«وأخيراً».. التفصيل والتفضيل

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

نجاح أي ثنائي في عمل وتعلق الجمهور به، إنما هو نجاح يرتكز على ما نسميه كيمياء بين البطل والبطلة، لغة مشتركة يجيدان التواصل من خلالها ليبدو كل مشهد بينهما طبيعياً يصدقه المشاهدون، لكن هذا لا يكفي، إذ لا بد من وجود نص قوي ومتماسك، وإخراج ذكي يعلي من شأن العمل ويقود فريق العمل بحرفية؛ لذلك لا يمكن الرهان على نجاح ثنائية نادين نسيب نجيم وقصي خولي في أعمال سابقة، لاسيما مسلسل «٢٠٢٠»، كي يتم تشكيل توليفة على مقاسهما ويبدو المسلسل بشكل واضح وصريح أنه يتمحور حولهما ويبرزهما على حساب باقي الشخصيات كما شاهدنا في مسلسل «وأخيراً». 
أسامة عبيد الناصر نجح في إخراج المسلسل أكثر من التأليف، نجح في التشويق و«الأكشن» بينما القصة بناها على مجموعة قضايا اجتماعية استقاها من واقع الحياة في لبنان اليوم، لكنها بدت مركبة وغير متأصلة، لأنه لم يوزع القضايا على الشخصيات، بل حصرها في البطلين وهو أكبر عيوب المسلسل، حيث بدا ظاهراً جداً أن ياقوت (قصي خولي) وخيال (نادين نسيب نجيم) هما كل شيء وباقي النجوم من حولهما لا دور لكل منهم سوى المساندة، خصوصاً الفتيات اللاتي اختطفن مع خيال، كلهن ضعيفات عاجزات، بينما خيال هي المتمردة القوية الذكية، مهما ضربوها وطعنوها بالخنجر وربطوها.. تنهض وتكمل تماماً كما يفعل توم كروز ويفعل جيمس بوند في السينما.. لا منطق في تحميل خيال كل هذه القدرات والطاقة والذكاء حتى طغت شخصيتها على شخصية ياقوت نفسه، وكالعادة هي الفتاة الوحيدة التي يتنافس على حبها رجلان وأكثر. 
مواقف مفتعلة، حرب عصابات وأزمات اقتصادية أقحمها الكاتب بلا أي داع مثل اقتحام ياقوت البنك وتهديد المدير وأسْر العملاء من أجل الحصول على أموال والده. 
المسلسل افتقر لعوامل مهمة كان من الممكن أن تجعله دراما واقعية بلا تفصيل ولا تفضيل؛ فقد نجح بفضل حب الجمهور لنجومه الذين تألقوا بالأداء بنسب متفاوتة، وبفضل «الأكشن» والمواقف الإنسانية الكثيرة التي تلمس قلوب الناس، وخيراً فعلوا باقتصاره على ١٥ حلقة، ولا يجوز المط فيه ولا تقديم جزء ثان منه، كما يوحي الختام الذي يلمح الى أنه ليس آخراً، وأن القصة لها تكملة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/27e4bv5z

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"