عادي
23 عاماً من العطاء والتفاني من أجل الآخرين

خليل المنصوري:التطوع ثقافة إنسانية راسخة

23:06 مساء
قراءة 4 دقائق

أم القيوين: محمد الماحي

التطوع في أم القيوين ثقافة إنسانية راسخة، قائمة على خدمة الوطن والإنسانية في آن واحد، وسطّر المتطوعون فيها قصصاً بطولية في العطاء والتفاني من أجل الآخرين، في كل الأحداث والمناسبات التي تشهدها الإمارة، وباتوا يشكلون كلمة السر في إنجاح الكثير من المهام الجسام في مختلف المواقع والأوضاع.

2
خليل المنصوري

لبّى عدد من المواطنين والمواطنات من مختلف الأعمار، والثقافات، والمستويات التعليمية نداء الوطن بدافع الحب وردّ الجميل، والمشاركة بمساندة الجهود الوطنية في مختلف المجالات، اجتمعوا تحت مظلة هدف واحد وهو خدمة الإمارات والإنسانية، ومضوا قدماً نحو سلامة المجتمع متحلّين بقناعة أن الجميع مسؤولون عن الجميع، ورافعي شعار التضامن والتكاتف والتعاون مع كل المؤسسات داخل الإمارة، دعماً لأدوارها التنموية والوطنية، ليجسدوا بذلك أبلغ صور العطاء.

صورة مختلفة

وتنتشر مظاهر التطوع في الإمارة بأشكال وصور مختلفة، مستهدفة كل من يحتاج إلى المساعدة، أفراداً أو مؤسسات، أو حتى حيوانات..

«الخليج» التقت المتطوع خليل يوسف المنصوري (47 عاماً) أحد سفراء مواقع التواصل، ورائد العمل التطوعي لأكثر من عقدين، للحديث عن تجربته الطويلة مع التطوع وأهم التحديات والدروس المستفادة.

وضرب المنصوري أروع الأمثلة للتطوع الفردي، بتطوعه في «الهلال الأحمر» 23 عاماً، قضى منها 19 عاماً في أبوظبي، ثم انتقل إلى أم القيوين لإكمال المشوار في خدمة الوطن. واضعاً الوطن في حدقتي عينيه، بتطوعه في كل الأحوال الاستثنائية، مقدماً التسهيلات اللازمة لطالبي الخدمات بأريحية تثلج صدورهم، وتبدد مخاوفهم وتدخل الطمأنينة في نفوسهم، ولسان حاله يقول إن ساعة تطوع تؤديها فداءً للوطن، تعد أغلى من الصحة والمال.

وقضى المتطوع خليل المنصوري، العام الماضي 2883 ساعة تطوعية مع «الهلال الأحمر» مركز أم القيوين، بذل خلاها جهوداً مقدرة، وأدى دوراً فاعلاً في تجسيد الأهداف والمبادئ السامية التي تسعى الهيئة لتحقيقها على أرض الواقع، عبر برامجها وأنشطتها الممتدة لكل صاحب حاجة داخل الإمارة.

مراتب النجاح

ولم يقتصر تطوع المنصوري، على أنشطة «الهلال الأحمر» فقط، بل امتد ليشمل كبار المواطنين وأصحاب الهمم، لحاجة تلك الفئات للعناية، وتقديم أفضل الخدمات لهم.

وقال «تعلمت الكثير من تجربتي متطوعاً مع أصحاب الهمم، إذ طالما ألهموني بأن الإرادة تقهر المستحيل، وأن لكل إنسان نقطة قوة يستطيع بها الإبداع وبلوغ أعلى مراتب النجاح».

وأكد المنصوري الذي يعمل أمين الصندوق في جمعية الإمارات، لأصدقاء كبار المواطنين ومدير العلاقات العامة لمنطاد الإمارات، أن العمل التطوعي في الإمارات رسّخ مفاهيم العمل الخيري عند المواطنين والمقيمين، خصوصاً الشباب. كما أنه أصبح منهاج حياة يتميز به مجتمعنا الإماراتي، فهو يدرك أهمية التطوع.

