقليل الهدر، كونه جزءاً مهماً ورئيسياً من منظومة الأمن الغذائي، ما يحتم توعية المجتمع ونشر الثقافة الإيجابية في صفوف المجتمع وشرائحه المختلفة.

توعية الأفراد

ودعا جمعة الفقاعي الخبير في بلدية دبي، أولياء الأمور، إلى غرس قيم الاستهلاك المسؤول والاستدامة في نفوس الأبناء، وتوعية الأفراد لتقليل الهدر، والمحافظة على سلامة الغذاء، وتعزيز القدرة على الجاهزية للمخاطر والأزمات، وخلق مستقبل إيجابي مستدام، من خلال إطلاق طاقات جيل جديد من الكوادر البشرية التي تستطيع أن تعمل ضمن منظومة متكاملة، تتضمن البحث العلمي والتطوير والابتكار والأعمال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ny9axxk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"