عادي
حلم الأمومة مكلف نفسياً وعاطفياً

900 حقنة في البطن والعضلات ثمن الأمومة

22:58 مساء
قراءة دقيقتين
طفل إيريكا كاي الأول وحوله الإبر التي حقنت بها من أجل الإنجاب

إعداد: مصطفى الزعبي

حلم الأمومة أو الأبوة من أغلى الأحلام في العالم، وربما ينفق أحدهم أو إحداهن أعواماً طويلة وأموالاً طائلة من أجل رؤية طفل يعطي الحياة معنًى بعد طول حرمان.

من هؤلاء البروفيسورة إيريكا كاي، وهي حاصلة على دكتوراه في طب الأطفال، وتعمل في أحد مستشفيات ولاية تينيسي الأمريكية، وعانت طويلاً العقمَ وعلاجاته لدرجة أنها لم تنجب إلا بعد ألم 900 حقنة في البطن والعضلات. ولم تقف مكافأتها عند طفل واحد، بل رزقت ثلاثة.

تعاني 1 من كل 6 بالغات في العالم العقمَ، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وهو أمر يؤرق المحرومات من الإنجاب والمؤسسات الطبية المعنية.

عن تجربتها قالت كاي: بعد حفل زفافي لم أستخدم أي وسائل لمنع الحمل. وكنت على استعداد لأن أكون أماً، وكان لدّي خطة لبناء أسرة، لكن مر شهر بعد آخر وتلاشت ثقتي بذلك بسبب مشاكل في دورتي الشهرية، حتى جاءت الذكرى السنوية الأولى لزواجي بتشخيص رسمي للعقم والعلم أنني سأحتاج إلى إخصاب في المختبر لأتمكن من الحمل.

وأضافت: قبل عقد من الزمن، عندما بدأت علاجات الخصوبة، لم أسمع أبداً أي شخص يتحدث عن أطفال الأنابيب أو التلقيح الاصطناعي؛ لذا كانت أشعر بالخجل بسبب فشلي في أن أصبح أماً، وداومت على استخدام الحقن.

الصورة

أجرت إيريكا كاي عمليات إخصاب واحدة تلو الأخرى، وأخفت علاجاتها عن عائلتها، وأصدقائها، وزملائها.

وذكرت أنها تعلمت فن الاختفاء في الحمامات لحقن الإبر في البطن والعضلات، وتغيير مواقع الحقن بشكل منهجي للعثور على بقع جديدة في البطن لا يكون فيها الجلد مغطى بالبقع.

على مر السنين، تعرضت إيريكا كاي لخسارة الحمل خمس مرات. وكانت هناك أوقات لم تكن تعتقد فيها أنها تستطيع تجنّب الألم. كان الأمر مؤلماً بشكل كبير جسدياً وعاطفياً لكي تصبح حاملاً وتتجاوز صدمة الحرمان من الأمومة.

تجاوزت إيريكا كاي مرحلة علاجات الخصوبة بعد إنجاب طفلها الأول، ومع التطور التكنولوجي والطبي قررت تجربة التلقيح الاصطناعي على أمل تكبير عائلتها.

وبعد سنوات من النكسات، والمضاعفات الصحية، والعديد من الخسائر كانت محظوظة بإنجاب أطفالها الثلاثة.ورغم ذلك، لا تنسى وصف العقم بالأمر المذل للمرأة، والمؤلم، والمخيف،والمفعم بالأمل في الوقت نفسه.

الصورة

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تعاني 1 من كل 5 نساء في سن الإنجاب بالولايات المتحدة مشاكل في الخصوبة، ومن بين المتزوجات اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً، تواجه 1 من كل 4 صعوبة في الحمل.

وأمام هذه النِّسب لم تعد المعاناة صامتة؛ إذ قالت إيريكا كاي: في السنوات الأخيرة رأيت المزيد من النساء يتحدثن بصراحة عن فقدان الحمل في التجمعات غير الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن القليل من الناس يتحدثون بصراحة عن تجاربهم الصعبة مع علاج الخصوبة.

ويُعد التلقيح الاصطناعي مدمراً مالياً؛ إذ يفتقر معظم الأمريكيين إلى التغطية التأمينية للعناية بقضايا الإنجاب، والعلاجات التي يحتاجون إليها باهظة التكلفة بشكل كبير. ويمكن أن يتراوح متوسط ​​تكلفة دورة التلقيح الاصطناعي الواحدة بين 15000 و25000 دولار وفق د. جينيفر أشتون المتخصصة في طب النساء والولادة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4738vk55

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"