إنسانية زايد.. نهج خالد

01:58 صباحا
قراءة دقيقتين

يونس ناصر

الإنسان في فكر المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو الغاية والوسيلة، ومحور الغايات السامية كلها، وقد بذل الشيخ زايد، رحمه الله، الجهود الجبارة والعمل الدؤوب، ونكران الذات، والاستعداد اللامحدود لتقديم أغلى التضحيات من أجل قيام الاتحاد، ليتبوأ أبناء شعبه المكانة التي تليق بهم، والحياة الحرة الكريمة، ورخاء العيش الذي يستحقه. ولم يدّخر جهداً لتحقيق هذا الحلم، حتى تمّ له ذلك، بعون الله، وهمّة إخوانه المؤسّسين الأوائل، رحمهم الله جميعاً، فكانت دولة الإمارات العربية المتحدة دولة الإنسان، الهدف الأغلى والأسمى للاتحاد، فهو ثروة الثروات التي لا تنضب، ورأس المال الحقيقي وصاحب الحق الأول فيه، كما أنه المقصد الأسمى لكل قول وعمل.

غير أن هذا الاستحقاق في فكر الشيخ زايد، رحمه الله، لم يرتكز على الجانب المادي فقط، وإنما ارتكز على بناء الإنسان، عقلاً، وثقافة، ومعرفة، وعلماً، وعملاً، قبل البناء المادي من بنى تحتية وغيرها، رغم الحاجة الملحّة إليها، حيث إن الإنسان يشكّل بؤرة اهتمامه، باعتباره محور التنمية وصاحب المصلحة الحقيقية في عملية النهوض والبناء، وعليه فإن عملية بناء الإنسان تتقدم على كل التفاصيل الأخرى، على أهميتها.

وبسبب من تكوينه القيادي المبكر، وملامسته آمال الناس ومشاغلهم، وقربه من حاجاتهم وأحلامهم، وامتزاجاً بعاطفة إنسانية جيّاشة، تجوهرت علاقته بشعبه وتفاعلت، وتمخضت عن تحقيق الكثير من الأحلام والطموحات في تعبير صميمي عن الحب الكبير الذي يكنّه لأبناء وطنه، واستعداده اللامحدود للعمل على تحقيقها، مهما كلّف ذلك من تضحيات، يستحقها هذا الهدف السامي، من قبل أن يكون حاكماً، وقبل أن تتوفر المستلزمات التي تعينه على ذلك، بل تعب كثيراً في توفير ما يمكن توفيره منها، فلم يثنه شحّ الموارد، ولم تنل من عزيمته قلّة الإمكانات، بل كانت خططه أوضح وأرسخ، وعزيمته أقوى، وخطواته أثبت، وآماله أوسع، وطاقاته الروحية أصلب من كل تلك التحديات.

إن السعادة تُصنع ولا تُمنح، وقد صنع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، السعادة لأبناء شعبه، وحقق لهم مكتسبات خالدة، وامتدت أياديه البيضاء إلى كل الناس، من كل الشعوب والدول، التي تعاني الكوارث الطبيعية، وتقديم المساعدات الإنسانية التي تنقذهم من المآسي والمعاناة، وكذلك بناء المدارس والجوامع والكليات والمستشفيات، وتقديم المعونات المادية والعينية لكل محتاج، وغيرها الكثير من تفاصيل الحياة الأساسية، من دون النظر إلى العِرق، أو اللون، أو الدين.. وبما يرفع عن مستحقيها الآلام، ويداوي الجراح، ويحفظ كرامة الإنسان في كل مكان. وقد أرسى بذلك، طيّب الله ثراه، أسس العطاء الإنساني المتفرد ما شكّل علامة ساطعة من علامات دولة الإمارات وأصالتها وقيمها وتقاليدها، ونهجاً عميقاً تسير عليه القيادة الرشيدة، وشعب الإمارات، تلك القيم الخالدة التي أصبحت، وستبقى، مثار تقدير شعوب العالم كافة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yckkp2zf

عن الكاتب

كاتب وشاعر

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"