وأضاف «على الرغم من انشغالاتي الكثيرة وكوني موظفاً وربّ أسرة لها اهتماماتها ومسؤوليتها، فإنني أدرك تماماً أن العمل الخيري جزء لا يتجزأ من حياة الإماراتي. وما نشهده اليوم من مكانة مرموقة لدولة الإمارات في العمل التطوعي دولياً، يدفعنا إلى مواصلة الجهد والعطاء في هذا الميدان الإنساني، الذي تركت فيه دولة الإمارات بصمات ناصعة في مختلف أرجاء العالم».

مشاركات خارجية

وأشار إلى أن له مشاركاته التطوعية الكثيرة خارج الدولة، لتنفيذ عدد من الأعمال الخيرية الإنسانية. وأنه استلهم قيم العطاء والبذل وحب الخير من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراهما، ومن قيادتنا الرشيدة الذين جعلوا من التطوع أسلوب حياة. كما أن مشاركته وغيره في العمل التطوعي تعني ترسيخ ثقافة مهمة والحرص على نقلها إلى الأجيال المقبلة.

ويوضح، أن العمل التطوعي يشجع على تبلور الشخصية، وينمّي الشعور بالمسؤولية ويعزز الوعي الاجتماعي، ويسهم في تكوين أخلاقيات العمل والقيم الاجتماعية والعمل الجماعي البنّاء، وإعداد كوادر مواطنة قادرة على تحمل مسؤولية البناء والتنمية لوطنها، ونشر ثقافة التعاون والتكافل الاجتماعي. مبيّناً أنه لم يترك مكاناً أو دعوة للعمل الجماعي إلا استجاب لها، رغبة في نشر ثقافة العمل الخيري والتطوعي. داعياً كل الشباب والشابات إلى الانخراط في العمل الطوعي، لما له من فوائد عدة سوف يلحظونها عندما يشاركون فيه.

وتابع «أنا كغيري من كثير من المواطنين أصبح التطوع لدينا شيئاً رئيساً، وليس تكميلياً يدخل في تفاصيل الحياة اليومية، لأن القيادة الرشيدة تحرص على دعم القيم الإنسانية وترسيخ ثقافة العمل التطوعي، إيماناً منها بأنها رافد أساسي من روافد تنمية المجتمع والنهوض بمكانته، ما جعل هذه الثقافة راسخة في نفوس أبناء الوطن ومتجذرة في وجدانهم، عززتها قيم التسامح والتعايش مع الآخرين».

مهارات جديدة

وعن مزايا التطوّع وثماره يقول: فضلاً عن بناء صداقات تدوم مدى الحياة، تزداد ثقتك بنفسك، وتتحقق لك المنفعة من المشاركة في شيء ذي شأن، يصقل حسن تقديرك للهدف والرؤية. وفوق ذلك، يعينك العمل التطوعي على تحصيل منافع ومهارات جديدة تصاحبك في مكان العمل. لافتاً إلى أن خبرته التطوعية أسهمت إسهاماً كبيراً فيما يضطلع به الآن، وهي مسؤول الاستراتيجيات والأداء.

وأضاف قائلاً «لقد اكتسبتُ مهارات إدارة الأفراد، وتعلمتُ كيفية العمل مع المجموعات، وعزّزتُ مهارات التنسيق والتواصل لديّ».

ودعا الجهات المعنية بالتطوع استقطاب المتطوعين، وتدريبهم وتأهيلهم، حتى يكونوا فاعلين بالمجتمع، عبر مشاركتهم بالفرص التطوعية المحلية والدولية الهادفة، وتعزيز ثقافة العمل التطوعي بين الشباب وتمكينهم من خدمة المجتمعات والإنسانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ku9ac5n

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"