عادي

«قذائف اليورانيوم المنضب».. هل تؤجج الحرب في أوكرانيا؟

16:00 مساء
قراءة 7 دقائق
قذائف اليورانيوم المنضب

 

متابعات - الخليج

مازال الأوكرانيون في حاجة إلى التدريب على الدبابة الأمريكية الثقيلة أبرامز التي قدمتها الولايات المتحدة، لترجيح كفتهم أو موازنة الضغط على الأقل، أملاً في أن يثمر ذلك الضغط في إجبار الدب الروسي على الجلوس على طاولة المفاوضات، بعد أكثر من عام ونصف العام على الحرب التي يرى طرفا النزاع أنها ضرورة تاريخية لاستعادة أرض قديمة فقدت في لحظات الضعف، بحسب روسيا أو للدفاع عن سيادة الدولة بحسب أوكرانيا.

وقد لوح مسؤولون أمريكيون إلى أن «إدارة الرئيس جو بايدن تخطط لتزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية من اليورانيوم المنضب»، يمكن إطلاقها من دبابات ابرامز لتزيد من احتمالية اختراق الدفاعات الروسية المتينة، في وقت قد يكون حاسماً في تطوير الهجوم المضاد الذي بدأ قبل أيام قليلة.

من ناحيتها لا تعتبر نائبة وزير الدفاع البريطاني بان أنابيل غولدي اليورانيوم المنضب سلاحاً نووياً، وقالت في تصريح لها «هذا عنصر تقليدي ولا علاقة له بالأسلحة أو القدرات النووية»

وردت نائبة وزير الدفاع على سؤال مكتوب من عضو في البرلمان البريطاني حول إمدادات الأسلحة البريطانية لأوكرانيا «المملكة المتحدة تعتزم تزويد أوكرانيا بقذائف تحوي اليورانيوم المستنفد.

وشدّدت بان في ردّها المكتوب على أن «هذه الذخائر بغاية الفاعلية لتدمير دبابات واختراق مدرّعات حديثة»، موضحة أن هذه القذائف معدّة للاستخدام بواسطة دبابات تشالنجر التي تعتزم لندن تزويد كييف بها إضافة إلى دبابات إبرامز الأمريكية.

ماذا نعرف عن اليورانيوم المنضب؟

يعد اليورانيوم المنضّب معدناً ثقيلاً ساماً، ورغم أنه أقل إشعاعاً من المعدن الطبيعي (اليورانيوم)، إلا أنه يملك نفس خصائص السمية الكيميائية التي يتميز بها الأخير، وفق الأمم المتحدة.

وبينما يستخدم اليورانيوم المنضّب في الذخائر المصممة لاختراق الدروع والصلب، تنفجر الذخائر التي تحتوي عليه بفعل الارتطام، وتطلق غبار أوكسيد اليورانيوم.

  • «قنابل قذرة»

تحتوي القنبلة القذرة على مادة مشعة، مثل اليورانيوم، والتي تتناثر جميع محتوياتها في الهواء عندما تنفجر بشكل تقليدي

ولا تحتاج القنبلة إلى مواد مشعة عالية النقاء، كما هو مستخدم في القنبلة النووية. إذ بدلاً من ذلك، يمكن أن تستخدم المواد المشعة الموجودة في المستشفيات أو محطات الطاقة النووية أو مختبرات الأبحاث.

وهذا يجعلها أرخص بكثير وأسرع في صنعها من الأسلحة النووية. كما يمكن أيضاً حملها في الجزء الخلفي من السيارة، على سبيل المثال.

ونظراً لأن الإشعاع المنبعث منها عند انفجارها يمكن أن يسبب أمراضاً خطيرة، مثل السرطان، فإن مثل هذه القنبلة قد تسبب الذعر بين السكان المستهدفين.

ويجب أيضاً إخلاء منطقة واسعة حول منطقة الانفجار لإزالة التلوث، أو التخلي عن تلك المنطقة تماماً.

وقد قام اتحاد العلماء الأمريكيين بحساب أنه إذا تم تفجير قنبلة تحتوي على 9 غرامات من الكوبالت -60 و5 كجم من مادة تي إن تي في الطرف الأبعد من مدينة مانهاتن، في نيويورك، فإن المنطقة بأكملها من المدينة ستصبح غير صالحة للسكن لعقود من الزمن.

ولهذا السبب، يمكن أعتبار أي تعريف للقنابل القذرة بأنها أسلحة دمار شامل، ومع ذلك، لا يمكن الاعتماد عليها كأسلحة على الإطلاق.

