عادي
طَموح وشَرس وصنع لنفسه أعداء بين رجال الأعمال وجنرالات الجيش

بريغوجين.. «طباخ بوتين» ينتهي متمرداً وخائناً

01:35 صباحا
قراءة دقيقتين
بريغوجين يتحدث من مكان غير معروف على الجبهة في مارس الماضي (أ ف ب)

يفغيني بريغوجين، مؤسس شركة «فاغنر» شبه العسكرية، شخصية معلومة، إلا أن سيرة هذا الرجل مثيرة ومتعددة المراحل، انتهت به إلى وصمه بالتمرد والخيانة، وربما النهاية أيضاً.

ولد بريغوجين في لينينغراد، في يونيو/حزيران 1961، تخرج في مدرسة داخلية لألعاب القوى في عام 1977، وشارك في التزلج الريفي على الثلج، والده وزوج أمه من أصل روسي يهودي، في حين أن والدته من أصل روسي عرقي.

وفي 1981 حُكم عليه بالسجن 12 سنة بتهم السرقة والاحتيال، وتوريط المراهقين في الجريمة، وأمضى منها تسع سنوات في السجن قبل إطلاق سراحه. وفي عام 1990، قام هو ورفيقه بإنشاء شبكة لبيع النقانق.

بخروجه من السجن، وجد بريغوجين نفسه في روسيا مختلفة جداً، فدخل عالم الأعمال عبر كشك صغير لبيع الشطائر، تطور إلى إمبراطورية من محلات السوبرماركت والمطاعم. ومع الأيام ذاع صيت أحد مطاعمه الفاخرة يدعى «نيو آيلاند»، ويقع على الواجهة البحرية في سان بطرسبرغ، ليصبح مقصداً مفضلاً للرئيس فلاديمير بوتين؛ للترويح عن ضيوفه من الشخصيات البارزة.

أعجب الرئيس الروسي بالشاب الطموح، فمنح شركة تموين تعود ملكيتها له عقوداً حكومية مربحة لإطعام أطفال المدارس الروسية والسجناء والجنود، وقدّر العقد العسكري الواحد بما يربو على مليار دولار.. ثم تولّى عقود تقديم الطعام للكرملين والجيش، ليُعرف بعدها باسم «طباخ بوتين».

بدأت سمعته العسكرية للمرة الأولى خلال التوتر في شرق أوكرانيا، في صيف 2014، حين اجتمعت مجموعة من كبار المسؤولين الروس في مقر وزارة الدفاع، على ضفاف نهر موسكفا. لمقابلة بريغوجين، وهو رجل في منتصف العمر برأس حليق وصوت أجش، باعتباره الشخص المسؤول عن عقود تموين الجيش. وحينها تقدم بطلب غريب من وزارة الدفاع، ألا وهو منحه أرضاً يستخدمها لتدريب «متطوعين» لا تربطهم صلات رسمية بالجيش الروسي، وإنما يمكن استخدامهم لخوض حروب روسيا. ومنذ ذلك الاجتماع، اكتسب بريغوجين شهرة واسعة بين قادة الجيش وإن لم يكن محبوباً في معظم الأحيان. ووصفه رجل أعمال روسي يعرفه منذ التسعينات «بأنه حيوي ونشيط وموهوب، لكنه عنيد أيضاً ولا يتراجع أبداً حتى يحصل على ما يريد». ويؤكد بعض من يعرفه أنه قاسٍ، ولم يسعَ وراء المال أو السلطة، على الرغم من أنه حصل على الاثنين معاً على طول مسيرته، فضلاً عن أنه يتحرك بدافع الإثارة والاعتقاد بأنه يحارب النخب الفاسدة نيابة عن الناس العاديين، مع الرغبة أيضاً في سحق منافسيه، بحسب شهادات من حوله.

وعلى مر السنين، صنع العديد من الأعداء، من رجال الأعمال والشركاء السابقين، مروراً بجنرالات الجيش الذين انتقدهم مراراً ودون كلل باعتبارهم بيروقراطيين جالسين في مكاتبهم، وكبار المسؤولين الأمنيين الذين يخشون أن يكون لديه طموحات للاستيلاء على السلطة السياسية.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8c9se8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"