عادي

المتسبب في «مجزرة غابة شاكاهولا» يواجه تهم الإرهاب

23:05 مساء
قراءة 3 دقائق

ماليندي - أ ف ب

يواجه قسّ كيني متهم بتحريض أتباعه على تجويع أنفسهم حتى الموت تهمة «الإرهاب» بعد وفاة أكثر من 100 شخص عُثر على جثثهم فيما بات يُعرف ب«مجزرة غابة شاكاهولا»، بحسب ما أعلن مدعون بعد جلسة محكمة الثلاثاء.

وقد سبّب اكتشاف هذه المقبرة الجماعية الشهر الماضي في غابة قرب بلدة ماليندي صدمةً في هذا البلد.

وأمام محكمة ماليندي مثُل القسّ بول نثينغي ماكنزي، الذي أسس كنيسة «غود نيوز» في 2003، والمتّهم بتحريض أتباعه على الموت جوعاً من أجل الجنة.

وغصّت القاعة بأقارب الضحايا، فيما اقتاد ستة شرطيين ماكينزي وثمانية متّهمين آخرين. وتأكّد حتى الآن وفاة ما مجموعه 109 أشخاص، غالبيتهم أطفال. وأجريت أولى عمليات التشريح الاثنين لجثث تسعة أطفال وامرأة.

وأكّد تشريح الجثث أنّ سبب الوفاة هو الجوع، علماً بأن بعض الضحايا قضوا اختناقاً وفق السلطات.

وبعد جلسة استماع قصيرة تم نقل القضية إلى المحكمة العليا في مدينة مومباسا، ثاني أكبر مدن كينيا، حيث سيواجه المشتبه بهم تهماً بالإرهاب، بحسب ما أعلنت المدعية فيفيان كامباغا.

وقالت أمام المحكمة في ماليندي: «هناك محكمة في مومباسا مخولة بالنظر في القضايا المدرجة بموجب قانون منع الإرهاب». وطالبت بنقل القضية إلى المحكمة العليا. وإضافة إلى تهم الإرهاب سيواجه ماكينزي تهم القتل، والخطف، والمعاملة القاسية للأطفال من بين عدة جرائم أخرى بحسب وثائق قضائية.

ومثُل أيضاً القس الثري إيزكييل أوديرو، المعروف بخطبه على شاشات التلفزيون، أمام المحكمة في مومباسا في أعقاب توقيفه الخميس الماضي. ويُشتبه بأنّ أوديرو ارتكب جرائم قتل، ومساعدة على الانتحار، وخطف، وتطرّف، وجرائم ضد الإنسانية، وسوء معاملة الأطفال، واحتيال، وغسل أموال.

سمحت المحكمة في مومباسا الثلاثاء للشرطة باحتجاز أوديرو حتى جلسة استماع مقررة في 4 مايو/ أيار الجاري. ورفضت طلب الادعاء توقيفه 30 يوماً إضافية.

وقال دانتسون أوماري، وهو أحد أعضاء فريق الدفاع عن أوديرو: «من المقرر أن يكون في المحكمة الخميس. سيكون في المحكمة الساعة التاسعة صباحاً، وسيتم إطلاق سراحه أو توجيه اتهامات له».

ويشير الادعاء إلى معلومات موثوق بها تربط بين الجثث التي عُثر عليها في شاكاهولا ووفاة العديد من «الأتباع الأبرياء والضعفاء» من كنيسة «نيو لايف» التي أسّسها. بينما أكد محامٍ آخر للقس أوديرو يُدعى كليف أومبيتا للصحفيين الثلاثاء عدم وجود أدلة تربطه بالجثث في شاكاهولا. وأضاف: «يجب تقديم الأدلة. هذه قضية يجب إثباتها».

واحتشد عدد من أنصاره أمام المحكمة، وغنوا، وصلّوا، واغرورقت عيون بعضهم بالدموع.

وكان ماكينزي سائق سيارة الأجرة السابق سلّم نفسه في 14 إبريل/ نيسان بعدما توجّهت الشرطة بناء على معلومات إلى غابة شاكاهولا، حيث عُثر على 30 مقبرة جماعية.

ويؤكد المدّعون العامّون وجود صلة بين أوديرو وماكينزي، ويقولون في مستندات المحكمة إنّ الاثنين يتقاسمان «تاريخاً من الاستثمارات التجارية» بينها محطة تلفزيونية تُستخدم لبثّ «رسائل متطرفة».

وبرزت تساؤلات حول كيفية تمكّن ماكنزي الذي له سجلّ في التطرّف من الإفلات من قوات الأمن رغم شهرته ووجود دعاوى قانونية سابقة بحقّه.

ودفعت الأنباء الصادمة بالرئيس وليام روتو للتعهد بقمع «الحركات الدينية غير المقبولة»، وسلطت الضوء على فشل جهود ضبط جماعات دينية مارقة. وسيشكّل روتو هذا الأسبوع قوة مكلفة بضبط الأنشطة الدينية في كينيا، حيث يبلغ عدد الكنائس نحو 4000 وفق ما أعلن وزير الداخلية كيثوري كينديكي الاثنين.

وقال الوزير إنّ من واجب الحكومة أن «تكفل عدم انتهاكنا الحق المقدس المتمثل في حرية العبادة، والرأي، والمعتقد».

وتابع: «لكن في نفس الوقت لا يمكننا أن نسمح لمجرمين بإساءة استخدام ذلك الحق لإيذاء أشخاص، وقتلهم، وتعذيبهم، وتجويعهم حتى الموت».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8x3y47

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"