ولكي تنتشر المادة المشعة الموجودة في القنبلة القذرة عبر المنطقة المستهدفة، يجب تحويلها إلى مسحوق. لأن جزيئات المادة المشعة إذا كانت ناعمة جداً وانطلقت مع الرياح القوية، فسوف تنتشر على نطاق واسع جداً لتسبب الكثير من الضرر.

وأعربت وزارة الدفاع الروسية في بيان سابق عن قلقها بشأن الاستفزازات الأوكرانية المحتملة التي تنطوي على (قنبلة قذرة)، وهو جهاز يستخدم متفجرات لنثر نفايات مشعة. ليس لها تأثير مدمر مثل الانفجار النووي، لكنها قد تعرض مناطق واسعة للتلوث الإشعاعي.

وتكررت مزاعم السلطات الروسية بأن أوكرانيا قد تفجر«قنبلة قذرة»في هجوم تحت علم كاذب وتحمّل موسكو مسؤوليته. واتهمت السلطات الأوكرانية بدورها الكرملين بوضع مثل هذه الخطة، وتبادل الطرفات الاتهام والنفي.

  • تلويح روسي

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن موسكو مستعدة لاستخدام «جميع الوسائل المتاحة» لصد الهجمات على الأراضي الروسية، في إشارة إلى ترسانتها النووية.

وقال بوتين إن الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، حث موسكو منذ فترة طويلة على نشر أسلحتها النووية في بلاده التي تربطها علاقات عسكرية وثيقة مع روسيا. وقد ساعدت روسيا عملياً في تحديث الطائرات الحربية البيلاروسية، بحيث تصبح قادرة على حمل أسلحة نووية، وهو ما أشار إليه لوكاشينكو في أكثر من مناسبة.

وأوضح بوتين أن السبب المباشر لنشر الأسلحة النووية التكتيكية الروسية في بيلاروسيا كان قرار بريطانيا تزويد أوكرانيا بقذائف خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب.

ويعتبر الكرملين نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، أقل بكثير مما فعلته الولايات المتحدة التي نشرت منذ عقود أسلحتها النووية في بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا. ويقول المسؤولون الروس إن الخطوة الروسية لا تنتهك المعاهدة الدولية التي تحظر انتشار الأسلحة النووية.

وتتميز الأسلحة النووية التكتيكية بأنها تستهدف قوات العدو في ميدان المعركة، أي أن مداها قصير نسبياً، وقدراتها أقل بكثير من الرؤوس الحربية النووية المجهزة للصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى القادرة على القضاء على مدن بأكملها.

وعلى عكس الأسلحة الاستراتيجية، التي كانت خاضعة لاتفاقيات الحد من التسلح بين موسكو وواشنطن، لم يتم تقييد الأسلحة التكتيكية أبداً، بموجب أي اتفاقيات من هذا القبيل، ولم تنشر روسيا أي أرقام في ترسانتها، أو أية تفاصيل أخرى تتعلق بها.

وتعتقد الحكومة الأمريكية أن روسيا تمتلك نحو 2000 سلاح نووي تكتيكي، والتي تشمل قنابل يمكن حملها بالطائرات، ورؤوساً حربية للصواريخ قصيرة المدى وقذائف مدفعية.

بينما يتم تركيب الأسلحة النووية الاستراتيجية على الصواريخ البالستية العابرة للقارات، أو الغواصة المجهزة لإطلاق الصواريخ، ويتم تخزين الأسلحة النووية التكتيكية في عدد قليل من مرافق التخزين الخاضعة لحراسة مشددة في روسيا، ويستغرق الأمر وقتاً لتسليمها إلى الوحدات القتالية.

روسيا تسلح بيلاروسيا نووياً

عزم الدب الروسي في وقت سابق على نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا في خطوات رجح خبراء عسكريون أنها للرد على التلويح الغربي ولاسيما البريطاني بتزويد أوكرانيا «بالقنابل القذرة» أو تصعيد روسي للضغط على الدول الداعمة لأوكرانيا للحد من الأسلحة التي ترسلها لها من مضادات جوية ذات قدرات عالية أو أسلحة تعد بإرسالها مثل طائرات«إف 16»و ابرامز الأمريكية بالإضافة إلى دبابات ليوبارد الألمانية.

