أبوظبي: عدنان نجم
أكد عدد من مسؤولي ومديري دور النشر المشاركين في معرض أبوظبي للكتاب أنهم يعملون على استقرار أسعار كتبهم في المعرض رغم الزيادات الكبيرة التي شهدتها أسعار الشحن والطباعة والورق وتكاليف السفر والمشاركة، موضحين أنهم يراعون بذلك إمكانيات وقدرات زوار المعرض، والحرص على تقديم محتوى هادف لهم.
وذكروا أن قطاع النشر والطباعة والتوزيع قد شهد زيادة في التكاليف، مما يكبد أصحاب دور النشر أعباء مالية كبيرة، ويدفعهم لانتقاء عدد الأعمال طوال العام؛ للتمكن من مواجهة هذه الزيادات.
يقول محمد الناصير، مسؤول في دار مدار للنشر والتوزيع: «أسعار الكتب تخضع للمواصفات الفنية الخاصة بكل كتاب، وهذه المواصفات تتحكم بالسعر النهائي، والتي تتضمن نوع الورق والتصاميم ونوعية الأغلفة وغيرها من المواصفات، ولكن بشكل عام، فإن أسعار الكتب مستقرة خلال العام الجاري، ولم تشهد أي ارتفاع مقارنة بأسعار العام الماضي».
وأضاف الناصير: «نحن دار نشر إماراتية تعنى بالإصدارات الأدبية والسياسية والتاريخية، ونملك 800 إصدار أغلبها لكتاب ومؤلفين إماراتيين، ونستهدف من خلال كتبنا فئة الشباب؛ كوننا نصدر كتباً أدبية وأخرى تعنى بتطوير الذات، ويتراوح أسعار هذه الكتب بين 35 و50 درهماً، وهذه الأسعار في متناول اليد».
ومن جانبه يقول جاسم أشكناني، مدير عام شركة بلاتينيوم بوك الكويتية: «نحن نعمل في مجال النشر منذ 22 عاماً، ونعتبر أول دار نشر شبابية تشجع الشباب على القراءة، ونتميز بأننا نركز على هدف وفكرة خلق جيل يحب القراءة».
وتابع أشكناني: «لقد حدثت تغييرات في مجال النشر مثل وجود الإنترنت وطرح الكتب إلكترونياً، ولكن هذا لا يؤثر على مكانة الكتاب بين الجمهور؛ حيث يوجد أناس يقرأون ويحرصون على اقتناء الكتب. إننا نحرص على عدم زيادة أسعار الكتب، بل نعمل على خفض التكاليف عبر استخدام نوعيات ورق معينة، وطرق تسويق مرنة للوصول إلى أكبر عدد من القراء».
سعد الأحمد، المدير التنفيذي لدار مرايا للنشر والتوزيع – الكويت، يقول: «يوجد ارتفاع في تكاليف طباعة الكتب بشكل عام، وتتراوح بين 30 و 35%، ويعود ذلك إلى ارتفاع أسعار الورق، ومحدودية المطابع، واحتكار بعض الشركات الكبيرة توريد أنواع معينة من الورق».
ولفت إلى أن الطلب على شراء الكتب في دول الخليج متواصل من دون أي تراجع رغم ارتفاع أسعار بعض الكتب، ولكن ما يتحكم بالإقبال على الكتب هو نوعية المحتوى.
ويرى صلاح أبودية، صاحب دار ابن النفيس للكتب، أن هناك تراجعاً في قراءة الكتب والإقبال عليها بنسبة تزيد على 60%.
وقال أبو دية: «نحن كدار نشر نسعى للحفاظ على استقرار أسعار الكتب، ولكن من الملاحظ أن الكتب التي عليها إقبال كبير تشهد ارتفاعاً في أسعارها، ويعود ارتفاع تكلفة الكتب إلى ارتفاع أسعار الورق عالمياً بنسبة 50%، وارتفاع تكاليف الشحن بنسبة 100%، خاصة أن جائحة «كورونا» قد ساهمت في هذه الارتفاعات الكبيرة، وكان لها تأثير على الناشرين، مع التوجه لشراء الكتب عبر الأون لاين، كما تعاني دور النشر كثيراً من تكاليف المشاركة في المعارض، وترتيبات حجوزات الفنادق والشحن، ومثل هذه الأمور قد تدفع دور الشحن لزيادة أسعار الكتب».
ومن جانبه يقول غسان الناصير، صاحب دار نور حوران للدراسات والنشر – سوريا: «إن ارتفاع تكاليف النشر قد أثر على أداء وأعمال دور النشر والطباعة، فقد ارتفع مؤخراً سعر الورق بشكل جنوني، ومثل هذا الأمر يؤثر على إنتاج الكتب، وبدلاً من طباعة 40 كتاباً سنوياً سيتم اقتصار الأمر على 10 كتب».
وذكر الناصير أن اهتمامات الجمهور تنصب على كتب التاريخ والروايات وبعض الكتب الأدبية، مشيراً إلى أنه من الصعب تحميل القارئ ارتفاع التكاليف بشكل كامل، وقد يتم رفع أسعار الكتب بشكل محدود لتغطية النفقات والتكاليف.
