أصحاب الخير

02:15 صباحا
قراءة دقيقتين

أوجه تقديم الخير، وتقديم الصدقات في دولة الإمارات أكثر من أن تذكر، ووفرت الدولة لأجل ذلك طرائق ووسائل متعددة وكثيرة وفي كل الأنحاء، فضلاً عن تيسير التبرع أو تقديم الخير بالوسائل التقنية المتوافرة.

بعض الممارسات الخطأ كانت لها الدولة بالمرصاد، وليس آخرها قرار وزارة تنمية المجتمع، بتفعيل مواد القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2021، بتنظيم التبرّعات ولائحته التنفيذية، الذي يتوافق مع تقاليد دولة الإمارات وثقافتها ويجيز لأفراد المجتمع تقديم التبرعات العينية أو المالية للجمعيات الخيرية المرخّصة، أو إيداع التبرعات في الصناديق المتوافرة في المراكز التجارية والأماكن العامة، وإعداد الطعام أو شراؤه وتوزيعه على الأسر في الحي، أو توزيع وجبات الإفطار والتمر على المارّة، أو وضع صناديق الماء في المساجد؛ فكل تلك العادات الأصيلة لا تخالف القانون، مادامت لا يحصل عبرها أي نوع من أنواع جمع المال والتبرعات لأغراض غير قانونية.

الوزارة منعت المطاعم من القيام بدور ليس منوطاً بها في الأساس، وحظرت عليهم تعهيد إعداد وجبة إفطار صائم، مقابل مبلغ يدفع للمطعم، ويعدّ مخالفة صريحة للقانون، فلا يمكن التأكد من وصول المساعدة إلى مستحقيها. كما أنه ليس من اختصاص المطاعم، البحث عن المحتاجين أو توزيع التبرّعات من الطعام والشراب، ما يجعل المتبرعين عرضة للاحتيال والاستغلال.

الوزارة بهذا الفعل لم توصد أبواب فعل الخير، ولكنها جعلته في مقامه السليم، تفعيلاً لنصّ القانون الذي «يحظر على الشخص الطبيعي إقامة أو إتيان أي فعل، بهدف جمع التبرعات أو قبولها من الجمهور بأي وسيلة من وسائل الجمع، إلا بعد الحصول على تصريح يحدد آلية الجمع وقنواته».

الهدف من قانون تنظيم التبرّعات وحماية أموال المتبرعين، إيصال التبرعات إلى المستحقين، وحدّد القانون لمن تثبت مخالفته البنود واللوائح المنصوص عليها، عقوبة الحبس والغرامة التي تصل إلى 500 ألف درهم.

من أراد إطعام صائم فله ذلك، ومن أراد التبرع بوجبة «كسر صيام»، فله ذلك أيضاً، ومن أراد كسوة يتيم أو حفر بئر أو تعليم أطفال، أو البرّ بالوالدين، او جميع أنواع الصدقات، فقد أصبحت على بعد «كبسة زر» بهاتفه، وكلنا نعلم كم عدد الجمعيات الخيرية والمؤسسات المعنية بعمل الخير المنتشرة في جميع أنحاء الدولة، ولديها ما يكفي من الصلاحيات والخدمات اللوجستية والمعرفة التامة بالفقراء والمحتاجين داخل الدولة وخارجها.

فهذه المؤسسات وفرت على فاعلي الخير الكثير، ويمكن عبرها أيضاً كمبادرة «مليار وجبة»، أن يكون فعل الخير الذي ننشده مستداماً، بالوقف الذي أطلقته، فالخير الذي يصل إلى مستحقيه يكون أقله كثيراً عليهم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/42ke52ud

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"