وقال الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو رداً على سؤال لصحفي في مقطع مصور بث على قناة تلغرام غير الرسمية للرئاسة البيلاروسية، إن«نقل الأسلحة النووية بدأ».

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في 25 مارس أن موسكو ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا الواقعة على أبواب الاتحاد الأوروبي، ما أثار مخاوف من تصعيد للنزاع في أوكرانيا.

  • طائرات

وفي أبريل الماضي، أعلنت روسيا أنها باشرت في تدريب العسكريين البيلاروسيين على استخدام أسلحة نووية تكتيكية.وسبق أن أعلن بوتين أنه تم تجهيز عشر طائرات في بيلاروسيا لاستخدام أسلحة مماثلة، لافتاً إلى أن مستودعاً خاصا سيتم إنجازه بحلول الأول من يوليو القادم.

وقد عززت موسكو تجهيزات عشر طائرات بيلاروسية بحيث تستطيع حمل أسلحة نووية، وستبدأ أطقمها التدريب على استخدامها.

كما منحت موسكو بيلاروسيا أنظمة الصواريخ قصيرة المدى من طراز «إسكندر» التي يمكن تركيبها على أنظمة الصواريخ التقليدية، أو تحميلها رؤوساً حربية نووية.

وأكد بوتين أن روسيا ستحتفظ بالسيطرة على أي أسلحة نووية يتم نشرها في بيلاروسيا، تماماً كما تسيطر الولايات المتحدة على أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي حلفائها في «الناتو».

ومن المفترض أن يسمح نشر الأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروسيا، على جبهة يبلغ طولها 1084 كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا، للطائرات والصواريخ الروسية بالوصول إلى الأهداف المحتملة هناك بسهولة أكبر، وبسرعة أعلى، إذا قررت موسكو استخدامها. كما أنه يوسع من قدرة روسيا على استهداف العديد من أعضاء «الناتو» في شرق ووسط أوروبا.

وقد حذر ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الأسبوع الماضي، من أن محاولات أوكرانيا لاستعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم تشكل تهديداً «لوجود الدولة الروسية»، وهو أمر يستدعي رداً نووياً بموجب العقيدة الأمنية للبلاد.

وقال: «إن كل يوم يتم فيه تزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية يجعل نهاية العالم أقرب».

وقال المحلل العسكري الأوكراني، أوليه جدانوف، إن هدف بوتين هو ثني حلفاء أوكرانيا الغربيين عن تزويد كييف بمزيد من الأسلحة قبل أي هجوم مضاد. وأضاف: «يستخدم بوتين الابتزاز النووي في محاولة للتأثير في الوضع في ساحة المعركة، وإجبار الشركاء الغربيين على خفض إمدادات الأسلحة والمعدات تحت تهديد التصعيد النووي».

  • هل تلجأ روسيا للنووي؟

تثار المخاوف، على نحو جدي، بين الدول الغربية، إزاء احتمال إقدام روسيا على شن هجوم نووي.

ولوحت روسيا، العام الماضي، باستخدام كافة الوسائل لأجل الدفاع عن نفسها، في إشارة لإمكانية اللجوء إلى السلاح النووي، بحسب صحيفة واشنطن بوست.

وقال الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي في البلاد، ديميتري ميدفيدف، إن التلويح بالنووي في الوقت الراهن ليس مُزحة.

وإذا كان التهديد حاصلاً على نحو صريح، فإن ما يتبقى بحسب خبراء، هو معرفة الطرق الممكنة لهجوم روسيا، أي كيف ستضرب بالنووي، في حال قررت أن تقدم على تصعيد كبير ربما يشكل منعطفاً بارزاً في الحرب.

  • آلية إطلاق السلاح النووي الروسي

بحسب التايمز فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يستطيع حتى مع سلطاته الرئاسية أن يأمر بشن هجوم نووي بمفرده.

ويعتقد أن هناك 3 حقائب نووية تشكل «نظام القفل الثلاثي»، الذي يستغرق تفعيله نحو 20 دقيقة.

ويملك الرئيس الروسي واحدة منها تحتوي على نظام من الرموز، وليس بها مفتاح نووي، وعند تشغيلها يُرسل الرمز إلى وزير الدفاع الروسي.

يُرسل الرمزان إلى رئيس الأركان العامة (حالياً الجنرال فاليري غيراسيموف) الذي يمكنه بدوره تنفيذ الأوامر عندما تتجمع لديه مجموعات الرموز الثلاثة.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr42xmcs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"