حذّر الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، من 8 أمور يجب الالتزام بها قبل الوقوف بجبل عرفة لكي يكون الحج مقبولاً.
وأوضح علي جمعة أن من آداب الحج أن تكون النفقة من حلال؛ لأن الحج والعمرة ليس إثبات حالة ليحصل مؤديها على لقب «الحاج»، بل هو محاولة من الإنسان للخروج من ذنوبه، ومن دائرة المعصية إلى دائرة رضا الله.
وأشار إلى ضرورة أن تكون الهمة مجردة لله تعالى وتعظيم شعائره سبحانه وتعالى، مضيفاً أن من حج أو اعتمر عن غيره، ينبغي أن يكون قصده زيارة بيت الله تعالى والتمتع بالنظر إليه، لا أن يتخذ ذلك مكسبة مادية؛ أي لا ينظر إلى ما سوف يحصله من فوائد الدنيا كالأجر المادي الذي يأخذه، أو كأن يجلب معه شيئاً من التجارة في ذهابه وإيابه، بل يكون قصده هو الزيارة والمعاونة لأخيه.
وأكد علي جمعة أنه يجب على الحاج أن يتوسع في الزاد وطيب النفس بالبذل، فيتوسع فيما يحمله من زاد، لأجل الرفقة في الطريق؛ فقد يحتاج أخ له شيئاً من الزاد أو المتاع، وذلك من غير تقتير أو إسراف، بل على الاقتصاد.
وتابع أن الحجيج ملزمون بترك الرفث والفسوق والجدال، موضحاً: «الرفث اسم جامع لكل لغو وفحش من الكلام، والفسق اسم جامع لكل خروج عن طاعة الله، أما الجدال فهو المبالغة في الخصومة؛ مما يورث الضغائن ويناقض حسن الخلق».
وأكد علي جمعة أن الحاج يجب أن يجتنب زي الترف والتكبر؛ لأن الحج والعمرة مبنيان على الانخلاع من المعتاد؛ ولذلك عليه أن يتواضع ولا يلبس أثناء الحج ما يميزه عن غيره أو يتعالى به من رفيع الثياب بما يجعله متميزاً، إلا إذا كان ذلك لغرض شرعي صحيح.
ولفت إلى أن الحاج يمكنه أن يتقرب بذبح ما تيسر من ثمين النعم ونفيسه، وإن لم يكن واجباً عليه. وكذلك أن يكون طيب النفس بما أنفقه من نفقة وهدي وبما أصابه في ماله أو بدنه، فله بكل أذى احتمله وخسران أصابه -إن احتسب- ثواب، فلا يضيع منه شيء عند الله.
وقال الدكتور علي جمعة: «من علامة قبول الحج ترك ما كان عليه من المعاصي؛ أي كيف تعرف أن حجك قد قُبل؟ حينما ترجع وتجد نفسك زاهداً في المعاصي؛ لأن الحج الذي قد غفر الله فيه الذنوب جعلك في صفحة بيضاء، وهذه الصفحة البيضاء تضاد الذنب وتكرهه وتأباه ولا تستلذ به، فإذا عرض عليها بوسوسة نفس أو شيطان فإنها تبعد عنه ويحدث لها اشمئزاز من الذنب فلا تقع فيه، ومن هذا يتبين لنا أن الله قد رضي عنا بحجنا، أو أنه قد قبل هذا الحج».
