المخدرات ورفاق السوء

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

بالتأكيد لن يكون هناك رقم دقيق لتجارة المخدرات حول العالم، بيد أن الحتمي الوحيد في هذا الشأن أنها آفة تقتل الشباب وتدمر الأسر والمجتمعات، والتوعية بخطورتها ومكافحتها مهما كلفتا واجبتان على الدول والمجتمعات.
الأمم المتحدة، وبهدف تعزيز الوعي تجاه هذه البضاعة الفتاكة، أقرت عبر الجمعية العامة يوم 26 يونيو/ حزيران من كل عام، يوماً دولياً لمكافحة استخدام المخدرات والاتجار غير المشروع بها، لأن مشكلتها كما تراها الأمم المتحدة، قضية معقدة لتأثيرها في الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، إذ يواجه العديد من الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات وصمة العار والتمييز، ما قد يضر بصحتهم الجسدية والعقلية ويمنعهم من الحصول على المساعدة التي يحتاجون اليها، فيستمرون في التعاطي في الخفاء، فيزداد وضعهم سوءاً.
الإمارات من الدول التي تقف بحزم تجاه هذه الآفة، حيث اعتمد مجلس الوزراء، برئاسة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، قبل أيام، تشكيل مجلس مكافحة المخدرات، وقال سموه: المخدرات بلاء هذا العصر، وسرطان المجتمعات، ووباء يستهدف أعز ما نملك، يستهدف الشباب، ومكافحته واجب وطني بتكاتف الجهات الحكومية والتعليمية والمؤسسات الأمنية والأسر ليكونوا السد المنيع أمام من يريد الشر بنا وبأبنائنا.
وهنا، لا يمكن إلا الإشادة بما تقوم به دولة الإمارات من جهود واعية لمنع تفشي ظاهرة المخدرات، واستيعاب من ولجها بطريق الخطأ، عبر إتاحة الفرصة أمام المتعاطي للعلاج دون مساءلته قانونياً، كأن يسلم نفسه، وأضيف مؤخراً بند جديد في حالات محددة أضيف إليها تسليمه من قبل الشخص المسؤول عن تربيته، وذلك لزيادة نطاق الاستفادة من مادة الإعفاء حفاظاً على مستقبل الشباب الذين قد يتورطون في هذا الفخ لسبب أو لآخر.
مكمن الخطر في مسألة المخدرات الذي بدأ بالظهور للعلن مؤخراً، لجوء تجار المخدرات إلى توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لترويجها، وباتت رسائل البيع وتوفير منتجات متعددة تصل إلى أي شخص عبر هاتفه أينما كان وفي أي دولة، وتكون مصادر هذه الأرقام مشفرة ومن دول غير معروفة.
استخدام تجار الآفة لهذه الوسائط لم يأت من فراغ، فلولا أنهم وجدوها وسيلة ترويجية ناجحة لما اتبعوها، ولو تجاوبت معهم نسبة بسيطة ممن تصلهم هذه الرسائل فإنها حتماً ستفتح لهم أبواباً جديدة من المستهلكين الذي يجرون بعضهم بعضاً.
خطورة هذا الأمر، أن تجار المخدرات يعملون على ترويج الحبوب المصنعة التي تسبب لمتعاطيها حالة هستيرية لا يمكن وصفها، وهنا فإن الأمر برمته منوط بالأسر قبل كل شيء للتوعية بالمخاطر، وتنبيه أولادهم لتجنب رفاق السوء.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/v2vab9pk

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"