عادي

ماريو بريوسكي يقدم درساً حول المؤثرات البصرية في الأفلام بـ«الشارقة للرسوم المتحركة»

15:46 مساء
قراءة 3 دقائق

قدم الفنان ماريو بريوسكي، الحاصل على جائزة إيمي العالمية، والمشرف الرئيسي على المؤثرات البصرية لعدة أفلام ضخمة، منها (Star Trek:Beyound) و(Wonder Woman) و(Avengers: Infinity Wars)، خلاصة تجربته في عالم الأفلام والمؤثرات البصرية التي امتدت قرابة عشرين عاماً من العمل في التلفزيون الإيطالي وكبرى شركات الإنتاج والمؤثرات، و(MPC) الشركة العالمية الأشهر في مجال المؤثرات البصرية والرسوم المتحركة.
وشارك بريوسكي تفاصيل مدهشة حول كيفية صنع مؤثرات بصرية تخدم القصة التي يسردها الفيلم، خلال ورشة عمل حملت عنوان «بيت التنين»، نسبة إلى المسلسل الشهير الذي يحمل الاسم نفسه، قدمها ضمن فعاليات اليوم الأخير من مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة، الحدث العالمي الأول من نوعه في المنطقة العربية، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب.
استهل بريوسكي ورشته بالتطرق إلى أهمية ودور المؤثرات البصرية (VFX) التي تُستخدم في الأفلام لسرد القصة، مطلقاً عليها تعبير «الفن الخفي»؛ لأنها تخدع عين المشاهد وتقنعه بأن ما يراه حقيقة واقعية. وقدم أولى نصائحه للمشاركين في الورشة، قائلاً: «المؤثرات البصرية الجيدة هي التي لا ينتبه المشاهد إليها أثناء مشاهدة الفيلم، والتي تقنعه بأنها جزء من القصة التي يرويها الفيلم».
وعرض بريوسكي عدداً من الصور والمقاطع المصورة التي تبيّن حرفية عملية بناء موقع مسلسل «بيت التنين»، كاشفاً أن هذه المواقع تضمنت نماذج واقعية لقلاع في إسبانيا؛ لاستلهام شكل القلعة التي شكلت إمبراطورية للتنانين. وأكد أن «الواقع هو مصدر المعلومات ومنبع الإلهام».
وتطرق إلى ضرورة الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة عند تكوين النموذج الرئيسي للفيلم، مقدماً بيوت (King’s Landing)، عاصمة الممالك السبع في مسلسل «بيت التنين»، كمثال. وأضاف: «أولينا اهتماماً بأصغر التفاصيل كالبيوت والأشجار والحوانيت والأدوات اليومية التي يستخدمها سكان هذه العاصمة الخيالية، إضافة إلى التنانين ونظراتهم وحركاتهم والطريقة التي يحلقون بها، وحرصنا كفناني (VFX) على أن تبدو التنانين كأنها حيوانات عادية وليست خيالية، بالاستخدام الأمثل للمؤثرات البصرية».
وانتقل بريوسكي إلى التلوين والاستخدام الأمثل للإضاءة والظل، وعرض المشهد الافتتاحي للمسلسل الذي يطير فيه تنين في سماء ملبدة بالغيوم، بينما من بعيد يبدو الضوء ساطعاً، ما يعطي انطباعاً قوياً للمتلقي عما سيراه في المشهد التالي، وتحديداً حين يستقر التنين ويهبط في القلعة أعلى التلة، مشيراً إلى أن تلك المؤثرات تهيئ المتلقي تماماً، وتعتبر أداة أساسية موازية لسرد القصة.
وقال بريوسكي: «أصعب مرحلة واجهها صنّاع المسلسل، كانت استخدام الإضاءة والتلوين؛ لأن معظم المشاهد كانت داخل قلعة التنانين التي تنفث النيران باستمرار، لكن الظلام هو صاحب الحضور الأقوى»؛ ولهذا عبّر عنها بـ «الرسم في الظلام» (Painting in Darkness). كما استشهد بلوحات عالمية لرامبرانت وكارفاجيو، وتستخدم هذه التقنية في الرسم لإضفاء عمق على السرد القصصي.

  • الموازنة بين العناصر

في نهاية الورشة، أكّد ماريو بريوسكي، لجميع العاملين في مجال المؤثرات البصرية الراغبين في تحقيق النجاح، ضرورة الموازنة بين مختلف العناصر لإنتاج عمل متميز وناجح منذ الخطوة الأولى في المشروع، والتي يرسم الفنانون فيها صور ومشاهد الفيلم التي يصعب تصويرها في الواقع باستخدام الحاسوب (CGI)، تليها خطوة الرسم اليدوي لبعض المؤثرات البصرية (Matte Painting)، ثم عملية التركيب (Compositing) التي تدمج الصور لخلق مشهد حي، وضبط درجات الألوان لتحقيق التأثير المطلوب؛ لأن كل لقطة مؤثرات بصرية في الفيلم، يجب أن تروي قصة موازية، وفق تعبيره.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/44rwaxzm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"