عادي
طرفا الصراع يهدفان لمناقشة الأزمة الإنسانية وليس وقف الحرب

السودانيون يعلقون آمالهم على محادثات جدة.. ودبلوماسي: لم تحرز تقدماً

18:48 مساء
قراءة 4 دقائق

الخرطوم - وكالات
يعلق السودانيون آمالهم على محادثات تُجرى في مدينة جدة السعودية بين ممثلين لطرفي الصراع في بلادهم لإنهاء القتال، الذي أودى بحياة المئات وتسبب في موجات فرار جماعي من البلاد، لكن ليس هناك مؤشرات على أن الأمر سيفضي إلى تهدئة دائمة في أي وقت قريب.
وقال طرفا الصراع - المتمثلان في الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»- إنهما سيحاولان التطرق في المحادثات إلى الملفات الإنسانية فقط، مثل فتح ممرات آمنة ولن يتفاوضا حول وقف الحرب. ولم تصمد العديد من فترات وقف إطلاق النار التي أعلنت منذ اندلاع القتال في 15 إبريل/ نيسان.
وأفاد دبلوماسي سعودي الاثنين، أن مفاوضات وقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين في السودان والمنعقدة في جدة «لم تحرز تقدماً كبيراً حتى الآن». وتابع أنّ: «وقفاً دائماً لإطلاق النار ليس مطروحاً على الطاولة. كل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة»، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب).
وقالت تماضر إبراهيم (35 عاماً) وهي موظفة حكومية في مدينة بحري، التي تقع على الضفة المقابلة للخرطوم من النيل الأزرق: «إذا أخفقت مفاوضات جدة في وقف الحرب، فهذا يعني أننا لن نتمكن من العودة لمنازلنا وحياتنا.. ننتظر ما سينتج عن تلك المفاوضات لأنها أملنا الوحيد».
وقال محجوب صلاح، وهو طبيب عمره 28 عاماً، إن مناطق العاصمة التي تشهد أعمال عنف تتغير من يوم لآخر.
وكان صلاح شاهداً على قتال عنيف ورأى أحد جيرانه يصاب برصاصة في حي العمارات بوسط الخرطوم الشهر الماضي، قبل أن يستأجر شقة لأسرته في جنوب شرق العاصمة.
وأضاف أنهم ما زالوا ينتظرون إصدار جوازات سفرهم، لكنهم لا يعرفون الوقت الذي سيستغرقه الأمر، موضحاً أنهم يخططون للسفر من بورتسودان إلى السعودية.
ويسعى الآلاف إلى مغادرة البلاد عبر بورتسودان على متن قوارب إلى السعودية أو بدفع المال للانطلاق في رحلات جوية تجارية باهظة التكلفة عبر المطار الوحيد العامل في السودان أو الفرار على طائرات الإجلاء.
والنزاعات ليست جديدة على السودان لكن معظم النزاعات السابقة كانت تحدث في مناطق نائية. وجعل تمركز القتال العنيف في الخرطوم، هذه المرة الصراع أكثر إثارة للقلق بالنسبة للسودانيين.

  • 750 قتيلاً و5000 جريح

ومنذ اندلاع القتال، أسفرت المعارك عن سقوط 750 قتيلاً وخمسة آلاف جريح حسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، فضلاً عن نزوح 335 ألف شخص ولجوء 117 ألفاً إلى الدول المجاورة. حيث سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فرار 30 ألف سوداني إلى تشاد، وعبور أكثر من 30 ألفاً إلى جنوب السودان، وأكثر من 90 في المئة منهم من مواطني جنوب السودان. وتقول المفوضية إن العدد الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير. وتخشى وكالات الإغاثة من أن يفاقم هذا التدفق للاجئين أزمة إنسانية حادة بالفعل في جنوب السودان.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري استقبال مصر «منذ بداية الأزمة أكثر من 57 ألفاً من السودانيين، فضلاً عن مساهمتها في إجلاء أكثر من أربعة آلاف مواطن أجنبي».
وللأسبوع الرابع على التوالي، لازم سكان الخرطوم البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة منازلهم، في ظل شحّ في موارد الماء والغذاء، وسط ذعر وارتباك من الأعيرة النارية الطائشة.

  • مساعدات إنسانية

من جهتها، تحاول الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، في مدينة بورتسودان (شرق) على البحر الأحمر، التفاوض لإيصال مساعدات إلى الخرطوم ودارفور، حيث قصفت أو نهبت المستشفيات ومخازن المساعدات الإنسانية.
والأحد، وصل مفوّض الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، إلى جدة بهدف لقاء ممثلي طرفي النزاع، إلا أنّ دوره في المفاوضات غير واضح حتى الآن.
وقالت متحدثة باسم غريفيث الأحد إنّه يسعى لبحث القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان.
وأفاد مسؤول ثان في الأمم المتحدة الاثنين أنّ غريفيث «طلب الانضمام للمفاوضات»، مشيراً إلى أنه لم تتم الموافقة على طلبه بعد.
ويعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اجتماعاً في 11 أيار/ مايو لمناقشة «تأثير» المواجهات في السودان «على حقوق الإنسان».
ويعتقد خبراء أن الحرب قد تطول مع عدم قدرة أي الطرفين على حسمها ميدانياً.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية الأحد أن العاهل السعودي وولي العهد وجّها مركز الملك سلمان للإغاثة «بتقديم مساعدات إنسانية متنوعة بقيمة 100 مليون دولار أمريكي»، لتوفير مساعدات إغاثية وإنسانية وطبية للنازحين.
وتأتي محادثات جدة بعد سلسلة من مبادرات إقليمية عربية، وأخرى إفريقية قامت بها خصوصاً دول شرق القارة عبر منظمة إيغاد للتنمية.
كذلك يسعى الاتحاد الإفريقي إلى التهدئة بين الطرفين.
وخلال اجتماع طارئ الأحد لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية في القاهرة تطرق إلى تطورات الملف السوداني، قال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط إن المفاوضات بين طرفي النزاع «تستحق الدعم، وأكرر مناشدتي بالتمسك بهذه الفرصة».
وحذر أبو الغيط من أن يتحول النزاع الحالي إلى «جولة أولى في حرب تقسّم السودان إلى أقاليم متناحرة، وتجعل منه ساحة لمعارك تهدد وجوده».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y4nevftm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"