حوّل جناح الشارقة المشارك في فعاليات معرض سيؤول الدولي للكتاب، منصة المعرض إلى حوار شعري بين بلدين وثقافتين وشعبين، حيث جمع أربع شاعرات إماراتيات وشاعراً كورياً في جلسة، التقت فيها بحور القصيدة العربية، بجماليات شعر «الهانغ» الكوري.
وجمعت الجلسة الشاعرات الإماراتيات؛ خلود المعلا، ونجاة الظاهري، وعائشة الشامسي، وأسماء الحمادي، والشاعر الكوري إيجون، اللاتي قدمن صورة حية لقدرة الشعر على أن يكون جسراً بين الشعوب والحضارات.
وشاركت الشاعرة خلود المعلا في بعض من قصائدها التي نقلت الحضور إلى عوالم من الحب والحنين والأمل، وأجادت استخدام الصور الجمالية والموسيقى اللغوية، لتخلق لوحات شعرية لامست القلوب. ففي قصيدتها «شرود»، تصف حالة من الفراغ والبحث عن الحبيب، الذي يبدو بعيداً كالغيمة والمطر والأفق، فتقول:
في الغيمة
في المطر
في الأفق المتأرجح بيني وبينك
أرى روحي شاردة
ليتك تردها...
«صباح الحب»
وبصوت يغنّي باسم الحب، بدأت الشاعرة نجاة الظاهري بقصيدتها «صباح الحب»، التي تفيض منها مشاعر الفرح والسعادة والشوق، وتعبر عن مشاعرها بصدق وبساطة، وتستخدم الرموز الجميلة لتصور حالة التماهي بين الواقع والخيال، حيث تقول:
صباح الحب
صباح الطير
إذا غنّى لنا أحلى أغانيه
صباح الحب متقداً
بكل بكل ما فيه
صباح الورد مبتسماً
يحيي من يلاقيه
ومع قصيدتها «نيلوفر» حملت عائشة الشامسي حنيناً عميقاً إلى عيني المحبوب، التي ترى فيها كل جمال الكون، مستخدمة اللغة العربية بإتقان وأناقة، ومستحضرة صوراً شعرية تنبض بالحياة والروح. وفي قصيدتها، تقول:
عيناك في هذا الزمان المرِّ
نيلوفر يؤوي نوارسَ شعري
منذ استراح النخل في واحاته
ومشى غزال في شرود النهرِ
سافرتُ في عينيكَ مثل قصيدة
ألقت بفضة حزنها للبحرِ
وفي الجلسة الشعرية، رسمت أسماء الحمادي «خارطة الطريق»، التي تتحدث فيها عن الصداقة والحب، وأوجدت من خلالها روابط بين المحسوسات والمشاعر، واصفة كيف أنها تشارك صديقتها في المشاعر، فتقول:
مساء الخير خارطة الطريق
حريقك يا رفيقة من حريقي
ومنك العذر والغفران وعداً
خطاب الجمر يخرس بالرحيق
ومع الشاعر الكوري إيجون هو، اختتمت الجلسة الشعرية بقصيدته «اختراع الحب»، حيث جمع بين العلم والشعر بطريقة فريدة ومبتكرة، وأضفى على المفاهيم العلمية لمسة من الرومانسية والشغف. فيقول فيها:
الذين اخترعوا البصريات/ كانوا لا بد أن يكونوا في حالة حب/ إن الرغبة في رؤية أصغر تفاصيل هذا الشخص/خلقت مجهراً/ رغبة في إيقاف الزمان وأنا معك/ صنعت كاميرا/ الجسد السماوي الذي هو أنت/ رغبة في الكشف عن السر/ وإضفاء السطوع عليه من بعيد/ تصنع تلسكوباً/ العالم الذي لا قيمة له من حبة رمل/ يتم امتصاصه في الثقب الأسود/الذي هو أنتِ/تماماً كما تجمع العدسة ضوء الشمس/في نقطة واحدة/وتشعل النار فيها/حتى وإن تحولت نار كل شيء إلى رماد/لا بد وأن العلم اخترع أداة بصرية/لشخص واحد
