عادي

كيشيدا يزور سيؤول لـ«دفن الخلافات التاريخية» في مواجهة بيونغ يانغ

16:46 مساء
قراءة 3 دقائق
سيؤول -أ ف ب
يزور رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في نهاية الأسبوع كوريا الجنوبية، فيما يسعى البلدان إلى دفن الخلافات التاريخية وإعادة إطلاق علاقتهما بمواجهة التهديد المتزايد من كوريا الشمالية. وهذه الرحلة التي تبدأ الأحد وتستمر يومين ستكون أول زيارة رسمية يقوم بها زعيم ياباني إلى سيؤول منذ أكثر من عقد.
وسيلتقي كيشيدا الرئيس يوون سوك يول الذي جعل من إعادة العلاقات مع اليابان أولوية، وذلك بعد أسابيع فقط من زيارة الرئيس الكوري الجنوبي طوكيو في آذار/مارس.
كذلك، عاد يوون أخيراً من زيارة دولة لواشنطن، حيث التقى الرئيس جو بايدن ووقّع اتفاقاً يهدف إلى تعزيز الحماية النووية التي تقدمها الولايات المتحدة لكوريا الجنوبية.
والعلاقات بين البلدين، الحليفين الإقليميين الرئيسيين للولايات المتحدة، متوترة منذ فترة طويلة بسبب الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية بين عامَي 1910 و1945. لكنّ يوون الذي تولى منصبه العام الماضي، تعهّد دفن الخلافات التاريخية، وأعلن خطة لتعويض ضحايا اليابان الكوريين الذين فرض عليهم العمل القسري في زمن الحرب.
ويقول خبراء إن هدفه النهائي يتمثّل في تعزيز الأمن الإقليمي لمواجهة التهديدات التي تمثلها كوريا الشمالية.
وأوضح الباحث في معهد أسان للدراسات السياسية في سيؤول تشوي أونمي أن «العلاقة بين كوريا واليابان تُعرف بأنها الحلقة الأضعف في التعاون الثلاثي مع الولايات المتحدة».
وتأتي جهود تعزيز التعاون العسكري فيما يضاعف زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-أون الذي أعلن العام الماضي، أن وضع بلاده كقوة نووية «لا رجعة فيه»، عملية تطوير الأسلحة واختبارها.
وأجرت بيونغ يانغ، سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ هذا العام بما في ذلك اختبار أول صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب.
في المقابل، عززت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تعاونهما الدفاعي، وأجرتا سلسلة تدريبات عسكرية بما فيها تدريبات ثلاثية شاركت فيها اليابان هذا العام.
لكن واشنطن وسيؤول تسعيان للقيام بالمزيد، فخلال اجتماعهما الشهر الماضي، أصدر بايدن ويوون «إعلان واشنطن» الذي يعزز المظلة النووية الأمريكية فوق كوريا الجنوبية وتعهدا بتسريع التعاون الثلاثي مع اليابان.
وتعهد كيشيدا ويوون في آذار/مارس، استئناف الزيارات المتبادلة بشكل منتظم، بعدما عُلّقت لأكثر من عقد، فيما دعا رئيس الوزراء الياباني الرئيس الكوري الجنوبي إلى حضور قمة مجموعة السبع يومَي 19 و21 أيار/مايو في هيروشيما.
وأوضح الباحث في معهد الشؤون الدولية في جامعة سيؤول الوطنية بنجامين أ. إنغل لوكالة «فرانس برس»: «إن الاجتماعات المتبادلة، أولاً في اليابان والآن في كوريا، تهدف إلى الإشارة إلى أن اضطرابات الماضي أصبحت وراء كوريا الجنوبية واليابان».
وتدهورت العلاقات بين البلدين بشكل أكبر بعدما أمرت المحكمة العليا في كوريا الجنوبية عام 2018 الشركات اليابانية بتعويض ضحايا العمل القسري في زمن الحرب.
لكن في آذار/مارس من هذا العام، أعلنت سيؤول خطة لدفع تعويضات للمتضررين دون إشراك طوكيو بشكل مباشر، وهي خطوة أثارت غضب الكثير من الكوريين الجنوبيين.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «غالوب» ونُشر في الشهر نفسه، أن نحو 60 في المئة من المستطلعة آراؤهم يعارضون اقتراح الحكومة.
وقال إنغل إنه طالما أن المشاعر العامة في كوريا الجنوبية متوترة تجاه اليابان، قد يكون الرفاه الدبلوماسي الحالي «قصير الأجل».
وأضاف: «إذا كان للولايات المتحدة دور إيجابي تؤديه، فيجب أن تعتمد على طوكيو لإظهار المزيد من الندم تجاه كوريا».
وإذا سارت رحلة كيشيدا بشكل جيد، مع توقّع وسائل إعلام يابانية أن يعيد تأكيد اعتذارات طوكيو السابقة بشأن الممارسات في زمن الحرب، فقد تبشّـر ببداية مستوى جديد من التعاون.
من جهته، قال شيهوكو غوتو نائب مدير برنامج آسيا في مركز ويلسون في واشنطن: «إن نجاح الزيارة سيقاس بمدى عقد اجتماعات ومشاركات منتظمة بين البلدين على مستوى القيادة». وأضاف: «سيتمثّل التحدي في ما إذا كان الرأي العام في البلدين سيدعم مبادرات مماثلة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yxnf58ua

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"