مدارس الأجيال

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

مدارس الأجيال نمط تعليمي، يجمع المعارف والعلوم الوطنية بالمناهج الدولية، ليصطحب الأجيال إلى التعليم العالمي، الذي يستند إلى المهارات والعلوم المتقدمة، مع الاعتزاز باللغة العربية أحد مكونات الهوية الوطنية بالإمارات ودستورها وقيمها الدينية والوطنية والاجتماعية والإنسانية.
وتكمن أهمية هذا النموذج في تركيزه على الارتقاء بمستوى المخرجات في المواد العلمية التي باتت مطلباً ملحاً في سوق العمل الراهن والمستقبلي، إذ أفرزت عملية الدمج بين المناهج الوطنية والدولية، مساراً جديداً لتوسيع آفاق المخرجات، وتعزيز مفاهيم التنوع الثقافي والمهاري والمعرفي للطلبة.
المشروع التعليمي الوطني يعمل وفق 3 مراحل، إذ اشتملت المرحلة الأولى العام الدراسي الجاري، على 10 مدارس، بواقع مدرستين في دبي «المزهر، آل مكتوم» واثنتين في الشارقة «القرائن، والفرقان»، واثنتين في رأس الخيمة «الوادي والمعيريض»، ومدرسة واحدة في كل من عجمان وأم القيوين والفجيرة.
تشمل مستهدفات المرحلة الثانية 8 مدارس، لتضم مدرستين في عجمان، واثنتين في دبي، ومدرستين في الشارقة والشرقية، ومدرسة في الفجيرة وأخرى في رأس الخيمة، ويظل الميدان التربوي في حالة ترقب لقوائم مدارس الأجيال في المرحلة الثالثة التي تضم 10 مدارس جديدة، ويبدأ تشغيلها في العام 2024-2025.
يأخذنا برتوكول تلك المدارس إلى شراكة عميقة بين القطاعين الحكومي والخاص للمرة الأولى، إذ إن المدارس «حكومية» وتدار بمعرفة شركات تعليمية عالمية «خاصة»، بإشراف مباشر من مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي التي تعد الجهة المسؤولة عن إدارة التعليم الحكومي في الدولة.
نعم مزايا كثيرة واتجاهات تعبر عن فكر جديد في المنظومة، ولكن مازال لدينا ما نسأل عنه.. كيف يتم اختيار الكوادر التدريسية والإدارية والفنية ذات المهارات والقدرات المتميزة؟ لاسيما أن هذا النموذج يحتاج إلى تحقيق توازن دقيق عند استقطاب الكوادر من دون تغليب عنصر على آخر، لنلبي الاحتياجات ونحقق الطموحات والمستهدفات. 
والجانب الذي يثير المزيد من التساؤلات، يكمن في الوعود السابقة من القائمين على المشروع، بإتاحة فرصة الالتحاق لجميع طوائف المتعلمين وفق معايير واشتراطات محددة، إذاً أين نصيب هذه الشريحة الطلابية للتسجيل في تلك المدارس؟ وهل حقاً هناك نسبة محددة للمتعلمين المقيمين؟ وإن وجدت متى سيتم تفعيلها؟ لاسيما أنه تم الإعلان عن قائمة المرحلة الثانية.
أسئلة كثيرة تجوب الميدان، وتحتاج لإفادة عاجلة وواضحة، فالتعليم بأنماطه كافة وُجد للجميع، ولا يجوز أن يقتصر على شريحة دون الأخرى، ومدارس الأجيال محلية الصنع، ولكن عالمية المخرجات، ومن الطبيعي أن يلهث وراءها أولياء الأمور وأبناؤهم، وتنوع أنماط التعليم يأخذنا لجودة المخرجات، وتعدد جنسيات المتعلمين يحقق عمقاً فكرياً وثقافياً وعلمياً عالمياً.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9ybfbh

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"